في غفلة من الزمن، وصلت جماعة الإخوان إلى مقاعد السلطة في مصر.دخلوا البرلمان وجلس على مقعد رئيسه أحدهم.كانوا يتسللون إلى مفاصل الدولة الأساسية سواء من أعضاء الجماعة العاملين في العلن أو هؤلاء الذين أطلق عليهم الخلايا النائمة، وكان من هؤلاء وهؤلاء وزراء في مرحلة العار تلك التي وصلت إلى الذروة بوصول أحدهم إلى مقعد رئاسة البلاد.

وفى أيامهم سأل الإعلامي تونى خليفة مرشد الجماعة في برنامجه «زمن الإخوان»: «هل نحن الآن في زمن الإخوان ؟» فرد وانتفاخ الثقة يملأ وجهه ويحرك جسده قائلا: «يتحقق زمن الإخوان عندما يتولون جميع المواقع في البلاد.عندما يكون جميع العاملين في وزارة الخارجية مثلا من الإخوان وقس على ذلك بقية المواقع».

أصاب الجماعة انتفاخ التمكين، ومن تداعيات الانتفاخ أن من عينوه وزيرا للإعلام وهو العضو الراسخ في الجماعة، أنه كان يتمنى أن يكون جميع العاملين بماسبيرو من الإخوان، ورفع حنجرته بالكذب المعهود عندهم بادعاء أن حكما قضائيا وصف الإخوان بأنهم الأكفأ، ورغم مطالبته بإظهار الحكم المزعوم، إلا أنه لم يرتدع وواصل تجاوزاته المخجلة من مغازلة مذيعة تليفزيون بألفاظ سوقية: «ياريت أسئلتك ما تبقاش سخنة زيك»، إلى التحرش اللفظى بصحفية شابة سألته: «أين الحرية، فرد بعد غمزة من عينيه والتفاتة خفيفة برأسه: تعالى وأنا أقولك فين».

ولم تكن أعراض الانتفاخ الإخوانى مجرد ثقل ظل المرشد أو الوزير المتحرش، فقد رفع أحد المنتفخين إصبعه مهددا بقتل الشعب المصرى، وهو نائب المرشد الذي قام بإرسال ميليشيات الجماعة لضرب المعتصمين في الاتحادية، وهى دماء ليست مفصولة عما قبلها وبعدها. ووقف أحدهم منتفخا على منصة رابعة، مهددا بدمار البلاد واستمرار العمليات الإرهابية في سيناء إن لم يعد مرسي، وهدد من جلس على مقعد الرئاسة الشعب بسواد الأيام متوعدا بمقولته الشهيرة: «وها أنا أفعل» رغم أنه لم يؤد دور المنتفخ كما ينبغى، بل كان بائسا وهزيلا في جميع الأدوار التي أسندت إليه.

هؤلاء مجرد نماذج بديع، الشاطر، البلتاجى، عبد المقصود، مرسي. هؤلاء لم يكونوا مجرد مصدر للسخرية، إنهم عصابة تواصل وبتوجيهات من عتاة المجرمين بها محاولاتها لتدمير مصر وإسقاط الدولة.

هذه هي النماذج التي يخرج علينا في كل يوم من يدعو للمصالحة معها، وتجاوز البعض في التقاط لما اسموه بمبادرات المصالحة. وتجاوزوا الحدود باقتراح التفاوض.

فهل تتفاوض الدول الكبرى مع العصابات؟ لم تفعلها دولة محترمة مع العصابات الإجرامية. لم تفعلها إيطاليا مع المافيا، ولم تفعلها مالى مع الجماعات الإرهابية، ولم يتبادر لذهن حكومة نيجيريا أن تتفاوض مع «بوكو حرام» فهل من المقبول أو المسموح به ولو بالإشارة لتتفاوض حكومة مصر مع عصابة الإخوان؟.

تلقف السلفيون ونفر من مشايعى الجماعة الإرهابية، مبادرة يوسف ندا ووضعوا أنفسهم موضع متخذى القرار، ودبجوا بنود المصالحة ووضعوا شروطا على الدولة، ومنها استعادة الجماعة لدورها الدعوى، ودمجها في الحياة السياسية، ودفع الدية لضحايا رابعة والنهضة في مقابل وقف العنف وكأننا بلد هزيل ننتظر عطف هذه الجماعة الإرهابية علينا بوقف العنف، ورغم أن الحكومة أعلنت رفضها لمبادرات المصالحة، فهؤلاء لا يتوقفون عن بث تلك الفكرة الخبيثة، آملين أن تترسخ في الأذهان ويساعدهم في ذلك بعض وسائل الإعلام بصورة مبالغ فيها، فيبدو الأمر وكأننا بالفعل مقبلون على الجلوس على موائد التفاوض مع القتلة من الجماعة الإرهابية.

وليتهم «يفضونها سيرة» فهذه المبادرات المغرضة هي قبلات حياة تمنح لهذه الجماعة على الأقل لتظل خبرا دائما يتردد بين الناس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]