الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل في السويداء :"الوضع عندنا جيّد والمعنويات رفيعة، والجيش موجود على الأرض، وهو محور اساسي في حمايتنا"
وئام وهاب: إسرائيل ليست خيارَنا، خيارُنا عروبتنا"
ليس من الضروري أن يكون الإنسان مؤرخا أو باحثا سياسيا أو خبيرا عسكريا ليقرا خريطة الواقع الذي تعيشه سوريا أو الدروز في جبل السماق، كغيرهم من ضحايا الإرهاب والمخططات السياسيّة القذرة التي تقتل الإنسان في الإنسان قبل أن تقتل الجسد، بغض النظر عن انتمائه ، سواء كان درزيا أو سنيّا أو مسيحيا و أزديا او كرديا، كلهم وغيرهم ضحايا إرهاب داعش وجبهة النصرة والتنظيمان واحد وإن اختلفا أمام الرأي العام.
وهذان التنظيمان داعش وجبهة النصرة ابنان غير شرعيين لسياسة الاستعمار العالمي القذر، والتوسع واحتلال الأرض، فهو الذي يموِّلهما ويسلِّحهما ويعالجهما ويغذيهما، ليخدما مخططاته القذرة التي قد تخفى على من لا يحسن قراءة الواقع أو التاريخ أو الجغرافيا.
إننا وإن كنا نتألم لألم أهلنا في جبل السماق ونعيش مأساتهم، لكننا يجب أن لا ننساق بالعاطفة ، أو يسوقنا أصحاب السياسة والتخطيط الخطير،
إن ما حدث في قلب لوزه هو امتداد لمخطط بدأ سنة 1967، وقد لا يكون الأخير أو الوحيد.
بدأ هذا المخطط عندما قامت إسرائيل بمحاولة إقناع المغفور له المرحوم كمال كنج أبو صالح، بإقامة دويلة درزية في هضبة الجولان السوري المحتل، ودولة مارونية في لبنان كحزام أمنيٍّ لها.
لكن المرحوم كمال كنج أبو صالح برؤيته الثاقبة العميقة الواعية لأخطار هذا المشروع رفض هذا المخطط، وقد خضع لضغوطات كبيرة من إسرائيل، بدءا من غولدا مئير رئيسة الحكومة آنذاك، وانتهاء بضباط الشرطة والسجون في إسرائيل، لكنه بوطنيته النقية رفض أن يكون سعد حدّاد و أنطوان لحد .
كمال أبو صالح لم يقبل أن يبيع تاريخا مجيدا لطائفة من أنقى العرب، ولم يقبل أن يخذل شيخ المجاهدين العرب سلطان الأطرش وأبطال جبل العرب الذين رووا تراب سوريا بدمائهم النقيّة، ولم يخذل مواقف كمال جنبلاط، ومجيد أرسلان، وشكيب وهاب، وأسد الشّوف الشيخ أبو محمد جواد، وفضيلة الشيخ محمد أبو شقرا وغيرهم كثيرون وأجَّلتْ إسرائيل المشروع، ولم يمت.
وقد جنّدت عملاء لها ومنهم المدعو كمال لبواني الذي أعلن أنه على استعداد لبيع الهضبة لإسرائيل مقابل إسقاط بشار الأسد، وعندما فشل مخططها هذا، انتقلت إلى الباب الخلفي في جبل السماق وأوعزت لجبهة النصرة بارتكاب جريمتها البشعة في قرية قلب لوزه الدرزية، وما كانت جبهة النصرة لتتأسف عن جرائمها البشعة ، لو لم توعز لها مربيتها، ووليّة نعمتها بفعل ذلك، ورغم هذا التأسُّف الذي صدر عن جبهة النصرة واستنكارها لجريمتها واستعدادها لمحاكمة مرتكبيها، لا زال الأمير التونسي الذي قاد الجريمة حرا طليقا مختبئا في مكان ما.
واليوم تلعب إسرائيل على وتر الدروز هنا، ليطالبوا بحماية الدروز في جبل العرب، وكأن الدروز الذين علَّموا العالم أصول الحروب والشجاعة، والذين قالوا عنهم في النصف الأول من القرن الماضي: لو توفر لديهم السلاح لطردوا الاستعمار من كل الشرق الأوسط ، كأنهم بحاجة إلى من يحميهم.
وفي تصريح للشيخ يوسف جربوع شيخ عقل في السويداء "الوضع عندنا جيد، والمعنويات رفيعة، والجيش موجود على الأرض، وهو محور أساسي للدفاع عنّا" وقال وئام وهّاب : "نرفض حماية إسرائيل، وإسرائيل ليست خيارَنا ، خيارُنا عروبتُنا" ونحن إن كنا نريد الخير لأخوتنا في جبل العرب، فليس عن طريق دفعهم إلى الهاوية، وإلى التشكيك في عروبتهم ووطنيتهم وتاريخهم المجيد، أو الإيحاء بأنهم متعاونون مع إسرائيل.
إسرائيل هي المسئولة أولا وأخيرا عن كل ما يجري لأهلنا ولغيرهم.
هي التي تربي الأفاعي ومروِّض الأفاعي هو المسئول عن سمومها,لترفع إسرائيل يدها عن مناصرة داعش والنصرة، وتترك الدروز، فهم كفيلون بحماية أنفسهم، إنهم علموا الشرق كيف يدافعون عن أنفسهم,الدروز ليسوا بحاجة لمساعدة إسرائيل ولا للذين يسبحون في مستنقعاتها.
[email protected]
أضف تعليق