صدّق أو لا تصدق، هذه ليست رواية أو مسرحية من الخيال، بل قصّة من صميم الحياة وواقعها، هي قصّة طفل ما دون العاشرة، يعيش في لبنان مع والديه وأخيه، عُرضت يوم الإثنين من هذا الأسبوع على شاشة تلفزيون الجديد، في برنامج خاصّ ومميز، تحت عنوان: "للنشر" الذي أثار ويثير تساؤلات، وردود فعل بين مؤيدة ومعارضة له نظرًا لحساسية المواضيع والمشاهد المؤلمة التي يتطرق إليها بكل جراءة.

كل من شاهد هذه الحلقة، وكان يتحلّى بالصّفات الإنسانية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، دمعت عيونه، وخفق قلبه وضاق صدره بغصّاتٍ أليمة. إنه مشهد يصعب وصفه حتى كادت مقدّمة البرنامج المتألقة، ريما كركي، تبكي بمرارة على الهواء، وبالكاد تلتقط أنفاسها عندما عرضت مشاهد للطفل (انظر الصورة)، وهو مقيد بالسلاسل الحديدية لمدة بضعة أيام، ووالده يضربه ضربًا مبرحًا في كل أنحاء جسمه، بلا رحمة، ثم يكويه بالنار، والهدف، على حد تعبيره، تربيته، بينما أخوه الثاني ينعم بالدفء والحنان. جلس الوالد في البرنامج ومقابله جدّ الطفل الذي تكلم بمرارة عن التفرقة بين الولدين وما يمر به هذا الطفل من عنف، حتى تدهورت حالته الصحية وكاد ينسى اسم عائلته.

دعت المؤسّسات والمجتمع لضرورة العمل فورًا لإنقاذ هذا الطفل من والده المجرم، وخلال النقاش الحاد، قامت مقدمة البرنامج التي لم تستطع تمالك أعصابها بطرد الوالد بعنف من الأستوديو واصفة إياه بالوحش. ويذكر أنه تمّ أخذ الطفل لمؤسسة خاصّة، وعرضه لفحوصات طبيّة إلى حين تقديم لائحة اتّهام ضدّ الوالد.

والسّؤال الذي يطرح نفسه: هل غدا العنف غريزة متأصّلة في نفوسنا أم أنّه سلوك اجتماعي؟!

زاوية رماح، تعي أنّ النبت الصالح ينمو في حضن العناية، أمّا الشوك فينمو في الإهمال، والفقر يولِّد الجهل، وبدوره الانحطاط الفكريّ والأخلاقيّ، ومهما كانت الأسباب والظروف علينا أن لا نصل إلى مثل هذه الأوضاع، ومن واجبنا الإنسانيّ محاربة مثل هذه الظواهر. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]