حذر الدكتور جرير خوري، اخصائي طب العائلة، ومستشار مرض السكري في صندوق المرضى "كلاليت"، مرضى السكري من صيام رمضان دون استشارة أطبائهم، لما يمكن أن يشكله الصيام من مخاطر على حياتهم.

جاءت أقوال الدكتور جرير خلال لقاء مع أطباء من الناصرة، في الآونة الأخيرة، بادرت إلى تنظيمه شركة "سانوفي" وذكر الدكتور جرير أن مرض السكري منتشر بشكل كبير سواء في المجتمع العربي في إسرائيل أو حتى في العالم العربي والإسلامي، الذي ترتفع فيه النسبة عاما بعد عام، وتصل في بعض دول الخليج إلى 25% وفي دول أخرى إلى 10%.

واشار إلى أن "مسببات السكري كثيرة، منها وراثية وأخرى تتعلق بالغذاء ونمط الحياة والعادات وغيرها".

السكري والغذاء

وأوضح أن "مرض السكري يتأثر بالغذاء، والصوم هو امتناع عن الطعام والشراب، ما يعني أنه يؤثر بشكل مباشر على الجسم وتوازنه وموازنة السكر فيه".

وتشير المعطيات إلى أن "43% من مرضى السكري من النوع الأول يصومون، رغم أنهم ممنوعون من الصيام. و 79% من مرضى السكري من النوع الثاني يصومون أيضا. البعض يفضلون الموت وهم صائمين على أن لا يصوموا وهذا خطأ كبير، فهناك فتاوى دينية تمنع شريحة من هؤلاء من الصيام، بسبب الضرر الذي يمكن أن يلحق بصحتهم".

وأضاف الدكتور جرير أن "مرض السكري يحتاج إلى علاج، منعا لارتفاع السكر بشكل كبير مما قد يشكل خطرا على المريض وعلى كل الأجهزة في جسمه، خاصة الأوعية الدموية والقلب، ويمكن أن يؤدي الى جفاف في الجسم، وهذا يزيد احتمالات تجلط الدم في القلب او الرأس او العيون. أما من يحتاجون إلى أدوية لخفض السكر ويصومون، فإنهم في الفترة ما بين السحور والافطار، يمنعون جسمهم من اكتساب سعرات حرارية، فيستغل السعرات المخزنة فيه، وهذا يمكن أن يؤدي الى حرق السكر وخطر الموت. في حالات أخرى لدى المرضى الذين يحتاجون لحقن الانسولين، فإنها يجب أن تتوزع على اليوم كله بشكل مناسب يضمن التوازن في الجسم وموازنة السكر. وبالتأكيد يجب أيضا اختيار الأدوية التي لا تؤثر على الموازنة خلال الصيام".

وحذر الدكتور جرير أيضا، من أن تناول مريض السكري - الذي يسمح له بالصيام- للإفطار بشكل غير صحيح وبكميات كبيرة، فضلا عن الحلويات الرمضانية وغيرها، يمكن أن يؤدي الى خطر كبير عليه أيضا".

تدارك تفاقم المرض

وشدد على أن "مريض السكري يجب أن يتدارك تفاقم المرض، ومن يريد الصيام يجب أن يحضّر نفسه ويهيئ جسمه لذلك قبل فترة من رمضان، منعا للمضاعفات، وإن كان يتوجب عليه الحفاظ على موازنة السكري كل العام وليس في رمضان فقط. أما من يقرر إن كان يمكن للمريض الصوم أم لا، فهو فقط الطبيب المعالج والطاقم الطبي، ولذلك يجب أن يهتم المريض بزيارة طبيبه لكي يحضّره للصيام في حال وجد أن حالته تسمح بذلك وفق شروط معينة، وفقط بعد إجراء الفحوصات اللازمة، وحصوله على تعليمات حول كيف يأكل وماذا يأكل وأية أدوية يستخدم وكيف يوزعها بين فترتيّ السحور والإفطار. في رمضان يتغير توزيع الطعام والأدوية وقد يحتاج المريض الى تغيير كل الأدوية التي اعتاد عليها".

وبارك الدكتور جرير خوري مبادرة "سانوفي" للقاء الذي جمعه مع الأطباء، "فهناك أبحاث أثبتت وجود منافع كثيرة في توجيه الطاقم الطبي والمريض نفسه وحتى الناس الذين من حوله لكيفية التعامل مع المرض، من خلال محاضرات وتوجيهات، تساهم في الحفاظ على موازنة السكر في الجسم، وعلى نظام غذائي سليم. كما أن سانوفي من الشركات السباقة في هذا المضمار، على مستوى الأدوية والانسولين، منها على سبيل المثال الانسولين البازالي، الذي أكدت الأبحاث أنه أمين وناجع، يؤدي إلى موازنة السكر في الجسم خلال رمضان دون أن يتسبب بمضاعفات. وهناك حقن من الانسولين السريع او حقن جديدة من فصيلة الانكريتينات، تعمل على تخفيض السكر بعد الوجبات، أما الانسولين البازالي (الأساسي) فيحقن قبل النوم ويدوم مفعوله على مدار اليوم". وشدد الدكتور جرير على أهمية اللجوء الى الطبيب، وهو فقط من يقرر العلاج الملائم، لأن الأمر يختلف من مريض إلى آخر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]