لم تكن خسارة الأمير علي بن الحسين لمعركة رئاسة الفيفا أمام جوزيف بلاتر مفاجأة، ولم يكن لقضية الفساد تأثير يقلب الموازين كما كان البعض يعتقد، بل كان من المتوقع فوز بلاتر، لأنه مؤسس دولة الفساد، ولأن علي بن الحسين يشارك في الانتخابات بأخلاق "البرنسات"، بينما تحتاج معركة الانتخابات "اللعبة القذرة" إلى استخدام أسلحة متدنية الأخلاق.

وهناك 7 أسباب كانت وراء خسارة الأمير في معركة الفيفا نرصدها معا بدون ترتيب

1- الجمعية العمومية فاسدة: اعتاد أغلب أعضاء الفيفا على لعبة البيزنس والمصالح المادية والرشاوى الانتخابية في حالة التصويت لأي قرار سواء انتخابات أو اختيار الدولة المنظمة للمونديال أو لاختيار شركة البث الفضائي للمباريات العالمية، واعتاد بلاتر طوال 40 عاما في الفيفا على شراء الأصوات والفوز بالصفقات، بينما الأمير علي تعامل مع المعركة بأخلاق البرنسات.

2- الاتحادات العربية باعت القضية: إن الحقيقة المؤلمة أن أغلب الاتحادات العربية لم تساند الأمير علي، وحتى الاتحادات التي أعلنت أنها ستعطي صوتها للأمير مثل اتحاد الكرة المصري، كان إعلانها متأخرا ولم تقم بأي دعاية أو مساندة للمرشح العربي، والمؤسف هو إعلان اتحادات عربية مثل أحمد الفهد الكويت مساندته لبلاتر والدفاع عنه بعد فضيحة الفساد، وكان الدور المخزي والمؤلم للاتحاد الآسيوي برئاسة البحريني سلمان إبراهيم، والصفقة التي أبرمها الاتحاد العراقي مع بلاتر لمساندته في عودة النشاط الكروي للعراق، بجانب الدور غير المعلن للاتحادات العربية المساندة لبلاتر.

3- شراء أصوات دول أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية: أغلب هذه الاتحادات فقيرة واستسلمت لإغراءات رؤساء هذه الاتحادات التي تقدم الرشاوى الضخمة والوعود بالمصالح الشخصية.

4- الحملة الإعلامية والدعائية للأمير كانت ضعيفة شريفة تصدق الوعود الوهمية.

5- عدم الاعتماد على الدور السياسي للخارجية الأردنية: بعض الحكومات العالمية أعلنت مساندتها للأمير علي ولم تحدث ضغوطا سياسية على الدول لخطف أصواتها وتم الاكتفاء بالدعاية السياسية الروتينية.

6- طلب فلسطين استبعاد إسرائيل من الفيفا: هذا الطلب أعاد العنصرية الدينية لبعض الاتحادات الأوروبية والأمريكية، وجعل هناك عدم تعاطف مع أي رئيس عربي مرشح للفيفا، وأعلنت بعض الدول موافقتها على رئيس فاسد ورفضها للرئيس العربي، وأكاد أشك أن جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني، تقدم بطلب لإقصاء إسرائيل حتى يذكر الجميع بالصراع العربي ويجعل الأغلبية ترفض الرئيس العربي، بدليل أن الرجوب سحب الطلب قبل التصويت وبعد أن أدى الغرض، والمؤسف أن رئيس الاتحاد الفلسطيني رقص بعد فوز بلاتر ليؤكد أنها كانت لعبة ومؤامرة ضد الأمير.

7- أخيرا.. كلمة الأمير علي أمام الفيفا كانت غير مؤثرة وضعيفة، ولم يستخدم الأمير في كلمته التي استمرت 11 دقيقة فقط أي ألفاظ ضد الفساد لاستغلال الفضيحة التي هزت العالم ضد بلاتر، ولم يتلاعب بالألفاظ والكلام المعسول واللعب بالعقول، لكن جاءت كلمة بلاتر تؤكد خبرته الانتخابية واستحوز على العقول بكلامه المعسول قبل الانتخابات بدقائق.

وفي النهاية خسر الأمير علي ولكنه كسب احترام العالم وفتح الطريق لمن يحارب الفساد بنفس طرق الفاسدين، وبلاتر هزم كرة القدم وجعلها لعبة مشبوهة في عيون العالم، لأن الفساد هو من انتصر!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]