أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ المؤامرات على سوريا فشلت في تركيعها والقضاء عليها، لافتاً إلى أنّ "من يعملون على تدمير سوريا وتهجير شعبها وتدمير مقدّراتها لن يكونوا بمأمن أن يلقوا نفس المصير الذي يخططونه للسوريين"، مشيراً إلى أن"هدفهم إضعاف سوريا وتدميرها بإشعال الحروب، بعدما عجزوا وفشلوا أخذها بالسياسة والدبلوماسية".
أبو فاضل كان يتحدّث خلال محاضرة ولقاء سياسي في مدينة محردة - حماه، بدعوة من رئيس النادي اجتماعي الرياضي في مدينة محردة وليد التلت، وبحضور أمين فرع البعث العربي الاشتراكي في محافظة حماه اللواء مصطفى السكري المصطفى ومحافظ حماه الدكتورغسان خلفو رئيس واعضاءالمجلس البلدي ونواب المنطقة وحشد كبير من الفعاليات.
وانتقل أبوفاضل إلى جبهات ومحاور الجبهة الحدودية وسط ترحيب كبير من المواطنين الذين كانوا وزالوا يحملون السلاح دفاعا عن محردة وحماه وسوريا. وكان اهالي قد سطروا بطوت على محاور القتال مع الإرهابيين من جبهة النصرة واخواتها على محاور القتال التي تحيط بمدينة محردة التي هي عنوان للصمود والمقاومة والبطولات المعمدة بالدم.
أنتم الشرفاء والصامدون
أبو فاضل استهلّ خطابه بالقول للحشود الغفيرة التي شاركت فيه: "أن أقف معكم اليوم في هذا اللقاء وفي هذا الوقت الدقيق والحسّاس، وعلى حدود الجبهة العسكريّة ضدّ هؤلاء الإرهابيّين والتكفيريّين الوحوش، لهو مدعاة فخرٍ واعتزازٍ وتقديرٍ كبيرٍ لكم ولدوركم ولمواقفكم التي تحفظ البقيّة الباقية من كرامتنا وعزّتنا التي يسعون منذ نيّف وأربع سنوات إلى انتزاعها والقضاء عليها".
وتابع أبو فاضل: "أنتم الشرفاء، أنتم الصامدون، أنتم أهل مدينة محردة العظيمة، أهل حماه، أهل الشهامة والإباء، أنتم السَّندْ والعضَدْ لجيشنا العربي السوري الذي يسطّر أعظم الملاحم دفاعاً عن سوريا، دفاعًا عن العروبة، دفاعًا عن المسيحية والإسلام في وجه الفئات الإرهابية الضالة، التي تستمدّ العون من دول إرهابية يمثّلها أحفاد بني عثمان، حلفاء الصهيونية والاستعمار، والقيادة السعودية الوهابية.
طابخ السُّمّ آكله
وأشار أبو فاضل إلى أنّ السؤال الكبير المطروح "ماذا يجري في سوريا؟ وما هو مستقبل سوريا؟"، بل "ما هو مستقبل المنطقة في ضوء التحوّلات الكبيرة في مصر وتونس وليبيا واليمن والعراق وفلسطين المحتلة ولبنان والبحرين؟" وسأل: "هل نحن أمام رسم خريطة جديدة للمنطقة بعد نحو مئة عام على خريطة سايكس – بيكو، التي قسّمت المنطقة وتحديدًا بلاد الشام، ومهّدت لاحتلال فلسطين وقيام إسرائيل؟"
ورأى أبو فاضل أنّ القراءة الهادئة والمتأنّية لمسار الأوضاع والتطورات تكشف عن ترابطٍ بين كلّ هذه الأوضاع تمهيدًا لرسم خارطة جديدة للمنطقة يعتبر بعض من يسير بركبها أنّه سيكون بعيداً عن تداعياتها وتأثيراتها، فهو واهمٌ ومخطئٌ، وكما يقول المثل الشعبي: "طابخ السُّمّ آكله".
وتوجّه أبو فاضل إلى الحشود قائلاً: "من يدعمون اليوم ويعملون على تدمير سوريا وتهجير شعبها وتدمير مقدّراتها التي بنيتموها بعرقكم وجهدكم على مدى عقودٍ من الزمن، هؤلاء لن يكونوا بمأمن أن يلقوا نفس المصير الذي يخططونه لكم"، وأضاف: "هدفهم إضعاف سوريا وتدميرها بإشعال الحروب، بعدما عجزوا وفشلوا أخذها بالسياسة والدبلوماسية، يريدون كسر سوريا أي كسر الحلقة الأقوى في هذا العقد الفريد الممانع الممتدّ من طهران إلى بغداد إلى دمشق – الشام وصولاً إلى بيروت وفلسطين السليبة".
تركيا – أردوغان حفيد بني عثمان
وقال أبو فاضل: "هذا أردوغان حفيد بني عثمان، ظهر لنا بصورة المنقذ الساعي إلى تحرير فلسطين والداعم لسوريا في مشاريعها وخططها في التنمية والتطوير، لكنّه كان يخفي مخططات أخرى في الهيمنة والتسلّط في إذلال شعوبنا وتفكيك دولنا تمامًا كما فعل أجداده بني عثمان، الذين باسم الإسلام وإحياء الخلافة، أذلّوا الشعوب العربية وساقوا الأحرار والمثقفين من بينهم إلى أعواد المشانق في دمشق وبيروت، وساقوا خيرة شبابنا إلى "أخذ عسكر" و"سفر برلك"، وسلبوا مقدرات العرب وقتلوا شبابهم، عندما أجبروهم على العمل بالسخرة".
وأضاف: "لكنّ مخططات أردوغان لن تنطلي على الرئيس الواعي والمتبصّر الذي يمتلك همّة الشباب وحكمة الحكماء، وهو الرئيس السوري الدكتور بشار حافظ الأسد، الذي أعلن أنّ أردوغان ليس سوى عميل صغير للصهيونية، ونحن نقول تمامًا كما كان السلاطين العثمانيون الذين باعوا فلسطين، لا سيما السلطان عبد الحميد، باعوها بثمن بخس، وهم يدّعون الإسلام ودولة الخلافة".
وتابع قائلاً: "عندما كُشِفت مخططات أردوغان، تحوّل من صديقٍ وحليفٍ إلى ضبعٍ كاسرٍ حوّل بلاده إلى قاعدة لكلّ شُذّاذ الآفاق في الكون، يأتون منها إلى سوريا لقتال أهلها وتهجير شعبها وتدمير مجتمعها وتدمير بنيتها الصناعية والاقتصادية، وخير دليلٍ على ما أقول هو ما حصل في المدينة الغالية "حلب"، فما عجزوا عن تفكيكه وسرقته ونقله إلى تركيا، عمدوا إلى تدميره وحرقه، حيث فاقت خسائرنا مليارات الدولارات، كلّ هذا تحت شعارات حرية وسيادة وازدهار الشعب السوري، الذي فُرِض عليه قتال قاذورات العالم، والكرة الأرضيّة جمعاء"، وأردف: "لكنّ الجميع يدرك اليوم أنّ ما يحصل في سوريا لا علاقة له بكلّ هذه الشعارات الضالة والمضلّلة، كون تركيا – أردوغان لن ترتدع في مخططها في تدمير سوريا وإضعافها تمهيداً للهيمنة عليها أو على قسمٍ منها، ما دامت تحظى بدعم إسرائيلي وأميركي لهذا المخطط المجرم".
التعاون الإسرائيلي التركي
ولفت أبو فاضل إلى أنّ من المفارقات المضحكة أنّه في "عهد هذا البطل القومي أردوغان" تتطور علاقات التبادل التجاري والتعاون العسكري بين تركيا وإسرائيل ثلاثة أضعاف عمّا كانت قبله!! نعم، ثلاثة مرّات. وقال: "هذه هي الحقائق في التعاون الإسرائيلي التركي، وباخرة مرمرة التي يتحمّل أردوغان نفسه دماء ضحاياها وجرحاها، ورفض المصافحة في دافوس مع رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز ليست سوى تمثيلية سخيفة ابتدعها ومثّلها مخرج تركي بارع اسمه أردوغان".
وأضاف أبو فاضل: "لكن تركيا – أردوغان التي فتحت بلادها للإرهاب ولا تترك وسيلة سياسية أو عسكرية للنيل من سوريا لن تكون في مأمن وأمان، وقد بدأت التداعيات الاقتصادية بالظهور من خلال التراجع في سعر صرف الليرة التركية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي بدأت تلوح في أفق الاقتصاد التركي، الذي يدفع وحده الشعب التركي هذه البطولات الوهمية المتطرّفة".
وتابع: "إنّ هؤلاء الإرهابيين من شيشانيين وأفغان وسعوديين وعرب وتونسيين وصوماليين ولبنانيين وغيرهم الكثير من جنسيّات مختلفة سيرتدّون على أردوغان في القريب، ومن يعش يرى، وأنا أخوكم الصغير لم آتِ مئات الكيلومترات سوى لقول كلمة الحق فسجّلوها عليّ رجاءً، وعلى أردوغان الفاجر أن يعرف أنّ خيبته وفشله في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي لن يعوّضها بإحياء الامبراطورية الحلم العثمانية على حساب شعب سوريا".
المملكة العربية السعودية – مملكة آل سعود
أما مملكة آل سعود التي يعيش قادتها خارج الزمان، فرأى أبو فاضل أنّهم يتحكّمون بشعبهم، ينعم الملوك والأمراء في الثروة، أما الشعب فليس له سوى الفتات والحرمان من أبسط الحقوق.
وسأل: "هل يُعقَل ونحن في القرن الحادي والعشرين أن يُمنَع على المرأة وهي نصف المجتمع من قيادة السيارة؟ وهل يُعقَل أن يتصرّف شخصٌ واحدٌ بمقدرات البلاد والعباد دون حسيب أو رقيب، وكأنّنا نعيش في عصور قبل التاريخ، عصور العبيد والحريم".
حقيقة مشكلة السعودية مع سوريا
وكشف أبو فاضل أنّ للسعودية وملوكها وأمراءها مشكلة مع سوريا ليست وليدة اليوم، بل هي تمتدّ لعقودٍ طويلة ماضية. وقال: "عندما خاض صدام حسين حربه ضدّ إيران مدعومًا من السعودية والعربان وأميركا، وقف الرئيس القائد المرحوم حافظ الأسد إلى جانب إيران، معلناً عبثية هذه الحرب التي ستدمّر مقدرات إيران والعرب على حدّ سواء، خاصة وأنّ إيران قد تحوّلت من دولة داعمة وحليفة لإسرائيل في عهد الشاه إلى دولة داعمية وحليفة للشعب الفلسطيني بعد ثورة الإمام الخميني في العام 1979. وربما تكون الثورة الإيرانية في هذا القرن هي الثورة الوحيدة التي نجحت وحافظت على نجاحها في السلطة لا بل ازدادت قوة وصوابية في كلّ المواقف".
وأضاف: "كان الرئيس القائد حافظ الأسد ثاقب البصيرة لأنّ هذه الحرب التي استمرّت لنحو ثماني سنوات انتهت بدمار الدولتين إيران والعراق وهذا ما كان يريده الإسرائيلي الخائف من كليهما.فكانت هذه الخطيئة الكبيرة التي لم تغفرها المملكة العربية السعودية لسوريا وللرئيس الأسد يومها، لأنّه رفض المشاركة في الحرب على إيران، وعندما اجتاحت جحافل صدام حسين دولة الكويت في مغامرة غير محسوبة النتائج، وقف الرئيس حافظ الأسد وقفته الرافضة لهذا الاحتلال العربي لدولة عربية، وأرسل قوات من الجيش العربي السوري للدفاع عن الكويت وعن السعودية أيضًا وغيرهما من دول الخليج".
لكنّ أبو فاضل لفت إلى أنّ المملكة العربية السعودية عادت ورفعت سقف مطالبها، لكن من الجهة الأخرى هذه المرّة، حيث طالبت سوريا بأن تفكّ أيّ علاقة تربطها بإيران، إيران الداعمة للمقاومة الفلسطينية على أنواعها، التي كانت تعيش في عزّ ودلال في سوريا، وأن تفكّ أيضًا سوريا علاقتها مع المقاومة اللبنانية وحزب الله في لبنان.
الرئيس بشار الأسد رئيساً لسوريا
وأشار أبو فاضل إلى أنّه عندما تولى الرئيس بشار الأ
[email protected]
أضف تعليق