نحتفل اليوم بعيد الاستقلال التاسع والستين، هذه المناسبة العزيزة على قلوب الأردنيين والأردنيات جميعا، وأتقدم بهذه المناسبة من سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ولكل أردني وأردنية بالتهنئة الخالصة، فما صنعه الأردن من تلاحم تاريخي بين الشعب والقيادة مكّنه من تحقيق إنجازاته، وحمل رسالته العروبية القائمة على الاستقلال والتضامن والوحدة، والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
ما يذكره التاريخ هو أن ما نحتفل به اليوم صنعه رجال أدركوا مسؤوليتهم والتفوا حول قيادتهم، فأُعلن الاستقلال عام 1946 من المجلس التشريعي بإجماع أعضائه، وكان الأردنيون عبر ممثليهم هم من يعلنون استقلالهم، لتكون المملكة الأردنية الهاشمية الوريث الشرعي لمبادئ الثورة العربية الكبرى التي حررت الأرض والإنسان.
حين أنظر إلى التاريخ وأرى الأردن اليوم بمكانته العالمية ودوره ورسالته، أدرك ما قدمه الأردنيون من عمل وما بذلته القيادة من عطاء كي يكون الأردن على ما هو عليه اليوم، فجلالة الملك عبدالله الثاني، ومنذ توليه سلطاته الدستورية، وثق بقدرة الشباب على الإبداع والتميز والعطاء، ومنحهم الفرص كي يستفيد الوطن من طاقاتهم وعقولهم وإرادتهم المتحفزة. وقد حققنا الكثير من الإنجازات، وعبرنا المراحل الصعبة معاً بعزيمة وتصميم، واستفدنا من التحديات لمواصلة المسيرة والتقدم.
فتنمية قدرات الشباب ضرورة لا بد منها، وهو ما يتطلب تغذيتهم بالمعرفة والعلم والثقافة، وإيلاء الصحة والرياضة أهمية تعيدها إلى نصابها الحقيقي ودورها المأمول في بناء شخصية شبابنا، للاستفادة من مواهبهم وتوظيفها بما يخدم الأردن: الدولة والوطن والرسالة.
وأتطلع اليوم إلى إطلاق مؤسسة ولي العهد، بعد أن يمر قانونها بمراحله الدستورية وإقراره، لتكون قادرة على تحقيق الأهداف التي وجدت لأجلها، فهذه المؤسسة موجهة لشبابنا الأردني ولمجتمعاتهم المحلية، وستساعد على تعزيز مفهوم الريادة لدى الشباب، وتوفر لهم الإمكانيات للاستفادة من طاقاتهم والعمل على خلق شبكات اجتماعية داعمة للعمل الشبابي، بحيث توائم بين إبداع الشباب وقدرتهم على اكتساب الخبرات الضرورية والتجارب اللازمة كي يحتلوا موقعهم في المنظومة الإبداعية والعملية في الأردن،فالتجارب تصقل العقول وتهدي الخبرات أصحابها فرصاً كبرى لتحقيق الأفضل.
وكما استطاع أجدادنا توريثنا وطناً زاهياً بمبادئ إنسانية راقية قامت عليها الثورة العربية الكبرى، فإن علينا العمل الجاد لنورث أبناءنا وأحفادنا ما يفاخرون به، وإذا كان هذا الرعيل الأول حراس ذاكرة الوطن، فعلى الشباب أن يكونوا حماة مستقبله، يحمونه بعلمهم وثقافتهم ومعرفتهم، وبريادتهم في مجالات شتى، ليكونوا عنواناً لأردن حيوي قادر على المضي إلى غاياته وعبور التحديات.
كل ذكرى استقلال والأردن أقوى بأبنائه وبناته، وأجمل بشبابه الريادي الواعد بالإنجاز والجدارة، ولنرفع رأسنا عالياً فخورين أننا أردنيون.
[email protected]
أضف تعليق