الأخوات والإخوة الكرام
إنه من دواعي سروري واعتزازي أن أدعى للمشاركة في مؤتمركم الثامن الهام هذا, ولأنقل لكم تحيات اخوانكم في لجنة المبادرة العربية الدرزية, صاحبة السِجِل الوطني العريق ومنذ تأسيسها عام 1972 وحتى هذه اللحظة الكريمة , مؤكدين بأن هدفنا وغايتنا هي اجتذاب القلوب وتجنيد الارادات والعقول والسواعد لتحقيق شعاركم الصحيح : " شعب عربي واحد, ماض مشترك ومصير مشرق واعد.. ونضيف له بأنه واحد".
جاء في الكتاب العزيز سورة الأعراف الآية 7 : " فلنُقصّنَّ عليهم بالعلم" , ومؤتمركم الهام هذا بمكانه وزمانه يستدعي التنويه لحقيقة تاريخية ساطعة, تسعى قوى الظلام التكفيرية والارهابية وأسيادها ومخترعيها الى تغييبها بكل الوسائل, وهي أن الوجود المسيحي في أرض العرب قديم قِدَم المسيحية ذاتها, وتاريخها في الشرق العربي هو تاريخ العرب نفسه قبل الإسلام, ويكفي أن نُذكِّر بالغساسنةوبني بكر وتغلب وربيعة وبنو تميم ومُضَر وتنوخ ومعركة القادسية,ودور المثنى ابن حارثة فيها,عندما اختلطت دماؤهم بدماء المسلمين ليصنعوا معا نصر القادسية .. وغيره.
إن عروبة المسيحيين أمر لا جدال فيه, ولا يقف عند هذا التاريخ المُشرّف فقط, إلا لمن يرغب في إثارة الفتن وتغذية روح الانقسام والتفرقة, وتمزيق البلاد العربية إلى دويلات طائفية ومذهبية ضعيفة واهية متناحرة مع نفسها ومع الآخرين, كما يحدث الآن في اليمن والعراق ولبنان وسوريا والسودان والصومال,وكما يجري من إيقاظ للفتنة في مصر العزيزة وفي غيرها من البلدان العربية للتخلص من المسيحيين العرب, خدمة للمشروع الصهيوني وخدمة لراعيه الأمريكي - الأوروبي المسيحي الغربي.
وردنا على هذه الجريمة النكراء , أي تغييب مركب اساسي من كينونتنا القومية كعرب , نقول للأسياد وللأدوات, أن اخوتنا المسيحيون من اسحق بن حنين , وابن البطريق وقسطا بن لوقا وثابت بن قرةوالمطران النجار وغيرهم ,ومنذ روادالنهضةالكبرىفيالشرقالعربيوالتي ماكانتلتكونلولاالمسيحيونالعربأمثال جورج علاف,جورجي زيدان وابراهيم اليازجي وغيرهم, وصولا الى أعضاء “الرابطة القلمية” , ومنهم جبران خيل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبي ماضي, والى أعضاء “العصبة الأندلسية” , وعلى رأسهم الشاعر القروي رشيد سليم الخوري، شاعر القومية العربية , وشاعر القطرين خليل مطران والكاتبة الفذة مي زيادة والأخطل الصغير الشاعر بشارة الخوري, وصولا الى البابا شنودة الثالث، بابا الأقباطوآلاف المناضلين غيرهم , أضف لهذه الشخصيات الفذّة المدارس والمعاهد التي أقامها اخوتنا المسيحيون العرب من «المدرسة الوطنية» الشهيرة وحتى الكلية الأرثوذكسية العريقة في حيفا وغيرهما الكثير الكثير .نذكر كل هذا السِجِل الوطني والتقدمي المُشرّف لكي نعترف لهؤلاء الاخوة بالجميل والفضل على العلم والتعليم والتعلُم والنضال والدفاع عن الأمة ووجودها ومصالحها, ماضيها وحاضرها ومستقبلها ولكي نقول لأصحاب هذا المشروع الجهنمي , لا وألف لا , مشروعكم لن يمر.
الاخوات والأخوة
نمر سويا وشعوبنا العربية والاسلامية في فترة عصيبة وخطيرة, ربما تتجاوز خطورة مرحلة النكبة, في حالة نجاح مشروع الفوضى الخلاقة الامريكي لا سمح الله , لذلك واسهاما منا في مقاومة هذا الخطر, وحسب حجمنا وقدراتنا , علينا شحذ فكرنا بحيث لا تنطلي علينا مؤامرات الثالوث النجس : الرأسماليةوالصهيونية .. وخادمة الصهيونية الرجعية العربية, وتنظيم صفوفنا , وعلى هذا المؤتمر أن يهدس في هذه المتطلبات , والا نستهين بما لدينا من طاقات متوفرة, ولكم في نشاط لجنة المبادرة مثلا , اذ صمدنا في معركة التمسك بانتمائنا لشعبنا العربي الفلسطيني, ورفضنا التجنيد الاجباري, واعتبرناه كل الوقت أنه وسيلة الصهيونية لإنجاح سياسة فرق تسد وليس لكي يحافظ على ما لدينا أو ليثبت حقوقنا, وكشفنا بكل جرأة وثبات زيف ادعاءات كل الحكومات الاسرائيلية بأن الذي يدفع الواجبات يحصل على الحقوق,وتمسكنا بحق كل جماهيرنا العربية بالمساواة التامة, ورفضنا تقسيمنا الى طوائف ومذاهب, وناضلنا ضد مصادرة اراضينا, , واليوم وحسب دراسات أُجريت وصدرت عن مجمع هرتسلياللأبحاث الاستراتيجية وجامعة حيفا هناك اكثر من 65% من شبابنا العرب الدروز يرفضون الخدمة العسكرية , وأن 33% من طلاب الحوادي عشر والثواني عشر في قرانا المعروفية يعرفون أنفسهم كعرب فلسطينيون , هذا رغم مناهج التدريز المشبوهة والمغرضة والعجيب التي تحويه مثل رياضيات وتاريخ وعربي وعبري وانجليزي وجغرافيا وغيرها للدروز.
نتمنى لكم ولمؤتمركم النجاح.
ألقاها الرفيق غالب سيف – رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية في المؤتمر الأرثوذكسي الثامن في الناصرة يوم السبت الموافق 23.5.2015 .
[email protected]
أضف تعليق