حسب شهادة القدامى من بيننا, فقد تم طرح هذه المسالة منذ أكثر من 30 عاماً. قادة الكتيبة على مر السنين, وبدعم من الجهات العسكرية نجحوا بتوفير الردود العديدة والمتنوعة للحفاظ على بقاء الكتيبة, بما في ذلك نقل الكتيبة الى منطقة الشمال, انشاء وحدات قتالية في الخدمة العسكرية الدائمة وفي نهاية المطاف تقليص وحدة واحدة منها. على مر السنين قل عدد المقاتلين في كل فوج تجنيد, والأسباب جيدة على ما يبدو, والتي تباركها الأغلبية, حيث أن هناك ازدياد بعدد الأشخاص الذين قاموا بتأجيل الخدمة العسكرية الى ما بعد انهاء تعليمهم العالي في مسار "العاتودة", هناك ارتفاع بعدد المجندين الذين يتم تصنيفهم مسبقاً لمهام هامة (سلاح المخابرات, القوات البحرية, القوات الجوية وغيرها) بالإضافة الى رغبة الكثيرين من أبناء الشبيبة على التجند في صفوف المنظومة التقنية. هذا الوضع أدى الى عدم القدرة على ارسال المزيد من المقاتلين الدروز الى المسارات القتالية المختلفة والى تعبئة صفوف الكتيبة. لذلك, نحن نرى خلال العامين المنصرمين ان هناك عدد أقل من الجنود الذين ينخرطون في وحدات قتالية اخرى وفي المسارات التي يعرضها جيش الدفاع بغض النظر عن رغبتهم الشخصية.
هذا وتوصل الجميع بعد التشاور مع الجهات العسكرية ومع الكثيرين من أبناء الطائفة الدرزية الى استنتاج أنه يجب الامتناع عن إجبار أو الزام الشاب الدرزي على التجند لصفوف الكتيبة الخاصة بأبناء الطائفة- كتيبة حيريڨ, ومنحهم حرية الاختيار وفقاً لمعطياتهم الشخصية. هذا الأمر يعني أنه لا يُمكن ضمان استمرارية الكتيبة. هذا هو السبب الرئيسي الذي يهدف الى احترام رغبة الفرد وتشجيعه على تحقيق ذاته بصورة أوسع. بالإضافة الى أسباب أخرى مثل وجود محدودية على تطوير قادة في هذه الكتيبة, الدعم الذي تقدمه الخدمة العسكرية في كتيبة غير خاصة بفئة ما للجندي بعد انهائه لخدمته العسكرية, دائرة الأصدقاء التي يكسبها المجند في الوحدة المختلطة وتأثيرها على حياته بعد انهاء الخدمة العسكرية.
وفقاً لقرار رئيس هيئة الأركان العامة, سوف تهتم هيئة القوى البشرية على دمج كل مقاتل, قائد ومجند في الخدمة العسكرية الدائمة والذين يخدمون في صفوف هذه الكتيبة, وذلك لضمان منح الأفضل لمسار كل مجند. هذا الأمر سوف يكون ساري المفعول أيضاً بالنسبة لجنود الاحتياط والأشخاص الذين أنهوا خدمتهم العسكرية في صفوف هذه الكتيبة. سوف يقوم جيش الدفاع الاسرائيلي بالاهتمام بالتحضير وتقديم الدعم لكل من يشعر بصعوبة باللغة العبرية, وسوف يعمل على دمج المجندين في إحدى أفضلياتهم الاولى التي سوف يقومون بطلبها في استبيانات تجندهم لصفوف الجيش وذلك حسب المعايير التي تم تحديدها لأهداف القتال, عدد المجندين الذين سوف يتوجهون لمناصب ضباط والذين سوف يخدمون في الخدمة العسكرية الدائمة سوف يبقى على ما هو عليه وبالتالي سوف يتم الحفاظ على التراث الفاخر لهذه الكتيبة وذكرى الشهداء الذين سقطوا اثناء دفاعهم عن البلاد والحفاظ على أمن الدولة.
ألخص بقولي لأن هذا القرار يهدف الى منح الشباب الدروز أفضل ما يُمكن وتمكينهم من الانخراط في كافة وحدات جيش الدفاع الاسرائيلي وبالتالي تقديم أفضل ما لديهم في الخدمة العسكرية.
* رئيس مديرية الاقليات في هيئة القوى البشرية في الجيش الاسرائيلي
[email protected]
أضف تعليق