يعمل كيان - تنظيم نسوي، على إحداث تغيير مجتمعي في المجتمع الفلسطيني في الداخل، وذلك من أجل إحقاق العدالة الاجتماعية والمساواة الجندرية والحد من جميع أشكال التمييز ضد النساء.

ويرتكز عمل كيان على الاستثمار في الحقل، من خلال تدعيم مجموعات نسائيّة، وتطوير قدراتهن للتنظّم ولتطوير مشاريع وبرامج جماهيريّة تجاوب على احتياجات النساء وتطوير قيادات فعّالة على المستوى المحلي والقطري.

ومن بين المشاريع المركزيّة التي يتم العمل عليها هي: "نساء قياديات في مجال الصحّة" والذي يهدف إلى تحسين وضع المرأة العربيّة الصحيّ من وجهة نظر شموليّة ونسويّة، من خلال دراسة معمّقة وتواصل مع الواقع وبناء برامج تجاوب على الاحتياجات.ومن بين ما تمّ العمل عليه وتنفيذه ضمن هذا المشروع، تنظيم ثلاثة أيام صحّة خلال الاسبوع الماضي، في البلدات التالية: يافة الناصرة، سولم ودير حنا.

صحتك بالدنيا

وأقيم اليوم الاول في يافة الناصرة تحت شعار "صحتك بالدنيا"، بمبادرة مجموعة النساء المتطوعات وكيان – تنظيم نسويّ وبالتعاون مع مدير قسم الصحة في المجلس المحلي، هشام بشارات.

وشمل البرنامج مسيرة مشي رياضي، انطلقت من المركز الجماهيريّ باتجاه الملعب البلدي بإرشاد ومرافقة المدربة براءة عبد الله. وقُدمت محاضرة حول أهمية ممارسة الرياضة قدّمتها المعالِجة الطبيعية سهير علي صالح، واستعرضت كلٌ من نضال كنانة من مجموعة النساء المتطوعات، ومنى محاجنة- مركزّة القسم الجماهيري في كيان، بصورة مختصرة مشروع الصحة وأهميته وأبعاد العمل عليه. وفي نهاية التدريب قدّمت المدربة درسًا في الإيروبيك، كما وتخلّل اليوم الدراسي تضييفات وطعاماً صحيًا.

عن يوم الصحة تحدثت نضال كنانة قائلة: "إنه يومٌ مميّز للنساء، فقد تجاوبن بصورة رائعة مع الفعالية، ونجحت المعالِجة بجذب اهتمام النساء لممارسة رياضة المشي، نظرًا لأهميتها في الحفاظ على الصحة، واصغين للنصائح الشيّقة، وشدّدت على ضرورة ممارسة المشي بشكلٍ شبه يومي، لضمان صحّة أفضل، وتجنّب الأمراض المزمنة التي تخطّر حياة الإنسان، وخاصةً للنساء اللواتي لا يمارسن أي نوعٍ من الرياضة أو الحركة".

ومن الجدير بالذكر، أنّ هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها تنظيم مثل هذه الفعاليات في البلد، الأمر الذي لاقى استحسان وتقدير جمهور المشاركات والمشاركين والمؤسسات التي لها علاقة بالموضوع.

نساء من أجل مجتمع صحي وسليم

أما اليوم الثاني فأقيم في دير حنا تحت عنوان: "نساء من أجل مجتمع صحي وسليم"، وجاءت المبادرة من مجموعة "أمواج" النسائية وكيان - تنظيم نسوي، والذي عقد في معهد نسرين للرشاقة في بلدة دير حنا.

وتخلل البرنامج: عرض لمشروع الصحّة الخاص بالمجموعة، محاضرة بموضوع التغذية السليمة، وعرضت توصيات وبدائل وبرنامج يومي صحيّ لتنزيل الوزن، مع موجِهة مجموعات التغذيّة السليمة علا عطوان. وقُدمت تدريبات ودرسًا في رياضة الزومبا مع المدربة آلاء جبارة، إضافة إلى فقرة إيروبيك مع المدربة نسرين دغش.

•منتدى ناشطات سولم بالتعاون مع كيان يشارك في يوم الصحة والبيئة في بستان المرج!

وفي سولم أقيم في السابع من أيار الجاري، اليوم الثالث للصحة، تحت عنوان "بيئة نظيفة - صحتك منيحة"، البرنامج انطلق بمبادرة منتدى ناشطات سولم وبالتعاون مع كيان ومدرسة سولم الابتدائية الرسمية ومجلس اقليمي بستان المرج.

تخلّل البرنامج عرض لمشروع الصحّة الخاص بالمجموعة، ومحاضرة للأهالي حول أهميّة نظافة البيئة ومن المسؤول عن تطويرها، بمشاركة علي زعبي – مدير قسم الصحة في المجلس، الذي تحدث عن هذا التعاون مع كيان وناشطات سولم، مشيرًا إلى أهمية التطرق إلى موضوع البيئة، وبارك الجهود والتعاون قائلاً: "هي مسؤولية مشتركة بين المواطن والجهات المختلفة المسؤولة، وهناك أهمية لدور المجموعة من منتدى ناشطات سولم، إذ جاء نشاطهن ليلزم المجلس على العمل بصورة مكثفة لوضع بُنيّة جاهزة وحاضرة، ما فرض أيضًا التزامًا من قبل المجلس أن يساهِم في دعم المجموعة كما يجب، مؤكدًا على أنّ المجلس سيكون جاهزًا لتقديم أي دعم وتواصل مع هذه المجموعة التي تساهِم في تعزيز الوعي بطرح قضايا مهمّة، ومبنيّة على شراكة وأهداف صحيّة وبيئيّة غايّة في الأهمية". وانتهى اليوم الصحي بوجبة صحيّة لطلاب المدارس، وبحملة تنظيف في البلدة بمرافقة مسيرة سرايا كشاف بستان المرج.

وقالت إيمان زعبي ناشطة في منتدى سولم: "لقد سعينا أن ندخل ثقافة النظافة وتذويتها كجزء من موضوع حضاري يجب الالتفات غليه بصورة أكبر، وساهم عملنا في منع توجيه الاتهامات أو اللوم لجهات معيّنة، إذ إنّ المشكلة لا تتعلق بدور المجلس لوحده في تذويت الوعي لدى الأولاد والجيل الناشئ، بل هي مسؤولية الأهل في التوعية، كما ساهم عملنا في تعزيز روح العطاء والعمل مع جميع الفئات والشرائح من أجل صالح البلدة. وأكدت زعبي على دور "كيان"، منذ بداية مرافقتها للمجموعة، في إحداث التغيير والتأثير وبناء وبلورة المجموعة ومواجهة جميع التحديات والصعوبات، من خلال المرافقة المهنية المكثفة والإصرار على مواصلة الطريق حتى تحقيق الانجازات الشخصية والتي تعود بالفائدة على جميع ابناء القرية.

يذكر أنّ مديرة المدرسة ابتهال زعبي ساهمت في التخطيط لبرنامج يوم الصحة وعملت على تنفيذه في صفوف الطلاب.

* مشروع الصحة وأهدافه: حول هذا المشروع وأهميته تقول منى محاجنة، مركّزة القسم الجماهيري في كيان – تنظيم نسوي "هدف المشروع تطوير قيادات نسائية تعمل من اجل رفع المستوى الصحي للنساء في مجتمعنا العربي" وتشير محاجنة إلى وضع النساء العربيات، وهو غاية في الصعوبة والقسوة مقارنةً بالجمهور عامةً، فهناك أمراض معيّنة تعاني منها النساء بشكلٍ خاص، مثل: السمنة المفرطة، سرطان الثدي السكري وأمراض القلب وأمراض أخرى. كما ترى محاجنة أنّ هناك نقص في منالية الخدمات الصحية في البلدات العربية، فليس هناك طبيبة نسائية في عدد من القرى، كما تفتقر القرى لعيادات ليلية، كما تنقص النساء المعلومات الطبية المختلفة باللغة العربية، إضافة إلى النقص في الوعي بين جمهور النساء لحقوقهن الصحية ولاحتياجتهن الخاصة، وأهمية تغيير السلوكيات التي تؤثر بصورة سلبية على صحتهن مثل اسلوب تغذية سليمة .

وهنا تقول محاجنة " هنالك احاجة اماسة إلى العمل في الحقل لتطوير هذه المشاريع في مجال الصحة وعلى عدة مستويات ووضع الموضوع على الاجندة المحلية والقطريّة"، وشدّدت محاجنة على ضرورة تعزيز دور النساء في مواقع اتخاذ القرار فيما يتعلق بالصحة برؤيا شمولية
يُشار أنّ مشروع الصحة، كان قد انطلق منذ ثلاث سنوات، مع ثلاث مجموعات نسائية بعد مرورهن سيرورة من دعم وتمكين ذاتي وجماهيري. بداية هذه المجموعات مرت دورة تاهيل وتمكين بمجال الصحة وبالتعاون مع جمعية الجليل.

وبعدها قمنا بمسح احتياجات وخدمات في كل بلد من خلال الحلقات الحلقات البيتية لمعرفة القضايا الصحيّة التي تحتاج إلى عملٍ مكثف فيها، علمًا أنّ هناك تشابهًا في بعض المناحي واختلافًا في جوانب أخرى، بين البلدات العربية.

وأيضًا قمنا ببناء برنامج عمل في عدة مستويات: مستوى زيادة الوعي والمعرفة من خلال المحاضرات وورشات بموضيع مختلفة مثل: سرطان الثدي، هشاشة العظام، مرض السكري، سن الامان، الصحة النفسية، وايضًا على مستوى التصرفات ونهج الحياة: من خلال مبادرة دورات للتغذية السليمة، مجموعات المشي، دورة لرياضة الزومبا، ومستوى الشراكات والتأثير على المؤسسات والجمهور العام، فمنذ المراحل الأولى للمشروع تمّ العمل على تجنيد شركاء محليين في كل بلدة لتطوير المشروع وتبنّي أهدافه وتشكلت لجان توجيه، من قبل أشخاص لهم تأثير في مجال عملهم سواء في المجالس المحلية أو مدراء لأقسام، مثل قسم الصحّة وقسم الرياضة وصناديق المرضى وأطباء أو ناشطون فعالون يمثلون لجان التوجيه.

ويهدُف هذا المشروع للتجذر في عمق البلدات العربية لتوسيع الاهتمام بالصحّة، بحيثُ ينظر إليه نظرة شمولية، ومن هنا انبثقت الحاجة إلى المرافعة أو إيجاد آليات أخرى، بما في ذلك ما ذُكر عن إيجاد طبيبة نسائيّة في البلدات العربية وعيادات ليليّة، لتحقيق المناليّة للنساء في البلدات العربية، وباشر كيان العمل على مستوى المرافعة أمام صناديق المرضى ووزارة الصحة والنساء في المجلس المحلي من أجل التأثير، سواء في صغائر نشاط النساء أو في مسائل كبيرة، حتى موضوع توفير مسارات في البلدات العربيّة، أُخذ بعين الاعتبار عند التخطيط لتحسين صحّة المرأة العربيّة، مع التشديد على موضوع البيئة والنظافة العامّة ووضعه على أجندة المواطنين عامةً في المجتمع العربي.

وينبغي أن نشدّد على أنّ العمل ضمن هذا المشروع أقيم بمستويين، كما ذكرنا، المستوى المحلي من خلال العمل مع خمس مجموعات محليّة في بلدات مختلفة والمستوى القطري من خلال "منتدى جسور النسائي"، الذي يتكوّن من 20 مجموعة محلية وتشارك به 40 امراة قياديّة من البلدات المختلفة، ويلتقي 4 مرات في السنة. وتحول هذا العمل الى نموذج عمل خاص، يضمن مشاركة النساء الفعالّة منذ مرحلة تشخيص المشكلة وتحديد الاحتياجات وحتى مرحلة تنفيذ البرنامج وضمان الاستدامة، إضافة لدور النساء، علمًا أنّ المشروع تميّز ببناء شراكات محليّة مع مؤسسات صحيّة وأشخاص مهنيين، وتشكلت في كل بلدة لجنة توجيه تعمل على تطوير البرامج، إيمانا بضرورة العمل المشترك وبأنّ أمور وقضايا النساء، لا تعني فقط النساء، بل يجب على الجميع التجنّد من أجل معالجتها. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]