( كلام من وحي الواقع المر الذي نعيشه في بلادنا ، ولن أفصّل فالتفاصيل صادمة جداً !، ويؤسفني جداً أننا وصلنا مرحلة فيها صرنا نُضطر أن نتحدث عن الفضائح الجنسية في بلدنا العربي والإسلامي!!! )
في منشورة سابقة فهم البعض أنني ألقي باللوم فقط على الشاب خبيث النيّة الذي يُقنع بكلامه المعسول الفتاة أن ترسل له صورها عارية. فهل هذا هو الحق؟
من المسؤول؟ الفتاة؟ الشاب؟ الأهل؟ المجتمع؟ المدرسة؟
كلّهم مسؤولون.
= الشاب يتحمل المسؤولية بقيامه بفعل دنيء وقذر ومُنكر دينياً وخُلُقياً ومجتمعياً، أن يستغل سذاجة الفتاة ويقنعها بأن قيامها بإرسال صورها العارية له هو سلوك طبيعي يفعله المحبّون، ومبادلة لحبّه لها وتقدير لذلك الحب وتجاوبٌ مع رغبات حبيبها الذي سيكون لها روميو كما كانت هي له جولييت.
= الأهل مسؤولون حين فشلوا في تربية ابنهم لتردعه هذه التربية عن التلاعب بأعراض الناس، وفشلوا في تربية ابنتهم لتفهم أن جسدها لا ينبغي أن يكون وسيلة تسلية ومتعة مجانية لكل شخص يقول لها أنه "يحبها ويقدر جمالها وجاذبيتها الجنسية". وهم مسؤولون حين سمحوا لابنتهم بمتابعة المحتوى الخليع على التلفزيون والانترنت من مسلسلات وأفلام وأغاني لا تحرّض سوى على الفساد الأخلاقي وتزيّن التعرّي في نفس الفتاة وتجعلها تؤمن أن وسيلتها لكسب الحبيب واحتلال العالم وامتلاك عقول الملايين هي عرض مفاتن جسدها وتعرّيها.
= والمجتمع مسؤول، حين يُنظر للفتاة التي فعلت الفعل على أنها هي الفاسدة، ولا يُنظر للشاب الذي أقنعها بفعله على أنه فاسد أيضاً. أو حين تُقنع فئات في هذا المجتمع الفتاة أن تعرّيها على الكاميرا أمر عادي لأن جسدها ملك لها ولها وحدها الحق في التصرف فيه وتوظيفه كما تشاء، وتقول لها "ثوري" ، وحين تثور، يثور عليها المجتمع وعلى أفعالها المُدانة والقبيحة.
= والمدرسة مسؤولة، حين لا تمارس دورها في التوعية والتهذيب والتربية كما يجب، وحين تتحول هي وردهاتها قليلة السالكين إلى أوكار للفساد وتبادل الصور والفيديوهات، تغيب الرقابة فتتطاير الرسائل والصور ومقاطع الفيديو عبر الأثير لتصبح قصّة فضيحة فلانة حديث كل البلد في ساعات قليلة، ويصبح الخبر العاجل ليس هو إنجاز الطالب الفلاني أو الطالبة الفلانية، إنما فضيحة هذه الفتاة أو تلك الفتاة.
= وأخيراً، الفتاة هي من يتحمل المسؤولية الكبرى. في لحظة ما، هي وحدها من تقرر أن تفعل ما تفعله، دون أن يجبرها أحد على ذلك. هي من تخلع ملابسها وتحمل هاتفها وتصور نفسها وتضغط "إرسال" لتذهب صورها إلى من لا ينوي سوى التمتع بها والاحتفاء بقدرته على التلاعب بها والضحك عليها.
= ثم تأتي الجريمة الأكبر والفعل الأشد انحطاطاً، حين يقوم الشاب بنشر صورها أو الفيديو الذي أرسلته لصديقه ثم من صديق إلى صديق إلى صديق، وإذ بعرض الفتاة تلوكه كل البلد، وشرفها تمضغه الألسن، واسم أبيها وأمها لا يقترن إلا بسوء. ويندُر أن تجد مَن يقف موقفا رجولياً ويعمل على طمس هذه الصور ومنع انتشارها ويحث من يحملها وينقلها على ترك ذلك الفعل القبيح.
هذه كلها المشكلة، فما هو الحل؟
الحل مشتق منها جميعاً.
= مخافة الله
= تربية الأهل لأبنائهم ومصارحتهم وشرح إسقاطات مثل هذه الأفعال عليهم
= مخافة الله وتقواه، فإن لم تُفلح التربية، على الأقل قد يفلح الخوف من سخط الله
= تشديد الرقابة في المدرسة وتنظيم محاضرات لزيادة الوعي وشرح الأبعاد الاجتماعية للموضوع وكيف يمكن التغلب عليه والتصدي له.
= الصديق:
وأخيراً، الصديق أو الصديقة هم خير ناصح وأكثر من يستمع له الإنسان، فكن صديق خير وكوني صديقة خير ولا تكونوا أصدقاء سوء، فالفضيحة التي ساهمتم بخلقها سوف تلحق بكم يوماً.
[email protected]
أضف تعليق