أظهر تقرير أعدّه خبراء منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي ( ( OECD ارتفاعًا حادًا في نسب تناول الكحول، والإدمان عليه بشكل مبالغ فيه- في إسرائيل، وخاصة في أوساط الشباب والشابات.
وطبقًا لتقديرات معدي التقرير، فإن استهلاك المشروبات الكحولية في دول المنظمة المذكورة يقارب حاليًا عشرة لترات من الكحول الصافي للفرد، سنويًا، أي أكثر من مئة قارورة نبيذ، ما يعني تراجعًا في العشرين عامًا الأخيرة بنسبة 2,5%، لكن سجلت في هذه الفترة ارتفاعات كبيرة في استهلاك الكحول في عدد من دول المنظمة، مثل إسرائيل وفنلندا وايسلندا وبولندا والنرويج والسويد وروسيا- وكذلك في دول أخرى مثل البرازيل والهند والصين.
" البنت السكرانة"
وأكثر ما يقلق معدي التقرير، الأضرار الصحية الناجمة عن تناول الكحول، والارتفاع في نسبة الشباب والأحداث المتناولين، من الجنسين، حتى في الدول التي سجلت تراجعًا في النسبة العامة للتناول.
وفي هذا الباب أشار التقرير إلى ارتفاع وصف بالدراماتيكي في أعداد الأحداث ( الشبيبة) المتناولين للمشروب منذ العام ألفين. فقد سجل ارتفاع عدد الشبان الذين أعلنوا أنهم شربوا حتى الثمالة مرة واحدة على الأقل قبل بلوغهم سن (15) عامًا: إذ ارتفعت نسبة هؤلاء من 30% إلى 46% لدى الشبان الذكور، ومن 26% إلى 41% لدى الفتيات!
معدل الاستهلاك في إسرائيل: 2,5 لتر من الكحول الصافي
واستنادًا إلى معطيات وزارة الصحة، فإن معدل أعمار مستهلكي الكحول في إسرائيل سجل في السنوات الأخيرة تراجعًا، كما تقلّص فارق الأعمار بين الذكور والإناث من حيث الاستهلاك، لكن التقرير الصادر عن OECD لا يصنّف إسرائيل في مقدّمة الدول ذات الاستهلاكات العالية للكحول، بل يضعها في أسفل اللائحة، بمعدّل استهلاك قدره (2,5) لتر من الكحول الصافي سنويًا، وتليها في أسفل اللائحة الهند وتركيا واندونيسيا.
ولكن بالمقابل، يشير التقرير إلى وتيرة عالية لاستهلاك الكحول في إسرائيل خلال العشرين عامًا الأخيرة، بلغت نسبتها 25%. وتفيد معطيات وزارة الصحة بأن عدد مدمني الكحول في إسرائيل يبلغ (80) ألفًا، بالإضافة إلى مليون " مستهلك سيء"، وهو مصطلح يشير إلى المستهلكين الذين هم " على حافة الإدمان"!
أضرار الاستهلاك: عشرات المليارات
ويتطرق تقرير OECD إلى الأضرار والخسائر والأعباء المادية والاقتصادية الناجمة عن استهلاك وإدمان الكحول، التي تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات، تُصرف على العلاجات والخسائر والتعويضات عن الحوادث والجرائم الناجمة عن السّكْر والاستهلاك.
وعلى صلة بهذا الموضوع، كانت منظمة الصحة العالمية قد أجرت قبل ثلاث سنوات دراسة استطلاعية تضمنت معطيات حول التأثيرات الصحية الناجمة عن الاستهلاك المبالغ فيه للكحول، وأفادت هذه الدراسة بأن هذه الظاهرة تتسبب بمليونين ونصف مليون حالة وفاة سنويًا، بالإضافة إلى حوالي (320) ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 15-29 يموتون سنويًا لأسباب ذات علاقة بتناول المشروبات الكحولية.
[email protected]
أضف تعليق