في ليلة متمردة، صمتها رهيب، وأنا في قمّة انسجامي أحاول أن تكون أعصابي الثّائرة هادئة بعض الشيء،أحبس أنفاسي ونفسي بين جدران غرفتي،أجلس على مقعد مكتبي الخشبي لأتحرّر من كل القيود والعهود، أطلق عصافيري السجينة وأشعل شموع واحات صدري الجريح، لا مباليًا بموهبتي،أسطر مقالتي الأسبوعيّة، فحالة الكتابة عندي حالة فريدة من نوعها وعشقي لها يكاد يفوق عشقي لحفيدتي ميس،إنّها حالة غزل عذريّ لا نعرف كيف تبدأ ولا كيف تنتهي .
أكتب لكل الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر، ولمن تهمُّه الحقيقة وتحقيق العدل والعدالة محاربًا السلبيات وظواهر التلوّن، بنغمتي وإيقاعي الخاصّين.
تأخذني ذاكرتي إلى ما سطّر قلمي من نثر، تحت عنوان غرة على جبين الصّبا (1979 ).
الشاطئ المهجور
على الشاطئ المهجور تركنا الدهر بلا شراع
بين الصخور التائهة
والأمواجالهائجة كشاعر متشرد
يحمل هموم الكون، البحر والبر
ننتظر شراع الشاطئ المهجور
ننتظر ونحن نتساءل ...
في الليل
وارتعش الجدار والشموع انطفأت
فأمسى اللحن حزينًا
وتسارعت أنفاسك
وحدثتني ملامح وجهك ألف قصّه
تتخللها الرموز، لكن السأم يكتنف
أعصابي، فتنسدل أهداب عيني وأغفو
أتوقف عند المحطة الأخيرة، وهذا لا يعني أني أخاف هذا اليوم المحتوم؛ كوني مؤمنًا أعود إلى أوراقي المتعطشة بقلمي الفياض، أكره إشعال سيجاره بعكس الكثيرين من أصحاب الأقلام عند رسمهم الكلمات، لكن نفسي تتوق لرشف قهوة أصلية أكياسها متواضعة غير مزركشة ولا أتجرأ أن أطلب من ابنتي إيناس الخبيرة في تحضير أفضل قهوة عرفتها،كي لا أترك قلمي رفيق دربي ولو لبرهة، خوفًا من أن تتبخر كلماتي وتخونني ذاكرتي فانطلق، ولنا لقاء ...
[email protected]
أضف تعليق