اصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا بحثيا شاملا , جاء فيه انه تقع سنويا في اسرائيل ودول اوروبا (482) الف حالة "وفاة مبكرة" نتيجة لتلوث الجو والهواء .
ويقدر التقرير حجم الخسائر الناجمة عن هذه الحالات بما لا يقل عن 1.6 تريليون دولار ! وهو مبلغ يوازي 10% من الناتج القومي لتلك الدول. وجاء في التقرير ان صحة اسرائيل من "الوفيات ألمبكرة تعادل (2500) حالة سنويا .
وقد وصل مندوبو منظمة الصحة العالمية الى اسرائيل للمشاركة في مؤتمر يعقد في حيفا (الاربعاء) حول العلاقة بين الصحة والبيئة , يعرض على المشاركين فيه النتائج والاستخلاصات الجديدة المتعلقة بتداعيات التلوثات الحاصلة في 53 دولة , بما فيها اوروبا وإسرائيل.
اسرائيل تخسر 3,3% من الناتج
ويتضمن البحث تقديرات اقتصادية تستند الى المبالغ التي تستطيع الدول ان تنفقها من اجل منع حالات المرض والموت نتيجة تلوثات الجو والهواء , لكن هذه التقديرات ليست دقيقة , لكن الامر المهم فيها انها باهظة – على اية حال . ويشار في هذا السياق الى ان الوكالة الاوروبية لحماية البيئة نشرت مؤخرا تقريرا يتضمن تقديرات تفيد بأن الخسائر والأضرار الاقتصادية الناجمة عن المنشات الصناعية وحدها , وخاصة محطات توليد الطاقة – تقدر بما يتراوح بين 300 مليار وحتى ترييليون يورو في السنة .
وفيما يتعلق بإسرائيل و فان حجم الاضرار والخسائر اللاحقة بالناتج المحلي الخاص بسبب التلوثات وتداعياتها يقدر بنسبة 3.3 % .
وللمقارنة , ففي بلجيكا , التي يقارب عدد سكانها عدد سكان اسرائيل – يقدر عدد خالات الوفاة بسبب التلوثات بستة الاف حالة , بينما يقدر هذا العدد في النرويج ( عدد سكانها ايضا يشبه العدد في اسرائيل ) بما لا يزيد عن (350) حالة , ذلك ان انتشار وتوزيعه السكان في هذه الدولة الاسكندينافية يساهم في تقليص التعرض والانكشاف لمصادر التلوث .
قانون " الهواء النقي"
ووفقا للتقديرات , فما زال 90% من سكان اسرائيل معرضين لمستويات من التلوث من التلوث , اعلى من تلك التي تطرقت اليها منظمة الصحة العالمية , ويشار الى ان التقديرات الخاصة بالأضرار الصحية تستند الى معطيات العام 2010 , مع التشديد على ان اوروبا تسجل حالات وفاة كثيرة نتيجة التلوث داخل المنازل والمباني ايضا , وبالأساس بسبب وسائل التدفئة , وهي وسائل غير شائعة في اسرائيل .
وأشار مسئولون في وزارة البيئة الاسرائيلية , ردا على التقرير البحثي – الى انه دخل الى حيز التنفيذ عام 2011 قانون " الهواء النقي " الذي ينص على التشدد في التعامل والاشتراطات مع الجهات المتورطة بالتلويث , وصولا الى تقليص الاضرار والمكارة الصحية . لكن الوزارة لم تتطرق بالتحديد لمشاكل التلوث الاخيرة في حيفا , التي تربط ما بين التلوث والإصابات بالسرطان .
محطات التوليد العاملة بالفحم
وتفيد الهيئات المهنية المختصة في اسرائيل , بان تلوث الجو والهواء الناجم عن وسائل المواصلات ( السيارات بمختلف انواعها ) هو العامل الاساسي في الامراض والوفيات .
وطبقا للتقرير الجديد بهذا الشأن , فان اهم مصادر التلوث الواجب معالجتها هي محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم الحجري , وكذلك السيارات ومختلف وسائل النقل , مع الاشارة الى انه في اسرائيل مشروعا واسعا يهدف الى تقليص انبعاث والتلوثات من هذا النوع من محطات توليد الطاقة .
[email protected]
أضف تعليق