اولا, الحديث يدور حول الجولة الحالية للنضال العادل الذي يقوده رؤساء مجالسنا العربية الدرزية, وكمحاولة اضافية ضرورية في سبيل حلب تيس السلطة الاسرائيلية, التي ما زالت تعمل كل شيء ممكن "لتفادي" دفعها لاستحقاقات ما تستحقه هذه الشريحة العربية من حقوق وتعامل , وحسب ما تقتضي اصول العدالة والقانون والشرع والحق وليس مِنّة منهم. وثانيا, القلم المذكور في العنوان أعلاه وفي هذا السياق, ليس اليراع, وإنما الصفعة وكما نسميها في العامية "قلما" ونستعمله\ها كمُصطلح مُعبر وحلو المذاق في احيان كثيرة.
لا حاجة لأن نعيد ما هو معروف لدى الكبير والصغير, بحقيقة عدم حصول هذه الشريحة المعروفية من شعبنا الفلسطيني على حقوقها , وليس اسوة بباقي شرائح واطياف هذا الشعب الصامد على أرض الوطن الذي لا وطن لنا سواه, وإنما وبالمقارنة , بأكثر ما يكون من التنقيص والتنغيص من هذه الحقوق .. وفي كل المجالات , والأرقام تتكلم وتُحجّم بدقة وانصاف مقدار التنقيص والتنغيص اللاحق بنا , وايضا الألم الذي من المفروض أن تشعر به كافة مكونات هذه الشريحة والناتج عنهما. ويكفي أن نذكُر بأن نسبة مصادرة أراضينا تجاوزت ال- 83% مما كان يملكوه آبائنا واجدادنا عام 1948 عام النكبة, بينما المصادرة التي لحقت بباقي قرانا العربية لم تتجاوز نسبة ال- 80,5% .. , وان اسرة واحدة من أهلنا المسيحيين الأشاوس والغالين علينا , في كفرسميع, عندها عدد اطباء أكثر من عدد الأطباء في بلدي يانوح-جث قاطبة بنسبة 30% !!,
وال "فضل" في هذا الألم (ليس من تحصيل الأسرة الكريمة والقدوة.. وليس من عدم قدرات أولادنا ) إنما يعود الى سياسة "التدريز" الحكومية المتبعة في مدارسنا, أو بالأحرى سياسة التجهيل والعدمية القومية الرسمية, والتي تم اقرارها في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي عام 1975 , (نعم لجنة الخارجية والأمن وليس لجنة المعارف وكاعتراف رسمي بأن تعليم أولادنا بالنسبة لهم هو قضية أمنية !!), وكل ذلك لبناء جهاز تعليم "وهابي"- صهيوني رسمي, يساعد على استمرار تكريس سياسة "فرق تسد" الرسمية تجاه كل جماهيرنا العربية, ومن خلال متابعة عملية شرخ وابعاد هذه الشريحة المعروفية عن محيطها الطبيعي العربي-الاسلامي , عملية قديمة قِدم وجود الاستعمار ولكنها زاد عنفها أكثر عندما تم فرض التجنيد الاجباري المرفوض على شبابنا العرب الدروز عام 1956 ولخدمة هذه السياسة, ولكي يُعمقوا أكثر حالة ضرب وحدة صف جماهيرنا العربية, ممارسة رسمية هي حجر زاوية في سياسة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة في تعاملها معنا كعرب وكأصحاب البلاد الأصليين, ومرحليا , أي عندما تم قرار فصل جهاز التعليم الدرزي عن شجرته الطبيعية العربية عام 1975 , والذي سُميَ سياسة بحق سياسة "الدرزنة", لأن كافة مواضيع التعليم أعطيت أسماء ذات صبغة طائفية وعلى الطريقة الوهابية سيئة الصيت والحضور وبعيدة بُعد الأرض عن السماء عن ماهيتها, مثل "رياضيات .. عربي.. عبري.. انجليزي.. فيزياء. كيمياء .. تاريخ وعبري وغيره ..للدروز !! ؟؟ ", مما شكل نقلة نوعية وفاسدة من هذه السياسة المؤلمة جدا, والتي بموجبها وُظِف وبالكامل جهاز التعليم في قرانا لصالح غسل دماغ أطفالنا بمفاهيم "طائفية" وهابية طبق الأصل, لا تفيد ولا تُسمِن سوى سياساتهم المُضِرة, وبعكس كل ما قالوه بأن من يعطي الواجبات يحصل على الحقوق , لا بل أنتجت ما أنتجته في كل قرانا, مما وضع التعليم والتحصيل في قرانا ليس فقط مأساوي وغنما في هذا الحضيض الذي هو فيه, الأمر الذي يقول لكل ذي بصر وبصيرة وعقل ومسؤولية من هو مصدر ومُصدّر هذا الضرر والألم , يرسم حجمه الكبير العاتي ويستدعي الرد عليه, والحاجة لاستعمال القلم\الصفعة لتأديبه وثنيه عن الاستمرار بتماديه وانتقاصه من حقوقنا ووجوب دفعه للحق والمُستحق.
اذا فان قوة استمرار سياسة فرق تسد الحكومية هي نجاحها في تكريس الفرقة بين أبناء الشعب الواحد , وانجع وسائلها كانت وما زالت قضية فرض التجنيد الاجباري على شبابنا ( والآن يحاولون تكريسه على اخواننا المسيحيين), والذي استُعمِل كل الوقت كذريعة, غير شرعية وغير صحيحة ومُضلِلَة, لدى السلطة والقوى الموالية لها, وايضا لتلك القوى التي لا استعداد عندها لمواجهة السلطة وزلمها , والذين أصبحوا مأزومين وموتورين, لأنهم ما زالوا يدعون أن التجنيد يجعل حالتنا "غير شِكِل" عن وضع باقي أبناء شعبنا, بدل وضع النقاط على الحروف والقول للسلطة أن احابيلها المعهودة لن تنطلي على المناضلين الآن. وفي هذه الحالة وفي هذه الجولة من النضال المشروع والمبارك هذا, لذلك ندعو ونناشد الجميع وخاصة رؤساء مجالسنا, والذين نبارك نضالهم وندعمه بكل ما أُوتينا من قوة, , والذين لا ينقصهم لا المعرفة ولا القدرات الفكرية ولا التنظيمية لخوضه بمعايير عالية واداء مُميز, اذا توفرت الارادة, أن يردوا على مسببات ومسببي ألمنا على النار بالمثل, ومن خلال ضرب هدف وآلية السلطة , أي تكريسهم للطائفية الوهابية الصهيونية هذه برفع النقيض والبديل الذي هو الأفيد والأنجع , أي العمل على وحدة جماهرينا العربية بكل قوة وثقة وارادة , واتخاذ خطوتان ضروريتان : الاعلان عن رفض التجنيد الاجباري والانضمام الى لجنة الرؤساء العرب , هاتان الخطوتان ستكونان الأكثر ألما للسلطة ولسياستها الوهابية الاستعمارية, وفي نفس الوقت ستشكلان ضربة قلم مدوية ومطلوبة, بحجم الألم الذي جاءت لنا به, وهذا يُنجح هذا النضال ويعزز الثقة في قيادته. ولنا في المقاومة اللبنانية كممثلة لأكثر الفئات المُهمشة هناك وفي شعب اليمن الفقير المثلان لقدرة الحق والارادة على كسر الظلم والظالمين.
[email protected]
أضف تعليق