أظهرت دراسة أجراها خبراء منظمة الصحة العالمية ، ان عدد عمليات الولادة القيصرية المحدّدة مسبقَا في مختلف دول العالم " زائد عن الحدّ، بل وفي كثير من الأحيان- لا حاجة ولا مبرر لهذه العمليات " – كما ورد ، وفيما يشير خبراء المنظمة الى ان العمليات القيصرية هي الاكثر انتشارًا ، والى ان عدد هذه العمليات آخذ بالازدياد في الدول المتطورة - فإنهم يشيرون بالمقابل ، الى أنه على الرغم من ضرورة هذه العمليات في حالات كثيرة من أجل انقاذ حياة السيدة الحامل ومولودها وضمان سلامتها – فإنها غالبًا ما تكون غير مبرّرة ، وتجري لاعتبارات الراحة وتجنّب البدائل الأخرى، وغالبًا ما تؤدي الى نشوء مخاطر وأضرار صحية! .
رؤية إسرائيلية
وفي هذا السياق، يرى البروفيسور " يريف يوغيف"- رئيس الهيئة الإسرائيلية لصحة الأم والجنين ، ومدير قسم الولادة في مستشفى "بيلينسون" (في بيتح تكفا) ان المضاعفات الناجمة عن العمليات القيصرية هي للمدى القصير والبعيد ، على السواء " فعلى المدى القصير، تكون الآلام أشد، وتفقد السيدة الوالدة كميات اكبر من الدم، ويستمر علاجها وقتًا أطول وتزداد مخاطر واحتمالات التلوث وارتفاع الحرارة والانسداد الرئوي وانسداد الشرايين ، وتكرار العلاج "- على حد توصيفه ، مضيفًا انه على المدى البعيد ، فان اعدادًا اكبر من السيدات يعانين من أوجاع البطن ، والإصابات بالعدوى في منطقة الحوض ، ومن اوجاع خلال الاتصال الجنسي ، ومن ندوب على الجلد " واجمالاً، فان منسوب المخاطرة ليس عاليًا- لكنه أعلى مما هو عليه بالولادة الطبيعية"- كما قال
عمليات قيصرية أقل في العائلات الكثيرة الاولاد
ويقدّر خبراء منظمة الصحة العالمية ، ان النسبة المفترضة للعمليات القيصرية من مجمل الولادات ، تتراوح ما بين 10%- 15% فقط ، لكن معطيات الهيئة الاسرائيلية لصحة الأم والجنين ، تشير الى ان النسبة في إسرائيل تقارب 20% "لكن هنالك فوارق واختلافات كبيرة بين المستشفيات الإسرائيلية ، اذ تتراوح نسبة العمليات القيصرية ما بين 7.2%-27.7%"- على حد تقدير مصدر اسرائيلي مطلع، شارحًا ان سبب تلك الفوارق والاختلافات ، عائد الى وجود فجوة كبيرة في عدد الولادات بين فئة وأخرى من السكان :اذ ان عدد العمليات القيصرية تقلّ لدى العائلات (الامهات) الكثيرة الأولاد. وعلى الرغم من الارتفاع الطفيف في مجمل الولادات بالعمليات القيصرية في إسرائيل ( وقد بلغت النسبة عام 2001 قرابة 17 % فقط)- فقد سجل في السنوات الأخيرة تراجع في العمليات القيصرية التي تجري بناء على طلب مسبق من السيدات الحوامل وبلغت نسبتها 3.5 % من مجمل العمليات القيصرية عام 2008، بينما هي تبلغ حاليًا 1.8% فقط!.
الأطباء الاسرائيليون "يجيدون العملية"!
يتجاوز عدد الولادات بالعمليات القيصرية نسبة 10%، فان معدل وفيات الوالدات نتيجة للعملية - لا يقلّ ولا يتراجع ، وهم يفسرون ذلك بأن العملية أجريت دون مبرر صحي أو طبي ، ولم تنجح في منع الوفاة!. وفي هذا السياق يقول البروفيسور " يوغيف" ، أنه لا مناص أحيانًا من إجراء العملية ، وحين تنشأ أية شبهة بوجود ضائقة للجنين ، يتعجل الأطباء في اخراج الجنين "وهذا أمر مشروع، والأطباء الاسرائيليون يجيدون العمل ، ونحن ندرك ان العملية القيصرية هي حاجة وضرورة، وليست مسألة خيار "- على حدّ توصيفه ، مضيفًا انه طرأ في السنوات الاخيرة ارتفاع في نسب وأعداد العمليات القيصرية دون تحسن بالنتائج" ويعود هذا الارتفاع الى عدة اسباب منها : الارتفاع في سن الخصوبة والزيادة في عدد الدعاوى المقدّمة ضد الأطباء ، وتصاعد الاعتقاد (الخاطىء) بأن الولادة القيصرية "أفضْل"! وأشار البروفيسور يوغيف الى تصاعد في الموافقة على إجراء العمليات القيصرية "بناء على طلب السيدة الحامل"، في إسرائيل ودول أخرى في العالم، على الرغم من عدم وجود مؤشرات طبية أو صحية تستدعي ذلك! وخلص البروفيسور "يوغيف" الى القول ان لدى السيدة التي سبق ان انجبت بعملية قيصرية في الماضي احتمالاً بنسبة 50% للإنجاب مرة ثانية بنفس الطريقة " وهدفنا هو تخفيض نسبة العمليات القيصرية الأولى"- كما قال.
[email protected]
أضف تعليق