قبل شهرين تعرض الاخصائي في تقويم العمود الفقري والخضري شربل بلوطين لحادث طرق مروع، وخضع لعملية جراحية معقدة، وقضى اسابيع يتعالج في المستشفى، الى ان تم تسريحه الى بيته....
امس نشر شربل بلوطين بنفسه على صفحته على فيسبوك، لأول مرة، تفاصيل ما حدث معه، ونحن في موقع بكرا ننشر ما جاء، متمنين له الشفاء التام والعودة السريعة الى عمله خدمة لمجتمعه...
قبل شهرين ونصف عدت مشيا لأركب سيارتي التي أوقفتها بجانب الطريق بشكل قانوني ومسئول حسب عادتي، وفي اللحظة التي أردت فتح باب السيارة كي أدخل إليها دهسني شاب متهور عمره 19 عاما، كان سائقا بشكل مغالط ومخالف للقانون بسرعة 120 كلم.
خلال جزء من ألف الثانية بعد سحقي، طُرحت أرضا مع كسور في جمجمتي، فقرات رقبتي، أضلاع صدري وكاحلي ونزيف شديد من رأسي.
من حسن حظي، تواجد سائق أخر في المنطقة الذي شاهد الحادث واتصل مباشرة بالإسعاف ولحق بالداهس الذي فرّ حتى تم القبض عليه من قبل الشرطة.
خلال 3 دقائق وصلت سيارة الإسعاف التي نقلتني بسرعة إلى المستشفى وبدأوا في علاجي بإحكام وصرامة، خلال أربعة أيام خرجت من دائرة الخطر، استيقظت في اليوم الثامن وتكلمت مع الجميع حتى الشفاء الكامل.
أحيانا يسألونني اذا غطست في اليأس جراء إقامتي في المستشفى لمدة شهرين تقريبا، أجيب واقول انه لم يكن عندي الوقت لذلك، فقد كنت غارقا بكتابة الأحلام والأهداف التي ما زلت أنوي تحقيقها في مستقبلي. في هذه الحادثة كنت أكثر قريبا للموت من الحياة لكني فهمت أمرين: كل ما نحتاجه هو الحب وعلينا دائما أن نكون مشكورين لأنه لا يهم كم نظن أنه سيء لنا، هناك دائما الأمل أن يكون أكثر سوءا. ولكن بالأساس، لأن كل سيء له سبب جيد.
عندما أروي قصة الحادث لأشخاص أقابلهم، تقريبا دائما أصادم بتعبير الوجه نفسه – صدمة مخلوطة مع رحمة، رحمة أني خسرت شهرين من عمري، ردة فعلي تكون دائما ابتسامة على وجهي. في الحقيقة أتعامل مع هذه الفترة كالأسعد في حياتي: لاحظت وشعرت بشكل واقعي، حياتي الاجتماعية وحب الأشخاص الذين لم يتركوني وحدي دقيقة واحدة، وبالتالي كيف تفرغ وقتي لأخطط مستقبلي؟.
وتيرة الحياة السريعة، ضغط وعبء المهمات الروتينية وعملنا النظامي يمنع أغلبية الناس من تخطيط يومهم العادي. الحادثة أظهرت لي هشاشة الحياة، برهنت لي أن المصير بإمكانه أن ينقلب علينا في ثانية. فلحظة قبل دهسي كنت شابا نشيطا ومفعما بالحيوية، مع كثير من البرامج الخاصة والمهنية – ولحظة من بعدها كانت حياتي بخطر وأمل كبير أن أعيش كمعاق مدى الحياة. أعرف اليوم أننا نصل إلى هذه الحكمة بشكل عام في مرحلة متأخرة في الحياة.
من غير ريب جميعنا محاطون بالموت، بالأمراض وقصص تراجيدية بشرية، للأسف الشديد، لكن طالما المصيبة لم تصل إلى حفة بيتنا، نحن لا نستوعب كم هو نمط حياتنا قابل للكسر وغالي الثمن.
كله متعلق إن كنت تختار أن تعيش كضحية أو ملك! أن تعيش فقط بحسب ارادتك، دون أي خوف أو نقص الثقة وتردد، كل العالم هو هدية عيد ميلاد التي أعطيت لك كي تُغني وتحسنك حتى يوم مماتك. انها هبة وفريضة أن نعيش كملوك.
جزء من حياة السعادة والصحة يتلخص باتباع النظام الخضري لكن ليس فقط، قبضة العالم المدركة تضم: التدرب على التقليص لأصغر كمية ممكنة، اكتفاء بالقليل، البساطة، التمتع من الأشياء الجميلة والأساسية في الحياة.
شكرا لكل من قلق، دعم، رارني، أرسل كلمات دافئة، أو فكر فيّي من بعيد، أقدركم جدا.
من صفحة شربل بلوطين على فيسبوك
[email protected]
أضف تعليق