لم يكن الأخ مارك زوكربرج الأمريكانى يعلم أنه سيكون حديث العالم، كان كل طموحه أن يجد بنت الحلال التى لا تصدمه أمها عند الاتفاق بقولها: «النيش عليك مش علينا»، لم يكن يعلم أنه سيملك كام مليار دولار بعد سنوات.
ولكن ماذا لو قام مارك من نومه مكتئبا بعد وجبة نكد مسائية من زوجته، فقرر أن ينتقم من العالم ويلغى الـ«فيسبوك»؟
الحقيقة أن صدمتنا فى مصر ستختلف عن كل بلاد العالم، فستهل الأنباء عن انتحار آلاف الشعراء والكتّاب الشباب الذين يتيه بعضهم على بعض بعدد «الفولورز» وصفحات المعجبين، وستمتلئ حجرات العناية المركزة بأصحاب حفلات التوقيع والفاعليات المؤجلة بعد انقطاع التواصل بينهم وبين الجمهور، وسيضطر البعض آسفا إلى القراءة العميقة بعد أن اكتفى لسنوات بالمعلومات السطحية والهرى المتواصل، وسيضطر البعض الآخر إلى متابعة قنوات التليفزيون المختلفة لمتابعة الأحداث، وربما تجرأ أحدهم وتابع برنامج «لميس الحديدى» -ارجع يا «فيسبوك» أبوس إيدك- وسيذهب أحدهم ليؤدى واجب العزاء فى والد زميله بدلا من أن يلطع (لايك) على خبر الوفاة، وستعود البنات إلى المقابلات ومتابعة «جيبة سعاد» و«بلوزة مروة» و«خطيب آية» بدلا من القبلات الحارة المفتعلة فى ما بينهن على الـ«فيسبوك».. امواه!
ولكن الحكومة ستتنفس الصعداء، سترتاح من وجع الدماغ الذى يسببه هذا الموقع اللعين الذى أصبح إعلاما مراقبا حقيقيا، يمتلئ بالأكاذيب والمبالغات طبعا ولكنه يبقى وسيلة مهمة لكشف الحقائق لمن يريدها وينقب عنها، وأهل السياسة -كما يقولون- إذا اطمأنوا لدغوا، وواجب الشعوب أن تدفع الحكومات دائما للعمل المستمر، والشك فى كل ما يفعلونه إلى أن يثبت العكس، ولذلك فإذا كان لاختفاء الـ«فيسبوك» عديد من المزايا، فإن بقاءه مهم للتنكيد على الحكومات، وكفى بها نعمة!
[email protected]
أضف تعليق