قد يظن البعض لأول وهلة ان ما يجري في اليمن السعيد، وما يدور في سوريا، وما يعصف بالعراق أيضاً هو امر داخلي يخص هذه الدول لوحدها لكنه في الحقيقة أكبر من ذلك بكثير نظراً للتأثير الإيراني المتزايد في هذه الدول، أو تواجدها الفعلي فيها حيث يترتب على هذا التأثير وعلى هذا التواجد وجود ما يعززه ويرسخه ولو بحجة حماية هذه الدول من الأخطار التي تواجهها.
فظهور داعش المفاجئ كظاهرة مستحدثة جديدة في المنطقة العربية بالذات واعتبارها حركة سنية تشكل خطرا داهما يهدد العالم بأسره ومن ضمنه الدول الواقعة تحت السيطرة الإيرانية سيستغل كسبب واقعي ومنطقي من قبل إيران لتعزيز وجودها في هذه الدول ومن قبل أي حليف مستقبلي لها كإسرائيل مثلاً، خاصة وإن العالم مقتنع بأن صنيعته داعش تشكل خطراً فعلياً على المنطقة العربية بالدرجة الأولى ومن ضمنها الدول الواقعة تحت السيطرة الإيرانية وبالتالي سيستدعي ذلك حاجة إيران لامتلاكها للسلاح النووي كعنصر دفاع أمام داعش وأمام التحالف العربي المتمثل في " عاصفة الحزم" بصفة هذا التحالف قوة عربية صاعدة تخل بالتوازن العسكري في المنطقة يهدد أمن إيران نفسها وأمن الدول التابعة لها ولربما أمن إسرائيل كما ستدعي إيران مما يمهد الطريق لتحالف إيراني إسرائيلي خاصة وإن الاتفاق الذي يتبلور الآن بين الغرب وإيران حول السلاح النووي الإيراني سيدفع دول الغرب لاستخدام ذريعة كهذه لخلق مثل هذا التحالف بين إيران وإسرائيل لكسب رضى إسرائيل عن هذا الاتفاق ولنزع مخاوفها من هذا السلاح.
يمكن رؤية بوادر تكون معسكرين أحدهما عربي والأخر إيراني فارسي في رد دكتور ايراني يدرس في إحدى الجامعة الإيرانية على سؤال طرحه عليه جمال ريان مذيع قناة الجزيرة بخصوص اليمن فقال لماذا تتهمون أيران وتهاجمونها بسبب ما يجري في اليمن وتقتلون الأبرياء في اليمن؟ في اشارة منه للعمليات العسكرية التي تقوم بها "عاصفة الحزم" بدل من أن تقاتلوا إسرائيل التي تحتل ارضكم مع أن هذه الأرض المحتلة هي أرض إسلامية يجب أن يهتم بها جميع المسلمين.
وفي اتهام احد الحوثيون العرب ادعياء الإيرانيين لاحد مذيعي الجزيرة أيضاً بأن الخليجيين يهود وفي هذا السياق يبدو افتراق العرب إلى فريقين عرب سنة وعرب شيعة.
فالحوثين الشيعة العرب هم ذراع إيران في اليمن وحزب الله الشيعة العرب هم ذراع إيران في لبنان وسوريا والعلويين الشيعة العرب هم ذراع ايران في سوريا حيث ستتمحور وظيفتهم كما تروج لها إيران في أداء دور من ينصر المظلومين في هذه البلدان ومن يدافع عن هذه الدول أمام عجز العرب عن الدفاع عنها كما حصل مع العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان لكنهم في الحقيقة هم دمى في يد إيران سيكونون رأس الحربة لتحقيق سيطرة فارس على البلاد العربية واعادة امجاد فارس الكبرى وبعد تحقيق ذلك ستعتبرهم إيران عرباً تواطئوا معها وخانوا أمتهم لتحقيق مصلحة مادية أو سلطوية لهم فقط.
فسيطرة ايران على اليمن تيسر لها السيطرة على باب المندب لتغلق قناة السويس وتخنق مصر وبالتالي يخنق الخليج العربي والاستيلاء على العراق بالإضافة لليمن تتحاصر السعودية ودول الخليج كافة والاستيلاء على سوريا إلى جانب العراق سيحاصر الاردن وستصبح امكانية الاطباق على لبنان تماما ميسرة وسهلة.
وبعد ذلك ستنتهي القضية الفلسطينية تماما وستنتهي قضية الجولان والثمن هو اقتسام ايران واسرائيل والغرب لخيرات العرب ومواردهم ومقدرات شعوبهم فحذاري يا عرب فارس احاطتكم.
[email protected]
أضف تعليق