نحيي اليوم الذكرى الـ 39 ليوم الأرض الخالد، ككل سنة، منذ الذكرى الاولى، وهذه المرة اولا بعدم الاضراب العام والذي هو مثار جدل على مستوى الشارع، لكن مع عدد من الفعاليات والنشاطات ابتداءً بزيارات عائلات ذوي الشهداء وانتهاء بالمسيرة الوحدوية في دير حنا واخرى في رهط في النقب...ويطرح السؤال هل كل هذا يكفي لتعميق وترسيخ معنى هذا اليوم الخالد في نفوس ابنائنا؟ كيف نجعلهم يحفظون عن ظهر قلب اسباب احيائنا لهذا اليوم، خلفيته ودوافعه واسقاطاته على الجماهير العربية قاطبة؟! علاقته بما يحدث في السنوات الاخيرة في النقب، من سياسة هدم و اقصاء وتهجير واسئلة كثيرة اخرى تجول في فكر الجيل الصاعد!
مسابقات ادبية، بحثية و فنية
قبل عام وبالتحديد في الذكرى الـ 38 ليوم الارض الخالد، توجهت في مقال بفكرة لترسيخ ذكرى يوم الارض وسط الجيل الصاعد يتمثل باجراء مسابقات ادبية او بحثية او فنية و غيرها على مدار السنة يتوج الفائز بها في نفس يوم احياء ذكرى يوم الارض، 30.3 كي لا تختزل هذه الذكرى بيوم واحد فقط كما تعمل عليه لجنة متابعة قضايا التعليم العربي اليوم مشكورةً، حيث توجهت لاقسام المعارف في السلطات المحلية بهذا الشأن ووزعت مادة ارشادية للمعلمين(ممن سيلبون الدعوة بالطبع) يقومون بتمريرها على طلابهم اليوم حول يوم الارض...
ان فكرة العمل على ترسيخ مفاهيم وابعاد يوم الارض وعلاقة الفلسطيني بأرضه، ليست صعبة، وبإمكاني واخرون تنفيذها، لكنني اؤمن بالعمل المؤسساتي، وبدور لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية، في هذا المجال ايضاً، وعليه نتوجه اليهم اليوم بطلب دراسة الموضوع، و كلي امل ان يتم شفاء لجنة المتابعة قريباً، لاسيما بعد الانتخابات للكنيست، وان يتم اختيار او انتخاب رئيس جديد لها، وان تعيد بناء هياكلها الدستورية والتنظيمية من جديد وعلى احسن وجه لمواجهة التحديات الجمة التي امامها لا سيما ونحن على اعتاب ذكرى النكبة الفلسطينية.
تتمحور الفكرة بالاعلان اولا عن المسابقة الاولى من نوعها، وتشكيل طاقم مختص من مجالات مختلفة، يدرس كافة جوانب هذه المسابقة، وكيفية دعمها ليس فقط معنويا وانما ماديا ايضاً، وبعد انهاء جميع الاجراءات التنظيمية، التوجه الى المدارس ونوادي الشبيبة والى المسؤولين في المراكز الجماهيرية واقسام التعليم في السلطات المحلية وغيرها من الاطر والمؤسسات، طارحين المسابقة، على ان يعمل عليها المتسابقون على مدار اشهر طويلة، يدرسون خلالها يوم الارض، سواءً بانتاج فيلم مصورـ او كتابة رواية تسرد ذكرى اليوم او ....
ويتوج الفائزون بهذه المسابقة في يوم احياء الذكرى وهكذا كل عام، ولكم ان تتصوروا اسقاطات هذه المسابقة على ابنائنا الطلبة واهاليهم ومجتمعنا قاطبة...
واترك للمسؤولين متابعتها..
الارض البيت والوطن
وفي هذا الموقف اتذكر ما قاله القس شحادة شحادة وهو من مهندسي يوم الارض:" من دون الأرض ليس لنا أيّ جذور في هذه البلاد. إنّ الأرض هي جذورنا. الأرض ليست فقط مكانًا تزرع فيه الباذنجان والخيار – إنها بيتنا الوطني. إنّني فلسطيني وهذا هو وطني."
• ما هو يوم الأرض وكيف وُلد؟
( المادة الارشادية التي وزعتها لجنة متابعة التعليم العربي):
في مطلع العام 1975 بدأت هجمة جديدة على الأراضي العربية، عبر مخططات عنصرية كمشروع "تطوير الجليل" والذي هدف إلى تحقيق سيطرة ديموغرافية يهودية في الجليل الذي كانت غالبية مواطنيه (70 بالمئة) من العرب، حيث حاولت السلطة مصادرة 20 ألف دونم منهم أكثر من 6 آلاف دونم من الأراضي العربية، وأكثر من 8 آلاف دونم من "أرض الدولة" التي هي أصلاً منتزعة من الفلاحين العرب، بينما كان حصة الأراضي اليهودية حوالي 4 آلاف دونم فقط في منطقة صفد، أي أن المصادرة استهدفت الأراضي العربية في الأساس.
ورداً على هذه الهجمة، بادرت القوى والشخصيات الوطنية إلى اجتماعات تحضيرية لعقد "مؤتمر شعبي للدفاع عن الأراضي العربية"، وعقد المؤتمر في الناصرة يوم 1975/10/18 ورافقه زخم شعبي كبير في كل القرى والمدن العربية، وانبثقت عنه "اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي" التي كان هدفها التصدي لمخططات نهب الأرض العربية.
وفي 1976/3/6 عقدت اللجنة اجتماعًا موسعًا في الناصرة، ودعت اللجنة إلى الإضراب في الثلاثين من آذار وتحويل هذا اليوم إلى يوم للأرض والمطالبة بوضع حد لسياسة المصادرة التي صارت تهدد وجود ومستقبل الجماهير العربية في وطنها الذي لا وطن لها سواه.
• "الشعب قرّر الإضراب"
واثر الإعلان عن الإضراب شنَّت السلطة الحاكمة حملة تهديد وترهيب بهدف منع الإضراب، وفي اجتماع رؤساء السلطات المحلية في شفاعمرو يوم 1976/3/25، أصرّ الرؤساء الوطنيون، وعلى رأسهم القائد خالد الذكر توفيق زيّاد، على موقفهم، وأكد زيّاد: "الشعب قرّر الإضراب".
وكان إضراب الثلاثين من آذار، يوم الأرض، حيث هبَّ شعبٌ بأسره في إضراب لم يسبق له مثيل شمل كل المدن والقرى العربية، فأنزلت السلطة قواتها المدججة بالدبابات والمُصفَّحات من جيش وشرطة وحرس حدود، واندلعت مواجهات وصدامات سقط خلالها ستة شهداء رووا أرضنا الطيبة بدمائهم الزكية، وهم:
خير ياسين (عرابة)، رجا أبو ريا وخضر خلايلة وخديجة شواهنة (سخنين)، محسن طه ( كفر كنا) ورأفت زهيرى (مخيم نور شمس، سقط في طيبة المثلث).
[email protected]
أضف تعليق