لفت انتباهي احد الزملاء لموقع فيسبوكي يحمل اسم "الناصرة بلدي"، تصفحت تغريداته ولم أجد ما يستحق القراءة، مجرد مجموعة مهاترين تحرض بلغة ركيكة لا تليق بأي مستوى لمن يعتبر نفسه ينتمي لتنظيم سياسي، له فكر ومؤسسات وقيادات .
على العموم الفيسبوك ملعبا يتميز الكثير منه بالسطحية وهناك طبعا من ينشر مواد جيدة وممتازة تستحق القراءة.
أما "الناصرة بلدي" فهو بمستوى ما دون ان يتصفحه الإنسان العاقل.طبعا ما دامت الأسماء مخفية يتعرون ويظهرون عوراتهم.. ولا أعرف كيف يمكن ان يقبل إنسان عاقل ومسئول مثل هذا الأسلوب ، حتى لو كان ضد عدو قومي وليس ضد منافس انتخابي فقط!!
ان الشتائم والتحريض ضد شخصية حصلت على أكثر من 62% من أصوات الناخبين في الناصرة ، وبالأرقام 10400 صوت أكثر من المنافس الجبهوي الذي نعتز به وسنظل نعتز به وبتاريخه وانجازاته، هي اهانة بكل المقاييس حتى للتيار السياسي الذي ينطلق منه أولئك الصبيان المهتورين.
اعرف ان لكل عائلة بالوعتها، ويبدو اننا في عصر صار لكل فئة سياسية بالوعتها. الصرف الصحي له شبكاته و"الناصرة بلدي" شقت ترعة صرفها الصحي في الفيسبوك، فهل من عقال يردمون هذه الترعة؟
تعالوا نتكاشف ، وجعبتي مليئة بما أوفره للنشر لاحقا أيضا.
أود ان أوضح ان موضوعي ليس علي سلام وبلدية الناصرة، إنما أخلاقيات النشر وعقلانية الإعلام والقدرة على مخاطبة الجهور بما يستحق القراءة.
لي تجربة مع الجبهة وجريدة "الاتحاد"، خضت مع الجبهة ثلاثة معارك انتخابية أخيرة، لم أكن مغفلا حين كررت تأييدي ودعمي الإعلامي للجبهة في كل المعارك الانتخابية، أيضا ما قبل المعارك الأخيرة. رغم انتقادي لطريقة تركيب قائمتها وقناعتي ان عجزها عن تحضير بديل لرئيس البلدية هو معيار سلبي جدا في الفكر ألجبهوي، الذي يعيش بأوهام الأبدية. هذه الذهنية ألحقت الضرر البالغ برئيس البلدية السابق. الحقوا الضرر البالغ بمكانتهم السياسية في مدينة الناصرة، تفسخ تنظيمهم وتقلص بانسحاب مجموعة من أنشط الأعضاء، رأت الانحرافات في التنظيم وعجزت عن التعايش مع الانغلاق التنظيمي والفكري، حتى مع بدائيات أولية في الفكر الحزبي والتنظيمي والبلدي، فانشقت وأقامت تنظيمها المستقل الذي كان بداية فقدان تنظيم الجبهة لمكانته السياسية وقوته الانتخابية الطليعية في مدينة الناصرة.. التي كان واضحا انها بحالة تراجع متواصل.
رغم ذلك وبسبب تربيتي ومفاهيمي السياسية والفكرية أصررت على ضرورة وأهمية دعم الجبهة. لكن هذه المرة لم اعد جاهزا لأتجاهل مقاطعتي المتواصلة في صحيفتهم منذ ثلاث معارك انتخابية أخيرة، لا تريدون دعمي للجبهة؟ هل لديكم بديل يقوم بما قام به نبيل عودة؟ انتقدت بحدة في مقالي الأول مقاطعتهم الغبية لمقالاتي الانتخابية ولا أتحدث عن كتاباتي السياسية أو الأدبية، ولا يقلقني انهم لا ينشرون ما أكتبه. أما عن معركة انتخابية لخدمة بلدي فهي مسالة أخرى هم شركائي فيها.
نقدي الحاد لفت نظر الجبهة في الناصرة للموضوع ودعيت لاجتماع مع مسئوليها. رغم تدخلهم مع محرري صحيفة حزبهم إلا ان ما نشر في المعركة الانتخابية كان مقالا واحد يتيما رغم إني كتبت ونشرت - 22 مقالا وقصة انتخابية وساتيرا (نصوص ساخرة) في مختلف المواقع تأييدا وتسويقا لهم وهجوما على منافسيهم.. في الوقت الذي كانت صحيفتهم بالكاد تعيش معركة الناصرة الانتخابية، مكتفية بتغطية إخبارية تقليدية، اشك بوجود من يقراها.. لا تقدم ولا تؤثر على المصوت. تفتقد للتنوير والعقلانية الضرورية لتطرح على المحك القضايا الجوهرية في معارك الانتخابات.
رغم عدائهم المستهجن واصلت تسويق مرشح الجبهة وقائمتها وعرض مميزات الجبهة بعشرات المقالات التي وصفها البعض ( حتى من منافسي الجبهة الذين لم اوفرهم) انها كانت سما لمعارضي الجبهة.. وهذا في الوقت الذي يفرضون علي المقاطعة وهم عاجزون عن إعلام انتخابي يسد الفراغ الإعلامي للجبهة في مدينة الناصرة.
كنت على قناعة، ان المقاطعة هي موقف غبي من صبيان لا يفقهون معنى الإعلام المعاصر، ولا أهمية الأسلوب الذي اتبعته في تسويق مرشح الجبهة وقائمتها، أسلوب اقلق المنافسين ولم ينجح بإيقاظ صحيفة الحزب والجبهة من الكهف الذي دخلوه وغطوا داخله بالنوم.. ويبدو ان نومهم منذ زمن بعيد من الصعب قياسه بالسنوات.. لذلك تتواصل هزائمهم في السلطات المحلية وتوجت الهزيمة الكبرى في الناصرة.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن هل صبيان "الناصرة بلدي" هم الإعلام العقلاني من أجل ان يعودوا إلى مركز الحدث؟ من اجل استعادة مكانتهم الانتخابية؟ من اجل تعزيز نهجهم وكسب تأييد الجمهور النصراوي؟
ما أراه اليوم اخجل به عنكم. مقلق لأنه ينحدر إلى الحضيض الأخلاقي ولا يخدم أي فكرة بدائية تحاولون التعبير عنها. مهاتراتكم والعصبية القبلية ليست إعلاما ولا نقدا. مهاتراتكم لم يعد لها مكان في ناصرتنا الجديدة والمتجددة!!
لن يقلق أي عاقل من التفاهات التي تنشر في "الناصرة بلدي" يقلقني أكثر استعمال تعبير الناصرة بلدي لأنكم لا تستحقوا ان تكونوا أبناء هذه المدينة.
ان موقع الصبيان الضحلين المسمى اغتصابا "الناصرة بلدي" في الفيسبوك يجعلني اليوم على قناعة كاملة ان مكاني لم يعد بينكم. لست على استعداد لقبول هذا الأسلوب المنحل ، القذر، الضيق العقل الذي لا يختلف عن فكر الدواعش .. ونتائجه لمن يقرا تغريداتكم ستكون سلبية لكل نهجكم .. وستكون مع الأسف النهاية المحزنة لطريق تاريخية.. ان لم تكن قد أُغلقت تماما!!
إذا كان التحريض على رئيس منتخب ينحدر بكم إلى مستوى شبكات التصريف الصحية فعلى قيادة أولئك الصبيان ان تستيقظ من سباتها ومن أوهامها. الناصرة أهم من أي كرسي ومن أي مكسب شخصي.
الناصرة مدينة السلام وليست مدينة التحريض المخبول ، هذا الأسلوب يجب ان يدان من كل عاقل بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الطائفي أو الانتخابي وآمل ان يتبرأ منه الجميع لمصلحتهم أولا ومصلحة مدينة الناصرة بشكل خاص!!
كانت منافسة انتخابية، لا يوجد منتصر ومهزوم. توجد مدينة تحتاج إلى برامج تطوير وتعاضد سكاني، تحتاج إلى التفاف وتضافر الجهود وليس إلى مهاترات وتحريض وكراهية عمياء. على هذا سيجري الحساب مستقبلا.
[email protected]
أضف تعليق