خلال (14) عامًا من حيازته رخصة سواقة، تراكمت على المدعو " ناؤو بارانيس" (32 عامًا) من بلدة "يهود" ( جنوب شرق تل ابيب) (61) مخالفة سير ، ومن حسن حظه ، انه كلما كان يُضبَط وهو يقود السيارة بلا رخصة (لانها مسحوبة ، كان القضاة والشرطة يأخذون بعين الاعتبار أحواله وذرائعه ، أملاً فن ان " يتعلم الدرس" ويستخلص العبر ، لكن المرة الأخيرة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير!
وكان ذلك قبل سنتين ، وكانت رخصة هذا الرجل الذي يعمل سائقًا لشاحنة حمولا- مسحوبة، فاستعان بسائق أجير لينقل بشاحنته بضاعة الى متجر في مستوطنة " العاد"، وجلس "بارانيس" الى جانب السائق الذي اوقف الشاحنة أمام المتجر معطّلاً حركة السير ثم ترجّل منها لانزال البضاعة بينما بقي صاحبها بداخلها لوحده.
حكمان سابقان بالسجن!
وفي هذه الأثناء مرّت دورية لشرطة السير ، فطلب افرادها من الشخص الموجود في مقصورة القيادة (" بارانيس") ان يزيح الشاحنة بضعة امتار تسهيلاً للسير، ففعل، ومن سوء حظه أن افراد الشرطة عادوا إليه وطلبوا منه ابراز الرخص والمستندات، فتبين ان رخصته مسحوبة، فقدم للمحاكمة.
وفي اطارة " صفقة إدعاء" ادين " بارانيس" بالسواقة رغم ان رخصته مسحوبة، باعترافه، لكنه تراجع لاحقًا عن هذا الاعتراف، ولم تقبل المحكمة تراجعه هذا، وقررت قاضية محكمة السير في بيتح تكفا تفعيل حكمين سابقين مع وقف التنفيذ، على نفس الخلفية، وينص الحكمان بالمجمل على سجن الرجل فعليًا لمدة عشر سنوات ، وعلى تغريمه بمبلغ (5) آلاف شيكل.
وقدّم الرجل استئنافًا الى المحكمة المركزية في المنطقة الوسطى ( باللد) وتمكن وكيله المحامي " دافيد غولان" من اقناع المحكمة بقبول تراجع موكله عن اعترافه السابق، فأعيد ملف القضية إلى محكمة السير، ونظرت في الملف قاضية أخرى ، غير السابقة، فلم تكتفِ فقط برد إدعائه بأنه أزاح شاحنته لمسافة عشرين مترًا، وبأنه فعل ما فعل نزولاً عند طلب الشرطة- بل شددّت الحكم الصادر بحقه ، ليصبح (31) شهرًا بالسجن الفعلي، معللةً ذلك بأنه لم يكن جائرًا ان يقود الشاحنة " ولا بأي حال من الأحوال"!
[email protected]
أضف تعليق