بالتعاون بين مركز "دراسات"، المركز العربي للحقوق والسياسات، ومعهد فان لير في القدس وجمعية سيكوي، عقد في مدينة حيفا في نهاية الأسبوع اللقاء الثاني لمنتدى تعزيز اللغة العربية في الحيز الأكاديمي وفي الحيز العام وذالك بمشاركة أكاديميين وتربويين وناشطين اجتماعيين. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز مكانة اللغة والثقافة العربيتين في البلاد عمومًا وفي الحيز الأكاديمي على وجه الخصوص، بوصفها جزءًا لا يتجزأ من الهوية العربية-الفلسطينية في البلاد، وذلك لأهمية التحدّيات الداخلية والخارجية التي تواجهها اللغة العربية ويختبرها المواطنون العرب الفلسطينيون في البلاد، يتم تنفيذ هذا المشروع بدعم وتمويل الاتحاد الاوروبي.
افتتح اللقاء وأداره، السيد جابر عساقلة، المدير المشارك في جمعية سيكوي، الذي رحب بالحضور وأثنى على مشاركتهم، وشرح عن المشروع المشترك الذي بادر إليه مركز دراسات ومعهد فان لير وسيكوي من أجل تعزيز حضور ومكانة اللغة والثقافة العربيتين داخل الحيز الأكاديمي، وعن التطورات التي رافقت المشروع خلال الفترة السابقة، وأشار إلى التحديات التي تواجه اللغة والثقافة العربيتين في الحيز العام وفي الحيز الأكاديمي، وأكد عساقلة في مداخلته على أن مشروع تعزيز مكانة اللغة العربية يتطور بشكل ملفت للنظر وبحاجة إلى دعم مؤسساتي لضمان استمراريته بهدف تحويل الحيز الأكاديمي إلى حيز ثنائي اللغة، وفي نهاية مداخلته أشار عساقلة إلى سيرورات الضغط والمرافعة والنتائج التي حققها المشروع إلى الان.
ثم تحدثت السيدة ميسلون دلاشة، مركزة المشروع في معهد ڤان لير، عن تطور المشروع على الصعيد الأكاديمي وعن مدى نجاح المساقات الأكاديمية باللغة العربية وعن المؤتمرات العلمية باللغة العربية داخل الجامعات. وذكرت دلاشة أن المؤتمرات والمساقات لاقوا اهتمام أكاديمي وطلابي وإعلامي واسع ويجب العمل اكثر من أجل تذليل العوائق التي تقف بوجه اللغة العربية داخل الحيز الأكاديمي.
وفي نهاية المحور الأول تحدث الدكتور يوسف جبارين، رئيس مركز دراسات، عن تطور المشروع وعن نجاحه غير المتوقع والاهتمام الأكاديمي والاعلامي في المشروع. وأكد جبارين أن هنالك ضرورة إلى مأسسة هذا المنتدى الذي يضم مجموعة كبيرة من الأكاديميين والنشطاء في مؤسسات المجتمع المدني وتوسيع صفوفه عبر ضم شخصيات إضافية من أجل دفع المشروع إلى الأمام وضمان استمراريته داخل المؤسسات الأكاديمية وخلق حيز أكاديمي ثنائي اللغة يراعي خصوصية كل المجموعات الطلابية، واعتبر جبارين أن اللغة والثقافة العربيتين هو حق جماعي للفلسطينيين في إسرائيل ويجب التعبير عنه أولا من خلال الاعتراف بالحقوق الثقافية الطلاب العرب داخل مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية.
أما المحور الثاني للقاء فقد اشتمل على تقييمات ومداخلات من أعضاء المنتدى حول المشروع. تحدث البروفيسور محمد أمارة، الذي يقود المجموعة البحثية المرافقة للمشروع عن منطلقات البحث وأهدافه والمجالات التي سيعمل بها البحث وأكد أمارة على أن البحث يهدف إلى توصيف الواقع وفحص مواقف المحاضرين والطلاب من الاقليم الأكاديمي وايضا طرح توصيات عملية من اجل تحسن وضع اللغة والثقافة العربية داخل مؤسسات التعليم العالي.
وقدم البروفيسور يورام ميطال والدكتورة ليئات كوزما تقييمات عن المؤتمرات الأكاديمية باللغة العربية داخل الجامعات وأكدوا على أهمية تنظيم مثل هذه المؤتمرات وأهمية الاستمرارية بالمشروع، وقدم ميطال وكوزما بعض الاقتراحات من أجل تطوير العمل في هذا المجال. تجدر الإشارة إلى أن البروفيسور يورام ميطال والدكتورة ليئات كوزما قاموا بتطوير مبادرة المؤتمرات الأكاديمية في جامعة بئر السبع وفي الجامعة العبرية في القدس.
وقد تميزت اللقاء بمداخلات ونقاشات عديدة من قبل المشاركين، وساهم في طرح آرائهم ومقترحاتهم كل من: الكاتب والأديب سلمان ناطور، البروفيسور يهودا شنهاف، البروفيسور محمد أمارة، البروفيسور يورام ميطال، الدكتور يوني ماندل، الدكتور يوڤال يوناي، الدكتورة ليئات كوزما، السيدة ليزا ريخلين، السيدة خاسيا خومسكي- بورات، الباحثة ياعيل معيان، السيد اران زينر، الكاتب والصحفي مرزوق الحلبي، الدكتور يوسف جبارين، السيدة ميسلون دلاشة، السيد جابر عساقلة ومحمد خلايلة.
[email protected]
أضف تعليق