يكتب امير اورن في "هآرتس" انه لو كان يعمل في اسرائيل جهاز قانوني ملائم، لكان قد تم هذا الأسبوع، اتهام نتنياهو بالتحريض حسب المادة 144، في اعقاب دعوته المذعورة التي اطلقها في يوم الانتخابات: "سلطة اليمين في خطر، العرب يتحركون بكميات كبيرة الى صناديق الاقتراع. الجمعيات اليسارية تنقلهم بالباصات".

العنصرية في القانون هي "الاضطهاد والإذلال، الاهانة، اظهار الكراهية أو العداء أو العنف أو إثارة النعرات ضد الجمهور أو أجزاء من السكان، بسبب اللون أو الانتماء إلى عرق أو قومية اثنية". ويحدد القانون "ان من ينشر "بهدف التحريض على العنصرية، عقابه السجن خمس سنوات سواء سبب ما نشره العنصرية ام لا، وسواء كان محقا في ما نشره، ام لا". وليتفضل المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، ويشرح ما اذا كان اظهار العداء او النعرات من قبل نتنياهو يختلف عن تحريض تنظيم لهباه الذي يسعى للحفاظ على عدم تدنيس بنات اسرائيل من قبل ابناء اسماعيل.

نتنياهو هو بنتسي غوفشتاين، ولكنه يمتلك لغة انجليزية بلكنة امريكية كان يملكها مثله، حتى وان كانت أقل مصقولة، مواليد بروكلين مئير كهانا وباروخ غولدشتاين. اينشتاين ضد التحريض الذي يقوم به بنتسي ولكنه يؤيد تحريض بيبي.

في شخصية نتنياهو يلتقي مارشال مكلوهان وجوزف مكارثي. الباحث في الاعلام مكلوهان، كان سيتأثر من حالة نتنياهو. ميله الأساسي عقلاني، ونهجه مستمد من المنطق الذي يهدف الى اضافة نقاط للخط. ثقافته (الهندسة المعمارية، والإدارة) تقوم على جمع البيانات ومعالجتها. ولكن لأغراض سياسية، وهو يتوجه الى عواطف الجمهور الذي لا يرى علاقة ضرورية بين السبب والنتيجة، ويعلن أنه تحرر من ادمانه على الليكود لكنه عاد الى احتساء جرعة اخرى بالذات ضد اليسار والعرب.

اما السيناتور مكارثي، فقد سرب حقيقة واقعية، تهديد أمني سوفياتي بمساعدة الجواسيس (كثير منهم من اليهود) المحليين، بهدف وصم كل صديق لصديق آخر كما لو كان عميلا. في الواقع، هناك أعداء لإسرائيل، والكثير منهم من العرب، ولكن ليس كل العرب هم أعداء، واستغلال المواطنين لحقهم في التصويت، وليس مهما الى أي عرق ينتمون، لا يشكل تهديدا.

مكا-بيبي يرسم مثلثا – الخير (سلطة اليمين) يواجه الخطر بسبب الشر (العرب)، ومساعدهم (اليسار) – يشكل مخالفة للمادة 144. هذه ليست مشكلة داخلية فقط. اذا جرت الانتفاضة الشعبية او الصدام العسكري في الضفة، عرب اسرائيل الى نسخة أخرى من احداث اكتوبر (2000)، فان رواسب "العرب - في الحافلات – الخطر – على السلطة" سيشكل عيارا ناريا في السلاح السياسي لعباس واوباما. لن يصدق احد في العالم انه تم تفعيل الشرطة المهنية، المصابة بعمى الألوان، ضد مواطنين بهدف فرض النظام وفتح مسارات الطرق، في وقت تقف فيه واشنطن ورام الله وعواصم اوروبية ضد القدس، بسبب رفض نتنياهو التقدم نحو الاتجاه المتفق عيله حتى الآن، نحو الحل السياسي، ومن أين سيتوفر المال لوزير المالية كحلون، عندما سينهار الاعتماد المالي لإسرائيل امام التجميد الامريكي وعقوبات مجلس الأمن؟

لقد حظي نتنياهو، الأسبوع الماضي، بمرتبة الشرف المشكوك فيها في زاوية فحص الحقائق في "واشنطن بوست": بينوكيو مزدوج. فبفضل تنكره لتراجعه عن الموافقة على قيام الدولة الفلسطينية حصل على علامة اثنين من أصل أربعة على مقياس الأكاذيب - مضلل ومخادع. لقد خسر نتنياهو نهائيا، الرئيس اوباما خلال فترة العامين، تقريبا، المتبقية له. ولن يكون لدى الرئيس أي سبب لحمايته.

لأول مرة في تاريخ العلاقات لا يتواجد رئيس الوزراء فقط في مواجهة مباشرة مع الرئيس، وانما على حلبتين، الإيرانية والفلسطينية، وامام خطر رفع العقوبات عن إيران النووية، وفرضها على اسرائيل المتعنتة. الكابوس الذي يتحمل نتنياهو مسؤوليته الوحيدة والحصرية.

وكما في حكاية ضم ايهود باراك وحزب العمل الى حكومته في عام 2009، بادعاءات كاذبة حول التقدم السياسي، مصير البطل الذي يخاف من نفسه طلب الحصول على سترة واقية من الرصاص السياسي على شاكلة وزير الأمن يتسحاق هرتسوغ ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. لكن يمنع عليهما الوقوع في هذا الإغراء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]