منذ أكثر من عشرين عاما انضمت الدكتورة آمال بشارة المتخصصة في مختبر تصنيف الانسجة بمستشفى هداسا عين كارم "تخصص علم المناعة" الى سجل المتبرعين بنخاعهم الشوكي، وذلك من أجل انقاذ حياة آلاف المرضى الذين هم بحاجة له.

ومنذ عشرة أشهر بادرت الدكتورة بشارة بمبادرة فردية لإطلاق حملة الانضمام الى سجل المتبرعين العرب "مشروع زراعة النخاع العظمي"، والتي تهدف لتعريف الناس بالمشكلة وحاجة بعض الاشخاص لزراعة خلايا دم اساسية (نخاع عظمي) بشكل سريع لعدم وجود متبرع ملائم في العائلة.

والى ذلك قالت بشارة:"نستطيع انقاذ حياة أطفال وامهات وآباء بـ150 ملميترا من الدم، والعملية آمنة وسهلة، وخلال تعاملي مع المرضى في المستشفى أصبحوا جزءاً مني وخاصة الاطفال اعتبرهم اولادي، فأصبح البحث لهم عن العلاج السريع همي الاول فقمت بإطلاق الحملة، مضيفة:" ان الحملة بحاجة لوقت وجهد كبير وكل ذلك لا يهم فإنقاذ حياة الانسان هي الاساس ولا تحتاج سوى مبادرات فردية" .

وأكدت بشارة في لقاء خاص معها أن الفكرة من وراء حملتها في هذا المجال هي لتشجيع المواطنين العرب للانضمام الى السجل القومي العربي للمساعدة في انقاذ حياة المرضى، الذي وصل عددهم حاليا -وهم بحاجة ماسة وسريعة لعملية زراعة الى 36 شخصا، 22 منهم اصغر من 18 عاما، و9 بين (18-40) عاما، والباقي اكثر من 40 عاما.

موضحة أنه تم اطلاق حملات عديدة في الناصرة وقرى الجليل ورام الله، وفي عدة كليات، وجاءت الحملة بعد بحث لعدة سنوات.

وقالت بشارة انه ومن خلال البحوث التي أجرتها على 800 عائلة عربية (من القدس والضفة وغزة والداخل الفلسطيني)، وجد أن 40% من المرضى العرب ليس لديهم متبرع في العائلة، بحيث تم في المختبر البحث في شجرة العائلة عن متبرع مناسب.

وأوضحت الدكتورة بشارة ان نسبة التطابق في زراعة النخاع الشوكي هي 14 بين الاخوة بينما تصل الى 113 مليون من شخص خارج العائلة.

سجل المتبرعين..

وقالت الدكتورة بشارة أن هناك 13 مليون شخص مسجلون في سجل المتبرعين في العالم مستعدون للتبرع لأي انسان بغض النظر عن القومية والديانة والجنس، منهم نصف مليون يهودي، في حين نجد ان نسبة المتبرعين العرب تبلغ فقط 10% في السجل العالمي، والسبب في ذلك كما قالت الدكتورة:" اختلاف الصفات الوراثية بين العرب وابناء القوميات الاخرى من ناحية، وبسبب عدم وجود مسجلين عرب في السجلات المحلية والعالمية من ناحية أخرى، مشيرة الى أنه في الدول العربية لا يوجد هناك سجل، عدا دولة الامارات بـ 47 مسجلا فقط، علما ان هناك العديد من المرضى الذين ينتظرون العلاج.

الانضمام سهل وبسيط..

اما عن سبب عدم انضمام المواطنين للحملات فأوضحت الدكتورة بشارة ان الجميع يخاف من كلمة "النخاع العظمي"، لكنها طمأنتهم وشرحت لهم كيفية الانضمام لسجل المتبرعين بقولها :"في البداية يوقع المتبرع على استمارة بانه مستعد للانضمام للسجل، ثم يتم اخذ عينة من لعاب الشخص، وهذه مرحلة سهلة وبسيطة تتطلب مبادرة من الناس، ثم تجري الفحوصات على اللعاب ويتم ادخلالها بالسجل المحلي والعالمي".

وأضافت :"في حال مطابقة العينة لشخص مريض محليا او عالميا يتم أخذ الخلايا الاساسية من الشريان أو من الذراع "كفحص الدم العادي" بعد ان يتلقى المتبرع دواء يحفز على خروج الخلايا الاساسية من النخاع الى الشريان، علما ان الخلايا يتم تجديدها مباشرة".

مرضى ينتظرون الإنقاذ..

وأوضحت الدكتورة بشارة أن هناك مرضى ينتظرون متبرعا منذ سنوات، ونجاح عملية النخاع تعتمد على ايجاد المتبرع المناسب في الوقت المناسب، مضيفة أن هناك العديد من الطلبات تصل يوميا من خارج البلاد للتفتيش عن متبرع من جاليات عربية من جميع انحاء العالم.

وناشدت الدكتورة بشارة المجتمع التحرك العاجل والتسجيل في سجل المتبرعين المحلي لانقاذ حياة الناس، علما ان 90% من الاطفال المرضى يمكن انقاذهم، معبرة عن أسفها الشديد لوفاة عدد كبير من الاشخاص خلال السنوات الاخيرة لعدم توفر متبرع مناسب لهم وهو شيء مؤلم للغاية، وخلال العشرة أشهر الماضية ومنذ اطلاق الحملة تم جمع 3200 متبرع فقط.

وناشدت بشارة المؤسسات الداعمة والممولة بتقديم تبرعاتهم لضم المزيد من المسجلين لأن تكاليف الفحوصات التي يتم اجراؤها كبيرة فكل فحص يبلغ 50 دولارا.

يذكر أن الدكتورة بشارة انضمت الى سجل المتبرعين في العام 1987، وفي عام 2003 كانت هناك فتاة "23 عاما" تطابق دمها مع المتبرعة (الدكتورة بشارة) ومتبرع اخر من خارج البلاد وطوال فترة 3 شهور، وكانت على استعداد تام، لكن تم اخذ العينة من المبترع الآخر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]