عندما نشرت المصدر الاسبوع الماضي خبرا حمل عنوان (حقيقة ام شائعة )حول شبهات بوجود عصابة من الفتيات يقمن وحسب الشبهات ببيع طالبات انواع من المخدرات، كان قلمي مترددا وفكرت مرات عديدة بنشر مثل هذا الخبر وتذكرت احد الزملاء الذي رد على مقالي قبل ثلاثة اسابيع واتهمني بأني ابحث عن عناوين واخبار غير مسؤولة وكان واجبي ان اشكر المنتقد وصاحب الملاحظة ليس لشيءٍ بل من باب احترام مواقف الغير وبما اني اشحذ التشجيع من الغالبية الساحقة من القراء وهم في غالبيتهم في هذا البلد ينتظرون الكلمة الحرة التي لا تخاف إلا امام الخالق الواحد الاحد وصحيفتنا لا تخرج إلى النور صباح يوم الجمعة المقدس، التي تجمع اهل الخير في اماكن العبادة، الا من حروف المسؤولية العليا ورغم انني لا اخفي أننا جمهور الصحافيين نبحث احيانا عن العناوين الجريئة وندخل نوافذ الصحف الصفراء وهذه حقيقية ولا نعمل من انفسنا صديقين.
وفي العودة السريعة كي لا نستغرب ما يجري في مجتمعنا العام والخاص المحلي ولكي يكون خبرنا الاسبوع الماضي حول عصابات الفتيات قريبا من الواقع، فقد وصلنا بيانا للسلطة الوطنية لمكافحة المخدرات والكحول وعلى لسان منسقته في بلدية شفاعمرو، السيدة ميساء اسكندر شقّور وبعلم واطلاع مفتش السلطة ابن شفاعمرو وليد حداد، بعد ان كشف هؤلاء الاخوة اسلوبا جديدا لترويج مخدرات الاكشاك وبعنوان (مستر نايس غاي) لافتة علقت على دوار حي البركة وقد وضعت اللافتات على أعمدة الإضاءة كي يشاهدها الجميع في الليل والنهار ووضع اصحاب الاعلان رقم الهاتف الخليوي ليسهل ايصال المخدرات الى بيت الزبون وما شاء الله، العمل كان يجري على قدم وساق "والّي استحوا ماتوا" وتم ازالة اللافتات بعد تقديم شكوى للشرطة،فبعد ان كان تدخين السجائر في الماضي بالسّر عند البعض، فقد وصلنا الى زمن تُعلّق لافتات على أعمدة الإضاءة (عشنا وشُفنا) وسنرى اكثر من ذلك في زمن الردة والله يرحمنا برحمتو والسلام عليكم بني وطني.منسقة مكافحة المخدرات والكحول في بلدية شفاعمرو عملت واجبها، مشكورة، تاركة اسئلة قصيرة اين مشروع "مدينة بلا عنف"؟!...أين وحدات الشبيبة والتطوع؟! اين سرايا الكشاف؟! لماذا لا تقام حملة واسبوعا لتوعية شبابنا وفتياتنا؟! شاهدت قبل اسبوع حملة لابناء الشبيبة في أحد القبور وهي خطوة ممتازة ومشجعة، لكن يجب أن نقولها بصراحة وجرأة أدبية : ألا يستحق ابناءنا الاحياء وشبّابنا الواعدين، الذين ما زالوا يبحثون عن مستقبلهم، حملة توعية! وهل ازالة الشوك عن القبور افضل من ازالة الشوك من دروب الأجيال الصاعدة.؟! ألا يستطيع موظف في قسم الصحة القيام بهذا العمل ؟!.
حان الوقت أن نعرف أن في بلدنا هناك من يتربص بأولادنا ويعتبرهم محمية طبيعية، يستطيع أن يحقق فيها احلامه المؤقتة , وسلطة مكافحة المخدرات والكحول، تعلن عن خط هاتفي دافئ على مدار الساعة، ونحن نقول أن المحمية هي بيوتنا التي تربي أبناءنا تربية صالحة.
[email protected]
أضف تعليق