يحل يوم الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، وفي القلوب عزم وغصّة. عزم على مواصلة النضال لنيل الحقوق ولتحقيق المساواة. وغصّة من الواقع الذي تعيشه النساء في مجتمعنا وسائر دول العالم.
ومهما يكن من أمر، فأن هذا اليوم يشكل مناسبة لوقفة مميزة، يتشارك فيها الرجل والمرأة، للإشادة بالمكاسب والإنجازات في مسيرة كفاحات المرأة ولمزيد من تضافر الجهود في هذا المضمار.
وفي هذا اليوم، تنظر المرأة الفلسطينية داخل الخط الأخضر، إلى الواقع الذي تواجه فيه تمييزًا مزدوجًا مضاعفًا، لكونها امرأة منقوصة الحقوق في مجتمع ما زال يكرس القمع والتهميش في كثير من الحالات، ولكونها امرأة وعربية في دولة تمارس حكومتها سياسات التمييز القومي العنصري والجندري ايضًا ليقمعها مرتين.
وفي هذا اليوم ايضًا، ننظر بعطف وقلق، إلى الأخوات الفلسطينيات الرازحات ايضًا تحت قمع مضاعف أشد، يفرضه الاحتلال الغاشم والمجتمع القابض على الخناق، فتتسع دائرة الاضطهاد لتشمل الأسيرات وزوجات وأمهات وشقيقات الشهداء والأسرى والجرحى والمطاردين.
وعلى مشارف انتخابات الكنيست المقبلة، يحدونا الأمل في تعزيز وتصاعد الحضور النسائي، جهدًا وتمثيلاً، مع تشديدنا على ضرورة توسيع هذا الحضور، ودعما للمرشحات القادرات حتمًا على دفع مسيرة المجتمع نحو مساواة وإنصاف المرأة، رغم كل الصعاب.
وتتجه الأنظار بفزع وهلع إلى أقطار الوطن العربي الكبير من حولنا، الذي يتعرض لأكثر من ذي قبل لمزيد من القمع وانتهاك الحريات والحرمات والحقوق والعبودية، وخاصة ما يتعلق بالمرأة، وهي الضحية الأولى للفكر الداعشي الاصولي التكفيري المدمر الذي لا يستثني أحدًا.
فوارق وفجوات مقلقة
ولعل آخر المعطيات الصادرة عن دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل تسلط الضوء على الفوارق والفجوات في مستويات الوظائف والأجور بين الرجال والنساء، مما يحتم استنفار الهمم لمزيد من النضال من أجل المساواة.
ويظهر من المعطيات أن متوسط أجور النساء الشهرية وصل إلى 7،280 شاقلا فيما وصل متوسط أجور الرجال 10،683 شاقلا. وذكرت المعطيات ايضًا على أن نسبة مشاركة النساء من جيل 15 في العمل تصل لنحو 59.2% فقط، مقابل 69.5% لدى الرجال.
إلى ذلك، ذكرت معطيات مركز الإحصاء المركزي في إسرائيل أن نسبة الأمهات المتزوجات المشاركات في قوة العمل قد وصلت إلى 74.6% في أوساط الأمهات مع طفل واحد و78.6% في أوساط الأمهات مع ولدين اثنين و60.2% في أوساط الأمهات مع 4 أطفال وما فوق.
ووصل عدد العاملات اللواتي يحصلن على مرتبات شهرية من خلال شركات القوى العاملة نحو 21،300 امرأة فيما وصل عدد الرجال الذين يحصلون على أجورهم من شركات القوى العاملة لنحو 21،200 رجلا.
وعمل في مجال الهايتك في إسرائيل أكثر من مئة ألف امرأة إسرائيلية عام 2014، مقابل 182 ألف رجل. وتشكل النساء في مجال الهايتك ما نسبته 35.5% من مجموع العاملين في مجال الهايتك في إسرائيل.
ويظهر من معطيات مركز الإحصاء المركزي في إسرائيل ايضًا أن نسبة النساء اللواتي يعملن بشهادات أكاديمية 57.8%. فيما وصلت نسبة المديرات في سوق العمل الإسرائيلي من مجمل المدراء في البلاد لنحو 32.8%. ووصلت نسبة الرجال المدراء في سوق العمل في البلاد إلى 67.2%. وبحسب المعطيات فإن 32% من النساء في إسرائيل يعملن في وظائف تقليدية مثل المساعدات في مجال الخدمات الطبية، مساعدات للبيوت، بائعات في محلات البيع والمحلات التجارية، سكرتيرات، مديرات حسابات، حاضنات، معلمات في المدارس الابتدائية، معلمات في جيل الطفولة المبكرة.
[email protected]
أضف تعليق