تنفضح حقيقة أحزاب اليسار الصهيوني من " العمل " حتى " ميرتس " بالنظر لما تفعله أيادي هؤلاء لا سماع ما تقول ألسنهم أو الانبهار بابتسامة معسولة وراؤها رأس ماكر وعقل استعلائي متعجرف. لا تكتفي الأحزاب الصهيونية بتفريغ مواطنتنا وإلقاء الفتات نحونا ونحن أصحاب الوطن ومواليده الأصليون .. فهي التي استباحت دماء المواطنين العرب أيضا ... قتلت، يتمت ورملّت العشرات مرة تلو المرة وتاليا بعض فصول سجله الأحمر. حاولت حكومة حزب " العمل " في 1956 استكمال نكبة 1948 فارتكبت مذبحة كفرقاسم قتلت وأصابت العشرات من الشيوخ والنساء والأطفال بهدف ترهيب الباقين في الوطن وترحيلهم. عادت حكومة " العمل " في مثل هذا الشهر عام 1976 لتقتل ستة من أبنائنا في يوم الأرض الأول في سخنين وكفركنا والطيبة وعرابة.
سجل أحمر
وتجلى غدر حزب " العمل " الذي " كافأ " المواطنين العرب بالتصويت له في 1999 حينما فتح بالنار بالعام التالي وقتل 13 شابا وأصاب العشرات بالرصاص الحيّ والمجرمون المرسلون من قبل إيهود براك وشلومو بن عامي ما زالوا طلقاء. وما لبث أن قاد وزير الحرب العمالي بنيامين بن العازر حرب " الجدار الواقي " في 2002 لـ " يفتح " مخيم جنين وتدمير بيوته فوق رؤوس ساكنيها وتبعه إيهود براك بذلك في " الرصاص المصبوب" على لرؤوس أهلنا في غزة.
الغزاة الطغاة
فماذا عسى المنتسبون والمصوتون للمعسكر الصهيوني أن يجيبوا على سؤال ابن أو حفيد لهم : كيف تنتسب إلى من صادر الأرض وقتل من هب للدفاع عنها ؟
هل يتمكن هؤلاء من التغرير بالمواطن العربي بالكلام المعسول وبوعود بوقف هدم قرى النقب ووقف الاستيطان بعدما أشبعونا من ظلم الغزاة وعسف الطغاة.
هل يقدر من يتمسك بكرامته الإنسانية والوطنية أن يشارك بمنح جائزة لمن كان ولا يزال يدوس حقوقنا المدنية ويعاملنا كالهنود الحمر؟ كيف يقوى من يحترم نفسه ويصغي لضميره أن يقدم شهادة شكر لحزب من قتل أسيل ومحمد ومحسن ورفاقهم ؟ ولنا أن ندعوهم بل نتحداهم إلى التحديق للحظة واحدة بعيون أمهات الشهداء التي لا زالت تقطر حسرة ودما على قتل زهراتهن دون حق.
مهندسة الدولة اليهودية
كما كان ما زال " العمل " يأتي العرب من طرف اللسان حلاوة ليخفي استعلائية " تعايش الراكب والمركوب " وأطماع بوعود كاذبة بأن منحه الصوت يعني التأثير الفعلي. لا هدف للمعسكر الصهيوني و" ميرتس" سوى إدارة الصراع على طرفي الخط الأخضر لا تسويته .. فيعتمدا شعار " صوتي للسلام والمساواة ". تغيرت وجوه المعسكر الصهيوني وانضمت له مهندسة " الدولة اليهودية " تسيبي ليفني لكن الأكاذيب على حالها محاولا بيع بضاعته الفاسدة بمساعدة مخاتير جدد فهل نلدغ مجددا من جحر ه مجددا ؟ وكم مرة يجربّ المجرّب ؟
بنهاية المطاف لن يحك جلدنا سوى ظفرنا .. و " المشتركة " تبقى هي البديل لونها من لوننا وطينتها من طينتنا.. نجاحها نجاحنا.. فلنعطها ونعطي أنفسنا الفرصة لتكون قوة ثالثة.. وتفتح بذلك أفقا سياسيا جديدا.. في البرلمان والميدان ولا ننسى أن فشل هذه التجربة سيعود وبالا علينا جميعا.. وللحديث عن أهمية ذلك تتمة.
[email protected]
أضف تعليق