يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" انه بعد اقل من شهر على قيام إسرائيل باحباط محاولة حزب الله لترسيخ سيطرته على الجولان، بدأ رجاله هجوما على قوات المتمردين في الهضبة السورية، والذي يمكنه ان يخضع لسيطرته كل الجانب السوري من الهضبة. وقد تمكنت قوات حزب الله وقوات النظام السوري حتى الآن، من استعادة السيطرة على عدة بلدات وقرى، وخاصة على عدة تلال استراتيجية تشرف على الحدود الاسرائيلية – السورية، وعلى طريق دمشق – درعا.
هذا النجاح لا يعني حدوث تغيير اساسي في الحرب السورية. فلا احد من الاطراف، لا النظام السوري ولا المتمردين، يمكنه حسم المعركة وهزم الخصم. كلاهما ضعيف جدا، نازف ولا يملك القدرة على تحقيق الانتصار الحاسم على العدو. وفي هذه الاثناء يسفك احدهما دم الآخر. ان من يدفع الثمن هم سكان سوريا، او من بقي منهم في بيته وارضه.
بشار يعتمد في الأساس على ابناء الطائفة العلوية، ويجرد قاع البرميل السوري في جهوده لتجنيد المحاربين الى جانبه. وقيام حزب الله بارسال عدة الاف من المحاربين المدربين يساعده على صد خصمه وحسم المعركة في هذا المكان او ذاك، ولكن ذلك لا يكفي لحسم المعركة.
رغم ذلك فان الحرب على الجولان تنطوي على اهمية بالغة بالنسبة للمتمردين وبشار وحلفائه في حزب الله، وايضا بالنسبة لإسرائيل. في الصيف احكم المتمردون السيطرة على معظم مرتفعات الجولان وطردوا قوات النظام وأنصاره من معظم التلال المشرفة على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وبالمناسبة أيضا على الأرض السورية. وقد تسبب هذا بالقلق لإسرائيل لأن هؤلاء المتمردين، الذين يرتبط غالبيتهم مع الحركات الإسلامية المتطرفة، مثل جبهة النصرة، يعملون أيضا ضدنا، وهو ما لم يحدث في هذه الأثناء. سيطرة المتمردين على الحدود الاسرائيلية-السورية قربتهم من دمشق ووجهت تهديدا كبيرا للعاصمة السورية، ما جعل حزب الله يسارع الى مساعدة النظام، وكما فعل في شمال وغرب سوريا (مدينة القصير في ايار 2013 والقلمون في ربيع 2014) ارسل قواته لطرد المتمردين من مواقعهم في مرتفعات الجولان السورية، على الطريق بين دمشق ودرعا، على اطراف العاصمة السورية.
ان حقيقة اقتناع سوريا بأن إسرائيل والأردن تقفان وراء المتمردين، وأن كلاهما تعملان على اقامة حزام امني على الحدود مع سوريا، عزز دافع دمشق وبيروت على اطلاق العملية. يمكن جدا لنظام بشار الاسد العودة للسيطرة على الحدود الإسرائيلية السورية بفضل المساعدة التي يقدمها حزب الله للجيش السوري. ولكن كما حدث في السنوات الأربع الماضية، فان هذا الإنجاز او ذاك للنظام السوري أو المتمردين لا يعني نهاية المعركة على سوريا أو حسمها.
ليس هناك أي سبب واضح يجعل اسرائيل تشعر بالقلق إذا عاد بشار الى معبر القنيطرة. فعلى مر السنين، كان حريصا على الحفاظ على السلام على طول الحدود. ولكن الصوت صوت بشار والأيدي ايدي نصر الله. بشار يتعلق اليوم بإيران وحزب الله، ويمكن الافتراض انه اذا عاد الجيش السوري إلى الحدود، فإن قرار الحفاظ على الهدوء على طولها سيكون بأيدي نصر الله بشكل لا يقل عن الأسد.
[email protected]
أضف تعليق