عيد الحب أو عيد العشاق أو "يوم القديس فالنتينو" مناسبة يحتفل بها كثير من الناس في بعض أنحاء العالم والذي يصادف اليوم ، وتحتفل به بعض دول العالم ولو بصورة رمزية وغير رسمية، ويعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم. هذا العيد في الواقع دخيل على المجتمعات الإسلامية ولأجل ذلك كان من المهم أن يعرف الشباب والفتيات وعموم الناس حقيقة هذا العيد ، وهل من يشارك بالاحتفال به عن عقيدة أم عن فراغ وجهل أو ماذا ؟عن هذا الموضوع والتباين لدى المشايخ بجواز الاحتفال به ام تحريمه كان لمراسلنا هذا الحديث مع بعض المشايخ.
ما بني على باطل فهو باطل
وقال الشيخ محمد زهرة امام وخطيب مسجد اللبابيدي في عكا:هذا العيد محرم شرعا،لان اسلامنا العظيم اجاز لنا عيدين وهما الاضحى والفطر لا غير، وهذا العيد بني على باطل وعلى علاقات غير شرعية ، ونسبة عالية جدا ممن يحتفلون بهذا العيد هم لا علاقة شرعية بينهم اللهم الا صداقة وزمالة، وبالتالي فما بني على باطل فهو باطل، واسلامنا العظيم شرع لنا اسس قوية لبناء العلاقات وبينها في كتابنا العظيم وتبدأ من خلال خطبة وتنتهي بزواج مقدس ومبارك.
مراسلنا مقاطعا لكن صاحب هذا العيد هو قديس فقال زهرة: القديس ليس مصدر لنا وللمسلمين عامة، فللمسلمون دينهم وعاداتهم وتقاليدهم واحكامهم الشرعية، ومن يحتفل بهذا العيد يجلب لنفسه الاثم الكبير من الله تعالى والمشاركة بهذا العيد هو اثم عظيم، وقال احد الشعراء في ذلك "نظرة فابتسامة، فسلام فكلام، فموعد ولقاء"، وهذه الاعياد درب من دروب الشيطان وعلينا تجنبها.
الاحتفال بالعيد مكروه وليس حراما
اما الشيخ محمد كيوان ابو علي رئيس الأئمة وامام مسجد ابو بكر الصديق في مجد الكروم فقال: كل يوم ينتجون لنا عيد جديد.
وقال ابو علي ساخرا: عيد الجلاء وعيد الوفاء وعيد البلاء وعيد شم النسيم وعيد الحب، فالنبي محمد عليه الصلاة والسلام قال"ان الله استبدلكم بيومين، يوم الاضحى ويوم الفطر،هذه اعياد المسلمين،و هناك ذكريات في الاسلام كذكرى الاسراء والمعراج وذكرى بدر وغيرها فهي ذكريات يحيي بها المسلم تاريخ امجاده، اما عيد الحب ونسبته الى القديس فالنتينو وهذا الفالنتاين كان راهبا وعاشقا وقد منع الملك الفرنسي في حينه الزواج من اجل اعداد جيش قوي وقتل هذا الراهب لمعارضته امر الملك.
وتابع كيوان: وقال الله "قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، فديننا دين محبة ودين عشق الهي، ومن يريد الاحتفال بهذا العيد فهذا شأنه، ومن يحتفل بهذا العيد لا يعتبر اثما او حراما لكن الفعل مكروه، فلا يمكن تحريم ما لم يحرم الله في كتابه العزيز.
المشايخ لم يتناولوا قضية الحب حق تناولها
وكان الشيخ نور اليقين بدران امام مسجد النور في البعنة قد قال لمراسلنا في وقت سابق: لي رأي مغاير عن غالبية المشايخ في هذا الموضوع ، فأكثرية المشايخ يعتقدون ان عيد الحب (فالنتين) الذي يصادف اليوم هو مجرد بدعة ولا يجوز التعامل بها في مجتمعنا الاسلامي، بل غالبيتهم ينكرون هذا الامر والبعض يعتبره انحرافا عن تعاليم الاسلام .
وتابع بدران: لا ادعي انني استقل بهذا الرأي لوحدي، لكن ربما يكون هذا الرأي مغايرا للعديد من اراء المشايخ ورجال الدين فغالبيتهم ينكرون مثل هذه الفعاليات وهذه الاعياد وخاصة في مثل هذا اليوم من عيد الحب او كما يدعى "فالنتاين"، فأنا اقول ان كل قيمة ينتج عنها امر ايجابي فلا بأس بها، والاسلام لم يحارب الحب، ولم يعطل العاطفة، وحتى رسولنا الاكرم مر بهذه التجربة، تجربة الحب مع خديجة قبل زواجه منها وبعد الزواج احبها اكثر وأكرمها في مماتها كما اكرمها في حياتها، فمن هذا المنطلق اقول ان الامر جيد ولا باس فيه.
وأسهب بدران:هذه القضية ليست القضية الاولى او الاخيرة التي تطرأ على مجتمعنا، وهناك قضايا كثيرة طرأت علينا في مرحلة التطور التكنولوجي وتعاطينا معها، واتسائل لماذا لا يقف الناس على قضية الفيسبوك والانترنيت، ولماذا حولوا قضية الفيس الى مجال العلم والتطور العلمي، فبنفس الفهم لهذه الجزئية التي اخذوها بايجابيتها (الفيس)، لذلك علينا ان ناخذ عيد الحب بايجابيته وان نتناوله حق تناوله، وعيد الحب هو انتصار للعاطفة بشكل ايجابي ونترجم ذلك من خلال حب الام لابنتها وحب الخطيب لخطيبته، ولا حرج ان عبر الاعزب عن عاطفته وعن ما في قلبه لمن يحب!
[email protected]
أضف تعليق