حسمتْ محكمة العدل العليا " قضية مبدئية" تتعلق بالحكم الواجب إصداره بحق سائقة تسببت في حادث طرق أدى إلى موت جنين بعد ساعتين من إخراجه ( بعملية قيصرية) من رحم والدته التي تعرّضت لحادث طرق.
فبموجب القانون الإسرائيلي، طالما أن الجنين كائن في رحم أمه، فهو لا يُعتبر " إنسانًا"، ولذا لا يجوز إدانة أحد بقتله أو بالتسبب بموته.
وكانت محكمة العدل العليا قد أصدرت حكمًا في قضية من هذا النوع، ينص على أنه في حال موت الجنين وهو في رحم أمه، فإن الأمر لا يتعلق بجريمة قتل غير متعمدة، أو بالتسبب بالموت- لكن إذا كان الجنين قد أخرج من رحم أمه حيًا ومات بعد ذلك بفترة وجيزة، فيمكن النظر إليه واعتباره كإنسان.
حادث تصادُم
وعلى ضوء ما تقدّم، قررت محكمة السير بالقدس إدانة سيدة تدعى " طال بن سيمون" (35 عامًا) بالتسبب بموت الذي أخرج من رحم سيدة تدعى " عليزا فيشر".
وفي التفاصيل أنه عندما كانت " طال بن سيمون"، وهي مهندسة وأم لثلاثة أولاد، تقود سيارتها في أحد أيام شهر يناير كانون الثاني من العام 2013 على الطريق الموصل بين القدس وموشاف ( بلدة) بارغيورا، تجاوزت بشكل مفاجئ الخط الأبيض الفاصل بين مسارين، فاصطدمت سيارتها وجهًا بوجه بسيارة كان يستقلها الزوجان نتنئيل وعليزا فيشر، وأولادهما الثلاثة، الذين أصيبوا بجراح طفيفة، فيما نقلت الوالدة التي كانت في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل إلى المستشفى، فتبين أن جنينها في ضائقة، واضطر الأطباء إلى إخراجه بعملية قيصرية، لكنه لفظ أنفاسه بعد ساعتين.
صدق النوايا...
وفي المحكمة أدينت السيدة " بن سيمون" بالتسبب بموت المولود، بسبب الإهمال، واكتفى القاضي بإنزال عقوبة خفيفة بحقها، بالحكم عليها بالعمل لمدة شهر " للصالح العام" ( في خدمة الجمهور) وبحسب رخصتها لمدة سنتين، مستجيبًا لطلب المحامي الذي رافع عن السيدة بن سيمون، بأن تتبنى المحكمة توصيات " الدائرة السلوكية" بتخفيف العقوبة، بينما طالبت النيابة بالحكم على السيدة بالعمل للصالح العام مدة خمسة شهور، وبسحب رخصتها لمدة ست سنوات.
وقد تبنى القاضي " نائل مهنا" موقف الدفاع، مقتنعًا بأن سيارة المتهمة قد انحرفت عن مسارها بسبب رطوبة الشارع، وليس بسبب إهمالها. كما انه أخذ بعين الاعتبار لو سجل وملفات السائقة المتهمة من أية مخالفة " جدية"، ولفت كذلك إلى العلاقة الطيبة التي نشأت بين السيدتين " بن سيمون و " فيشر" بعد وقوع الحادث، مشدّدًا على أن الزوجين " فيشر" كتبا للمحكمة تصريحًا بأنهما مقتنعان بأن المتهمة قد بذلت أقصى الجهد للحيلولة دون وقوع الحادث!
[email protected]
أضف تعليق