نُظم بالتعاون مع معهد فان لير في القدس وجمعية سيكوي ومركز دراسات للحقوق والسياسات تحت عنوان "رياح التغيير في الشرق الأوسط" عقد هذا الأسبوع في مركز هرتسوغ لدراسة الشرق الاوسط والدبلوماسية في جامعة بن غوريون، مؤتمرا مستخدما لأول مرة اللغة العربية. لقد تناول المؤتمر التحولات الطارئة على الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة وطريقة قراءتهن في المجتمع الفلسطيني والاسرائيلي، ويهدف انعقاد المؤتمر في اللغة العربية تعزيز مكانتها في الحيّزان الاكاديمي والعام في اسرائيل كلغة بحث ونقاش.
يأتي هذا المؤتمر، كجزء من مشروع خاص يهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في الحيز الأكاديمي، بمبادرة ومشاركة معهد "فان لير" في القدس وجمعية "سيكوي" لدعم المساواة المدنية، ومركز "دراسات" المركز العربي للحقوق والسياسات، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
افتتح المؤتمر بكلمات ترحيب من البروفيسور يورام ميتال، رئيس معهد "حاييم هيرتسوغ"، لدراسة الشرق الاوسط والدبلوماسية في جامعة بن غوريون، الذي أكد على أهمية المحافظة على اللغة العربية في اسرائيل.
سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل
اما سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، لارس فابورغ اندرسن فقال : "شاهدنا مؤخرا محاولات للحد من مكانة اللغة العربية كلغة رسمية. 20 % من مواطني دولة اسرائيل يتحدثون اللغة العربية وهي جزء لا يتجزأ من هويتهم، ويتوجب تحويل اللغة العربية الى لغة حاضرة مثل اللغة العبرية والانجليزية في الحيز الاكاديمي في إسرائيل". وأضاف السفير اندرسن ان :"الاتحاد الأوروبي دعم وسيدعم مثل هذه المؤتمرات والفعاليات لتعزيز اللغة العربية ولتعزيز التعاون العربي اليهودي في اسرائيل".
اما الدكتور يوني مندل، المدير المشارك في المشروع، فقال في كلمته :"للأسف الشديد اللغة العربية مغيبة بالرغم من انها لغة رسمية في البلاد، وانه حدث هام جدا وهو جزء من مشروع مميز في هذا المجال"، اما ميسلون دلاشة، المديرة المشاركة في المشروع، كباحثة في المجال الاكاديمي :"فاني لأول مرة اقف من على منبر اكاديمي وأتحدث رسميا باللغة العربية وهذا امر لم يكن مفهوما ضمنا في الأكاديمية الاسرائيلية".
الجلسة الاولى للمؤتمر عقدت تحت عنوان "أصداء الثورة في الانتاج الثقافي والإعلامي والأدبي"، حيث ترأستها الدكتورة سراب ابو ربيعة - قويدر، وشارك بها الدكتور مروان ابو غزالة محاجنة، وهو باحث زائر في جامعة بن غوريون، حيث تحدث عن المشهد اللغوي في ميدان التحرير خلال ثورة 25 من يناير، وقال الدكتور ابو غزالة: "عندما يقوم الشعب ببناء المشهد اللغوي من أسفل إلى أعلى يكون وقعه أقوى من ان تقوم الدولة ببناء المشهد اللغوي من أعلى إلى أسفل".
وخلال الثورة في مصر كانت هناك شعارات ويافطات وبطاقات وكتابات مختلفة ومميزة وبعدة لغات أي أن المشهد اللغوي كان متعدد اللغات وعلى مواقع وأماكن عديدة حتى على اجساد المتظاهرين". وشارك في الجلسة أيضا الصحافي قاسم خطيب الذي تحدث عن تأثير المحطات الفضائية على الشعوب العربية والدور الوظيفي للمحطات المختلفة خلال الثورات وكيفية تغطية وتأطير الأحداث المختلفة بما يتلاءم مع الأجندات السياسية لمالك القناة.
اما الجلسة الثانية للمؤتمر فكانت تحت عنوان "قراءة الثورة في المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي حيث ترأسها الدكتور اون براك، من قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب وشارك بها الدكتور عساف دافيد، من قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية ومنتدى التفكير الاقليمي والدكتور يسري خيزران، من الجامعة المفتوحة ومعهد ترومان للأبحاث وخدمة السلام في الجامعة العبرية.
وفي نهاية المؤتمر القى الأديب والكاتب المسرحي سلمان ناطور، محاضرة قيمة عن "الرؤية الأدبية للثروات في العالم العربي" وقال ناطور: "المؤتمر يتميز بأمرين هامين: أولا لأنه يعقد باللغة العربية، وثانيا هنا في هذا المكان الصحراوي يجري الحديث عن الثورات في العالم العربي، مع أنني اسميه حاليًا الخريف العربي لأن الاستعمار خلف لنا دكتاتوريات عربية". هذا واختتم المحاضرة والمؤتمر بقوله: "ان الثورة مستمرة".
[email protected]
أضف تعليق