يكتب عوزي برعام في "هآرتس" ان نتنياهو سيذهب الى واشنطن لإلقاء خطاب ونيل التصفيق ومصافحة دافيد براط، احد المتطرفين في مجموعة "حفل الشاي" الجمهوري، واحتضان رون بول الذي يتطلع الى الرئاسة، والتحدث باسم الاسرائيليين عن امريكا الصديقة التي تحب اسرائيل وبشكل خاص مكمل طريقها في اسرائيل الرجعي اليميني بنيامين نتنياهو.
ويضيف ان نتنياهو يعرف اكثر من غيره المخاطر التي يتحملها. ففي الانتخابات الاعتيادية التي يبدو فيها توازن القوى واضحا، ما كان سيتجرأ على احراج رئيس الولايات المتحدة وتوريط نفسه مع غالبية الشباب اليهودي هناك، وما كان سيفكر بطرح نفسه كعدو معلن للإعلام الليبرالي في خطوة تنطوي على تصريح امتنع عنه دائما. ولا مفر من الاستنتاج بأن شخصا يائسا سيسافر الى واشنطن. وقد القى بمهمة انتاج العرض على السفير رون دريمر، الذي يعتبر اكثر شخصية لا تأخذها واشنطن في الاعتبار، فيما القى مهمة الاخراج على مجموعة "حفل الشاي" الكريهة.
لقد ادرك نتنياهو ان لا شيء ساعده على الانتعاش الانتخابي، لا رحلته الى فرنسا، ولا اغتيال الجنرال الايراني ولا الاتهام المبالغ فيه، حسب الجهات الامنية، لمحمود عباس بعد العمليات الارهابية. ولم تساعده السخرية من "بوجي وتسيفي"، ولا تمنحه كل المقالات الصحفية ضريبة مضافة، فجاءت فكرة الأداء الموهوب ضد موقف الرئيس الامريكي اوباما والمراهنة على حزب اشكالي في الوقت الذي تبدو فيه مرشحة الديموقراطيين هيلاري كلينتون السباقة في المنافسة على الرئاسة.
ويمكن لنتنياهو استخدام سلاح التحريض والقذف ضد منافسيه في اسرائيل، لكنه لا يوجد في اسرائيل، لا بين مؤيدي نتنياهو ولا بين غير المبالين ولا المعارضين بشدة، من لا يفهم ان رحلة نتنياهو، بدعوة من الجمهوري ومجموعة الشاي، ليست الا دعاية انتخابية. فهو يبحث عن صورة جماعية مع اعضاء الكونغرس ورفاقه في مجموعة الشاي، كي يلمح الى جمهور الناخبين هنا بأنه الشخص المناسب ولا احد غيره.
ويرى برعام انه لا يمكن تجاهل الزيارة او صدها بادعاء الدعاية الانتخابية، ولكن بعد عودته يجب شجبه على استهتاره بالرئيس الامريكي الذي يوفر له الفيتو ويمد له يده في الصراع ضد المحكمة الدولية في لاهاي. واذا ادرك المواطنون مدى الضرر الذي يسببه استغلال الكونغرس الامريكي لأغراض انتخابية، والى أي حد يمكن لرئيس الحكومة المضي لضمان بقائه، فان هذا العرض لن يغير الصورة. وهذه اللعبة ستفشل.
[email protected]
أضف تعليق