خلال العدوان والحرب وعقب كل جريمة ترتكبها أذرع المؤسسة الإسرائيلية ضد المواطنين العرب بالداخل الفلسطيني، تبزغ براثين العنصرية وتنتشر في الشارع، والمراكز التجارية والعمومية، بل وتتصاعد ويتعدد أبطالها، من مواطنين متطرفين وموظفين ناقمين وشرطيين مدافعين ومتسترين على فضائح وجرائم جهاز الشرطة الإسرائيلية، يوجههم دافع الانتقام، حيث يواصلون نهج القمع والعنف والعنجهية ضد المواطن العربي بهدف حصاره وتدجينه بالقوة والترهيب.
أمس هاتفتني الشابة الصيدلانية، ذكريات عماش من قرية جسر الزرقاء، وسردت لي تعرضها لحادث اعتداء عنصري من قبل شرطي، ساعة تواجدها في مدينة الخضيرة، عندما استوقفها الشرطي في أحد الشوارع مدعيا أنها ارتكبت مخالفة سير، ولكنه لم يبرر ويشرح ما هي المخالفة والتجاوز القانوني رغم إصرار الشابة على عدم ارتكابها أي مخالفة تذكر.. (استوقفها لمجرد كونها عربية، فهي تلبس منديلا على رأسها وبرفقتها قريبتها).
في بادئ الأمر سألها وبعد طلب شهادات السيارة ورخصة القيادة، لماذا لا تضعين نظارات؟ فأجابته أنها تضع عدسات بصرية، فضحك مستهزءا وقال: طبعا وكيف سترين؟! ولم يبلغ الشابة سبب توقيفها وادعى عدة أمور لا أساس لها.. وفي خضم النقاش، وخاصة بعد تلبكه وعدم منحه تفسير مقنع للشابة التي سألته أكثر من مرة ما سبب التوقيف، وتجاهل توجهها بل واستهتر واستهزأ بها وتكلم معها بوقاحة مستخدمًا كلمات جارحة وقذرة ومهينة بحقها، لجأ للعنف الكلامي ونعت الشابة بكلمات نابية، محررًا لها مخالفة بقيمة 500 شيكل، بادعاء عدم توقفها قبل ممر عبور المشاة.
وحينما قالت له: تغرمني على شيء لم ارتكبه في حين أن هنالك عشرات المخالفين والمجرمين الذين يرتكبون خطايا طلقاء دونما عقاب! أجابها: المخالفون الذين تتحدثين عنهم، وخاصة العرب، نقتلهم... فثارت الشابة مستنكرة أقواله العنصرية، إلا أنه تجاهلها وركب سيارته برفقة شرطية، وعندما سألته مجددا لماذا تتحدث إلي بهذه الطريقة؟ أجابها: انصرفي من هنا يا كلبة.. الشابة شعرت بإهانة ولم ولن يهدأ لها بال، وخلال حديثي معها أكدت أنها ستقدم شكوى ودعوى قضائية ضد الشرطي وتفضح عنصرية وعنف الشرطة تجاه العرب ومعنية بنشر الحادثة بالإعلام... فساهموا في نشر الحادثة العنصرية المقيتة.
عنصرية مؤسساتية تجري في العروق..
#نتصدى_للعنصرية_والعنصريين
[email protected]
أضف تعليق