أغلقنا الدكاكين والمطاعم والبنوك وطلابنا عطلوا دراستهم وأقفلت المدارس ،وعمالنا ذهبوا إلى أعمالهم ومنهم من لم يذهب إلى أعماله .
وغدا تعود الحياة كما كانت بالأمس ،كما كانت طوال العام ، شرطة قامعه وحكومة فاشية وسلب أراضي وتمييز وفاشية وتعامل مع العرب في البلاد كأعداء وليس مواطنين .
لقد أصبحت إضراباتنا مثل (الويك إند) ، هناك من يخطط لمشوار وهناك من يخطط لقعده وهناك من يصلح المزراب في البيت وآخر يساعد في تشميس الفراش وترتيب البيت .
ما هي وظيفة الإضراب العام كما تعلمناها في دروس السياسة والحياة وكما تعلمها قادتنا في الأحزاب ؟
إن إعلان الإضراب العام في كل مجتمع وكل بلد وكل دولة هي خطوة متطرفة وليست كأي إعلان لأن الإضراب هو إحدى الأدوات النضالية التي تهدف الى التأثير على حياة المجتمع وحياة الدولة وتهدف إلى أن تجعل الحكومة أو السلطة تحسب ألف حساب لخطوة (متطرفة) من هذا النوع وبالتالي أن تقوم السلطة بالجلوس على طاولة مع قادة الإضراب أو ممثلي هذا الجمهور لسماع مطالبهم وبحث كيفية أن لا تتكرر الأسباب التي دعت إلى الإضراب وهذه الخطوة المتطرفة .
ولكن هل من يكيل بصاع هكذا قيادة وهكذا إضراب وهل إتخذ القرار من أجل ان يكون يوما نضاليا كفاحيا يرعب الحكومة ويوقفها عند حدها ،أم أنه جاء لرفع العتب وخاصة في فترة الإنتخابات البرلمانية ، وهل مثل هكذا قيادة مؤهلة لقيادة جماهير عريضة مستهدفه قوميا وتواجه خطر وجود في بلادها وأرضها أرض الآباء والأجداد .
في العام 1976 قررت الجماهير العربية ممثلة بقيادة حقيقية مناضلة إعلان الإضراب العام إثر محاولة سرقة الأرض في الثلاثين من آذار بعد مواجهة في لجنة رؤساء السلطات القطرية ، مع رؤساء من عملاء السلطة وصلت حد الإعتداء الجسدي على القائد توفيق زياد الذي مثل وبعض من رفاقه هناك نبض الشارع ،فكان يوم الأرض يوما إشتعلت به الشوارع غضبا وأمتنع العمال عن الخروج الى أعمالهم رغم تهديد السلطة وإدارات المعامل والمصانع اليهودية وقامت المظاهرات التي كان قسم منها دمويا .
اليوم يسلبون ليس الارض وانما يسلبون الروح فسام وسامي وقبلهم خير وقبله رامي والعشرات من قبلهم لم تجعل قياداتنا ترتقي إلى مستوى الحدث .
الدعوة إلى الإضراب ،
لقد تمت الدعوة الى إضراب اليوم عبر المواقع الألكترونية وقامت السلطة المحلية بإبلاغ عمالها والمدارس بالإضراب وخلص.
في الماضي القريب عندما يتم الإعلان عن إضراب في اللجنة القطرية ، كانت تشكل لجان إضراب محلية في كل قرية ومدينة تحمل عددا من الوظائف منها الإعلان عبر مكبرات الصوت ، طباعة وتعليق ملصقات في الشوارع وعلى الجدران ، زيارة المحال التجارية ودعوتها للإلتزام بالإضراب ، العمل على إقامة مظاهرات محلية والدعوة للمشاركة في مظاهرة قطرية ..... وهذا جزء من وظائفها .
اليوم وكما أسلفنا يزاود الواحد على الآخر بإعلان الإضراب العام ويختبئ بعدها الى أن تم تمييع الإضراب والى إفقادة معانيه الثورية النضالية .
في ظل هكذا قيادات أصبحت دماء شبابنا تذهب هدرا ، وأصبح يوم الإضراب يوم (بكنك) .
والدايم الله .
[email protected]
أضف تعليق