يكتب دان مرجليت، في "يسرائيل هيوم" انه كان يتمنى ان يكون ذبابة تقف على حائط غرفة الاجتماعات في السلطة الفلسطينية ليصغي خلال النقاش حول الانضمام الى المحكمة الدولية، خاصة عندما تحدث ابو مازن والمستشارين عن تأثير توجههم الى لاهاي على موقف اسرائيل. ويفترض انهم وازنوا التوجه الذي تسلموه من الادارة الامريكية بتأجيل تقديم طلبهم على الأقل الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية في 17 آذار، وعندما رفضوا التجاوب، اخذوا في الاعتبار الخطوات المضادة من قبل الكونغرس الامريكي وربما الادارة الامريكية.

ويتساءل مرجليت عما اذا كان معنى التوجه الفلسطيني الى المحكمة الدولية في لاهاي، هو ان ابو مازن لا يهمه كيف سيؤثر القرار على الانتخابات الاسرائيلية، او انه يعتقد بأن ذلك سيصب في صالح احد المعسكرين وضد الآخر، وان نتيجة الانضمام الى لاهاي ستدعم المعسكر الذي يؤيده في الانتخابات الاسرائيلية؟

وحسب رأي الكاتب فان بيان المحكمة بشان بدء فحص الشكوى الفلسطينية حول ارتكاب جرائم حرب في غزة هو اعلان حرب سياسية، فالهدف الواضح هو عزل اسرائيل ونزع شرعية وجودها، وفي نهاية الامر ردع الجنود عن تنفيذ المهام خشية ان يتم اعتقالهم في الخارج. اما النتيجة الواضحة جدا، فهي ان الكثير من الإسرائيليين يعتقدون ان ابو مازن لا يتحمل وحده مسؤولية وقف المفاوضات وانما يتحمل بنيامين نتنياهو جزء من المسؤولية عن شكل وقفها الخاطئ، وهناك، ايضاً، من ينتقدون قرار نتنياهو تجميد اموال السلطة كعقاب على خطواتها السياسية الخاطئة، ولكنهم يقفون وراء رئيس الحكومة اذا كانت الخطوة الفلسطينية تهدف الى فرض ترتيبات من جانب واحد على اسرائيل، لا تأخذ بالضرورة احتياجاتها.

ويرى انه يجب في الحرب التصرف كما في الحرب، مدعيا ان ابو مازن لا يريد المفاوضات بين الجانبين ويتوجه الى لاهاي، وهناك سيجد مساعدة سياسية (اذا تم له ذلك) عبر اجراءات طويلة، وبالتأكيد سيقابل برد اسرائيل احادي الجانب. ويضيف ان خطوات ابو مازن تضعف الحاجة الى معارضة قرار الحكومة تجميد امواله في البنوك الاسرائيلية وتعزز لدى الاسرائيلي الواقعي الاعتراف بأن الفلسطيني يفهم فقط لغة القوه والحقائق المفروضة. ويسأل: من سيستعين بذلك في الانتخابات الاسرائيلية؟ ويجيب: كل واحد يفهم، لفرحه او لأسفه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]