عرف عن “شارلي إيبدو”، وهي إحدى الصحف الفرنسية الساخرة التي ظهرت للمرة الأولى عام 1960، ميلها للرسوم الكاريكاتورية والتقارير الساخرة، وتناولت خلال السنوات الأخيرة قضية المقدسات، ممثلة في الديانة الإسلامية والنبي محمد (ص) تناولا ساخرا، معتبرة أن ذلك يندرج ضمن “حرية التعبير والرأي”، ما أغضب الجالية المسلمة في فرنسا في أكثر من مناسبة.

تدهورت علاقة “شارلي إيبدو” مع المسلمين، سنة 2011، عندما قامت بنشر صور تسخر من النبي محمد، تحت عنوان “شريعة إيبدو”، ما أثار موجة من الاحتجاجات في فرنسا لإعلانها أن “رسول الإسلام هو رئيس تحريرها”، فجاء الرد عنيفا عليها، فقد ألقيت قنبلة حارقة في مقرها، وتعرض موقعها للقرصنة. وبرزت مواجهة أخرى في سبتمبر 2012، بين الصحيفة والجالية المسلمة في فرنسا، فقد اجتاحت المظاهرات عددا كبيرا من الدول منها، هونغ كونغ وتركيا واليونان والسعودية وإيران، بعد أن نشرت الصحيفة سلسلة من الرسوم الساخرة من النبي محمد (ص) أدرجت داخل مقال عن الديانات الرئيسية الثلاث.

ورفضت الحكومة الفرنسية حينها اتخاذ أي إجراءات ضد “شارلي إيبدو”، بحجة أنها لم تقترف ما يسمى بـ”إهانة الديانة الإسلامية”، واعتبرت أن حرية التعبير مسألة لا تراجع عنها في فرنسا اللائكية، ودعت الجالية المسلمة في حالة شعورها بالإساءة إلى ديانتها للجوء إلى العدالة.

وفي عام 2013 نشرت الصحيفة ذاتها مجددا كتابا مصورا بعنوان “سيرة محمد” وصورة الغلاف للنبي وهو يقود جملا في الصحراء، وأصر ناشر المجلة الأسبوعية “ستيفان شاربونييه” على أن الكتاب الجديد عمل تربوي أنتج بعد الكثير من البحث.

وقال شاربونييه حينها في تصريح صحفي: “لا أعتقد أن العقول المسلمة المتقدمة ستجد أي شيء مسيء”، معترفا أن الفكرة راودته في 2006 عندما نشرت صحيفة دنمركية رسوما للنبي محمد (ص)، وأعادت صحيفته نشرها. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]