في الاونة الاخيرة يدور الحديث عن مدى نجاح وفاعلية الخطط التعليمية, التي تعتمدها وزارة التربية والتعليم, مع الاشارة الى انه تم اعتماد اكثر من مشروع على المستوى القطري في مدارس يهودية, كذلك الامر في مدارس عربية.

هذه المشاريع التربوية يصفها البعض, بانها انقلابية تمكن الجيل الجديد من مواكبة تطورات العصر, وتمكن الدولة من من احراز النجاحات الباهرة على جميع الاصعدة, بتطوير وتعزيز جيل كامل قادر على القيادة في مختلف المجالات العلمية والادبية واخرى. لكن في الوقت نفسهو لا ياخذ القائمون على هذه المشاريع المعطيات الخاصة بالمجتمع العربي, خاصة وان مشاريع تعليمية تطبق في المدارس العربية حصدت الكثير من خيبات الامال, لعدم جهوزية هذه المدارس للتعاطي مع مثل هذه المشاريع, بالاضافة الى سوء الضروف التعليمية, اقصد من ناحية المباني ومستلزمات المدارس العصرية, والنقص الحاد في الغرف التدريسية, وارتفاع اعداد الطلاب والطالبات في مدارسنا المتواضعة. فما يسمى "مشروع عوز" و "مشروع افق" يناسبان مبان تدريسية غير المباني القائمة حاليا في مجتمعنا, لان مثل هذه المشاريع تعتمد على ساعات تدريسية طويلة, يمضيها الطالب برفقة معلميه يتكفلون بتدريسية الى ما بعد ساعات الظهر المتاخرة. هذه الساعات الطويلة تستوجب اولا, انشاء برنامج غير تقليدية تعني بتدعيم شخصية الطالب, وتطوير ادواته الابداعية, لكن في الحقيقة ليس هذا ما يطبق على ارض الواقع, لان الطلاب يكملون دراسة المواضيع العادية التقليدية, مما يدخل الشعور بالتعب والارهاق لديهم, كذلك الامر بالنسبة للمعملين. هذه الساعات الطويلة تاتي على حساب الاوقات الشخصية للطالب, فالاخير يمضي الاوقات داخل المدرسة بدلا من الاهل والاصدقاء, ويعود في ساعة متاخرة الى منزل ولديه, مما يسبب في الشعور بالعزلة من الحياة خارج اطار المدرسة, بالاضافة الى ان هذا الامر قد يؤدي الى حالة من التفكك الاسري في مجتمع, يعتاد على صلة التواصل بين الاهل والاصدقاء والجيران, فالبيت اصبح عمليا للمبيت. اضافة الى ذلك, الطالب يتناول وجبته الرئيسية بعد الظهيرة في المدرسة, وليس في البيت الى جانب والديه واهله, مما يعني حرمانه من التواصل المتعارف عليه في مجتمعنا.

من الناحية النظرية, يجب على هذه البرامج, ان تنهض بالمجتمع وتزوده بادوات يستخدمها الطالب, لتطوير الحس الفكري الموجود لديه من جهة, وتشجيع جيل كامل على الابداع والمبادرة, لكن هذه البرامج التعليمية التي فرضتها وزارة التربية والتعليم ناقصة, ولم يخطط لها مسبقا وفق احتياجات المدارس العربية والمجتمع العربي في ان واحد, وتوفير الموارد المالية المطلوبة لتطبيقها.

السؤال المطروح على الطاولة, ما هي الانجازات الحقيقة لهذه البرامج في المدارس العربية, التي تعاني من نقص غرق التدريس واكتظاظ الطلاب, وعدم توفير وسائل التهدفئة والى اخره؟. ربما الاجابة: غطسنا رغيف العيش بالايس كريم.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]