حمدًا للباري عزّ وجلّ ألف ألف مرّة لأوضاعنا المُرضية والمستقرة، والتي نفتخر ونعتز بها وتزيدنا طاقةً وشموخًا يومًا بعد يوم،كيف لا؟ وأمورنا في ألف نعمة وندير شؤوننا على أحسن وجه، ولا ينقصها شيء من الكمال في شتى مجالات الحياة!

تفصلنا فترة قصيرة عن خوض الانتخابات للبرلمان الإسرائيليّ، ونحن أقلية تشكِّل نحو 20% من أصوات الناخبين، تسعى قياداتنا الحكيمة، وما أذكاها وأرقاها، إلى خوض الانتخابات بوحدة الصّفوف؛ انطلاقًا من قناعتها بنهضة المجتمع، وتعمل جاهدة على تشخيص همومنا ومشاكلنا العامّة، ليس على الصعيد الفردي بل على صعيد المصلحة العامّة، واتّباع إستراتيجية معيّنة لمحاربة سلبياتنا، كما تجري اتصالات مكثفة على مدار الساعة لخوض الانتخابات بقائمة عربية مشتركة، إذ سيتم تحقيق الأمل المرجو، وبكل بساطة تهتف بعدم وجود أي خلافات جوهرية بين الأحزاب العربيّة ما دامت النوايا السّليمة متوفّرة لديهم، وقد وضعت نصب عينيها وشغلها الشاغل خدمة ومصلحة المجتمع، ولا يهمّها التمثيل (الكرسي)، مؤكدين أنهم ربابنة أوفياء لقيادة السفينة إلى بر الأمن والأمان، وسيصدر قريبًا بيان مشترك يفاجئ كل التوقعات تحت عنوان: " اتفقنا أن لا نتفق". .

مجتمعنا في ألف نعمة، نعامل بعضنا البعض ونشارك في جميع المناسبات، وخاصّة لقاءات المعايدة، سواء كان ذلك على مستوى الطوائف عامّة، أو العائلية خاصّة. نستقبل ونقبِّل بعضنا البعض بحرارة، ونتبادل الهدايا ونجلس معًا على طاولة الغداء، ثم نجتمع بلقاءات المعايدة، من خلالها نسمع الخطابات المختصرة البعيدة عن السياسة والمصالح الشخصية، وبأسلوب متواضع بعيدًا عن تنميق العبارات التي تقتصر على العيد ومعانيه الاجتماعية والدينية. وعلى الصعيد العائلي بدأت العائلات تولي العيد عناية واهتمامًا مميزًا، ينتظره الجميع بفارغ الصّبر لنجتمع بأجواء ملؤها السعادة والمحبة، وتتصافى القلوب وتنعدم ظاهرة السفر إلى الخارج تقديرًا وإجلالًا لهذا الحدث، وممّا يثلج القلب الاحتفال بهذه المناسبة وغيرها، وخاصّة رأس السّنه بأسلوب حضاريّ دون إزعاج الغير والمحافظة على البيئة والنظافة والتقيد بسياقة السيارات التي تكاد تنعدم، بحذر شديد مع الأخذ بعين الاعتبار، مراعاة شعور وظروف ذوي الحالات الخاصّة. لا نشغّل المسجلات بصوت مرتفع، ولا نستعمل الزامور، ولا نكسر الزجاج في الشوارع ولا نطلق أي نوع من المفرقعات.

مجتمعنا في ألف نعمة، لأننا نتمسّك ونحافظ على القيم والعادات والتقاليد، لا نسمع في المَجنّة (المقبرة) خلال مراسيم تشييع الجنازة أي كلمة، بل يخيّم السكوت المطلق على المكان، وتغلق مئات الهواتف النقالة، استعدادا لسماع خطبة الصلاة وكلمات التأبين!

مجتمعنا في ألف نعمة، فنحن وأولادنا نصغي لبعضنا البعض، ونجلس معا في جلسات عائلية، ونبحث ونتجادل في العديد من مواضيع السّاعة حتّى غدا أولادنا مفطومين عن الهواتف النقالة والحاسوب!

مجتمعنا في ألف نعمة، فإدارة المؤسسات وقادة مجتمعنا، كلٌّ من موقعه، يخدم بمصداقية وإخلاص، ويحارب جميع الظواهر والمظاهر السلبية، ويعمل جاهدًا على حل مشاكل وهموم المواطن التي تكاد شبه معدومة. أما بخصوص تعيين الموظفين والمدراء وغيرهم في مختلف الوظائف، فهناك موجة حقيقية لمحاربة هذه المؤسسات للمحسوبيات والانتماء، ويتم التعيين بصورة موضوعية وبحسب الكفاءة والشهادات بحيث يتم تعيين لجنة خاصة تعمل بصورة مهنية وبكل استقلالية لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب!

اللّهمّ اجعلنا من الذين استقوا من عين الحكمة وركبوا سفينة الفطنة...وأقلعوا بريح التوكل...وسبحوا في بحر النجاة...ورسوا في شاطىء الخلاص.

مع أمنياتي أن يحقق مجتمعنا أمانيه ويكون في أفضل حال وغد مشرق ... 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]