عند اكتشاف جرثومة "البوليو" في مياه المجاري والصرف الصحي في بعض المناطق في اسرائيل في صيف العام 2013 – انطلقت وزارة الصحة بحملة واسعة تدعو الأهالي تطعيم اولادهم (حتى سن التاسعة) بلقاح البوليو (مرض شلل الأطفال) المخفف أو المضعّف (OPV) ، ولقيت الحملة نجاحا فائقا .
لكنه بحثا أجرته جامعة حيفا ، أظهر انه على الرغم من نسب التطعيم العالية ، فان كثيرا من الأهالي الذين لا يعارضون التطعيم مبدئيا ، ويقبلون عليه عملا بالنظام المتبع – قد أبدوا هذه المرة (عام 2013) ترددوا ، ومنهم من امتنع عن تطعيم اولاده .
واستند بحث الجامعة المذكورة الى استطلاع شارك فيها (200) من الأهالي ، واستند كذلك الى تحليلات لألفين و (499) حوارا بين الأهالي في المدوّنات ("بلوغات") والمنتديات (فورومات) والتعقيبات (توك باك) وفي المواقع الاخبارية وصفحات الفيسبوك .
تطعيم IPV ....
وبيّن البحث ان 32% من الأهالي رفضوا أو ترددوا في تطعيم أولادهم ، وكانت الاسباب الرئيسية للتردد عدم تصديقهم لما أعلنه مسؤولو وزارة الصحة عن أن المخاطر التي تكتنف التطعيم "مستبعدة" وغير واردة في الحسبان " ، كما انهم اعتبروا شروحات وتفسيرات الوزارة لأهمية الموضوع (التطعيم) " متناقضة وغير شافية " – هذا بالاضافة الى شعورهم بالقناعة بأن أولادهم مطعمون ومحصّنون بفضل التطعيم "الميت " ضد البوليو (لقاح ipv) وبالاضافة كذلك الى المخاوف والشكوك حول أمان التطعيم واللقاح .
وأشار البحث أيضا في هذا الاطار ، الى تساؤلات الأهالي وتشكيكهم باحتمالات الانتشار الواسع لمرض "البوليو" في اسرائيل ، نظرا لعدم تسجيل أية حالة اصابة في ذلك العام (2013) ، مع تشديدهم على ان اول واكثر ما يهمهم هو مصلحة وصحة أولادهم ، قبل المجتمع "فلماذا نعرّض اولادنا للمخاطر ، كرمال المجتمع " – على حد تعبير بعض الأهالي .
ووفقا ، انطلاقا من ايمانهم بأن ذلك يحميهم ويحفظهم ، على الرغم من ان الاولاد المتطعمين بلقاح (IPV) غير معرّضين للاصابة بالبوليو ، بل معرضين لحمل الجرثومة .
[email protected]
أضف تعليق