"علي سلام" و"ناصرتي" أسمان يرتبطان بالتغيير الكبير الذي حصل بمفهوم العمل السياسي بين الجماهير العربية والعمل الحزبي التقليدي في البلاد .

علي سلام رئيس بلدية الناصرة قاد بحكمة وبثورية منقطعة النظير تغييرا منشودا عجزت عنه قوى سياسية أكبر ذات ظهر ودعم قطري وتحمل فكرا وأيديولوجيات ، فخلال ثلاث شهور أصبح قائدا وعنوانا لكل المهمشين والمهشمين في الناصرة الذين حلموا بتغيير واقع قيادة المدينة .

ما جرى في الناصرة والذي أدى بالنهاية الى إبعاد قيادة راسخه متنفذه تابعه لتنظيم قوي عمرها 40 عاما في البلدية و70 عاما في العمل السياسي ، وما تعنيه من سلطة وتأثير تعدت البلدية لتصل إلى كل مؤسسات المدينة وإلى القطاع الإقتصادي الخاص والقوي في المدينة هو ثورة بكل ما في الكلمة من معنى .

حقيقة أن التغيير قد حصل في البلدية لا يعني أنه يتوقف عند البلدي فالقضية هي تغيير مفهوم العمل السياسي بشكل عام ، وتقليل دور الحزبي الى الشعبي أو القائد الفرد صاحب الكاريزما العالية .

ومن الطبيعي جدا أن يهزأ أصحاب فكر المدارس الحزبية لأن ما حصل ويحصل ليس في كتبهم التي نهلوا منها ، ولم يسعفهم مفكروهم ومنظروهم لأنهم قد سقطوا قبلهم من خلال عدم فهمهم للظاهرة .

بعد التغيير الذي حصل في المدينة وبعد ان شاهد أعداء هذه الظاهرة الحالة الثورية التي عاشتها الناصرة والحماس الكبير الذي رافق العملية في صفوف الجماهير العربية خارح الناصرة لدرجة ان الآلاف من سكان البلدات العربية القريبه من الناصرة والبعيده ،إهتموا بنتائج إنتخابات الناصرة وتابعوها بحماس منقطع النظير ،أكثر من إهتمامهم ومتابعتهم لنتائج الإنتخابات في بلداتهم ،وكانت عقولهم وقلوبهم مع علي سلام ،ومع قائمة ناصرتي والكثيرون منهم بالإضافة الى ذلك قد رافقونا بقلق وترقب خلال ماراثون المحاكم ،ومن المهم الإشارة ان غالبيتهم الساحقة لم تعرف من قبل علي سلام شخصيا ،أدرك قسم منهم(أعداء الظاهره) ما يجري بعد ان اعتمدوا الإستهزاء أسلوبا مع غريمهم (علي سلام) وفهموا ما جرى وهم يعلمون علم اليقين ان الحالة تعدت الناصرة لتنتقل الى البرلمان والعمل السياسي القطري وان بإمكان على سلام وناصرتي أن يصبحوا لاعبا مركزيا مصدرا للفكرة الى انتخابات البرلمان خاصة وهم يشاهدون مسرحية تركيب القائمة غير الموحدة .

تضم ناصرتي ضمن صفوفها طاقات سياسيه تنظيمية قادرة على حمل جزء من الهم الفلسطيني ،وقادرة على مقارعة السلطة في سبيل تحقيق الإنجازات القومية واليومية للجماهير العربية في البلاد .

ناصرتي اليوم هي القوة الابرز في الساحة السياسية ، والقوة التي ستفاجئ كل من لم يدرك معنى ومفهوم وأسباب التغيير الحاصل في عقول الجماهير العربيه.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]