صدر في أكتوبر 2009 عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب “أنت تفكر إذن أنت كافر” للكاتبة والصحفية الأردنية سلوى اللوباني. يتناول الكتاب بشكل عام هموم ومشاكل المثقف العربي. يطرح الكتاب عدة تساؤلات اهمها “لماذا تبدل دور المبدع العربي من مؤثر في المجتمع الى مشاهد؟ وهل اصبح الابداع في خطر؟ فالرقيب خلخل الموازين وكبل ابداعهم، اضافة الى التطرف والارهاب الفكري الذي يمارس ضد ابداعهم وضدهم شخصيا فكثير منهم اتهم بالكفر والالحاد ومنهم من تم سجنه او اغتياله. هل لان الدين والابداع لا يلتقيان؟
الكتاب مقسم الى ثلاثة فصول، في الفصل الاول “مصائر المثقفين” تقرأ عن كثير من المثقفين العرب الذين انتهت حياتهم بالمرض او بتسول العلاج مثل عبد الله القصيمي، كاتب ياسين، ابراهيم اصلان، جار الله الحميد، علي الدوعاجي وغيرهم. ومن انتهت حياتهم بالانتحار او الاغتيال مثل خليل حاوي وقاسم جبارة وفرج فودة وغيرهم، وايضا من تم تكفيره فقد تم تكفير اكثر من 200 مبدع من الدول العربية منهم عبد الله خليفة، عبد الله بن بجاد العتيبي وليلى العثمان وعبد العزيز المقالح واسلام سمحان وغيرهم. الفصل الثاني يتناول غياب دور الاعلام العربي في مناصرة المفكرين والمثقفين وتعزيز دورهم واهميته في المجتمع. اما الفصل الثالث يطرح العديد من الاسئلة على مجموعة من الكتاب والمفكرين للبحث والمعرفة أكثر عن المبدع العربي منها هل المبدع العربي فريسة بين سلوكه الشخصي ونصه الابداعي؟ هل الدين والابداع لا يلتقيان؟ هل الادب العربي قابل ليكون عالميا؟ وغيرها من الاسئلة.
تقول الكاتبة في المقدمة: ما أقدمه في هذا الكتاب قد لا يحيط بالقدر الكافي للوقوف على حقيقة هموم المبدع العربي بغض النظر اتفقنا أو اختلفنا مع أفكارهم فهي نتاج تجربتهم إلا أنها محاولة أولية شاركني بها على مدى سنوات مجموعة من الكتّاب والمثقفين في البحث والمعرفة.
الطبعة الثانية من كتاب: أنت تفكر اذا أنت كافر وزيادة!
قالوا بأن الكتاب صرخة من أجل المثقفين، ولكن حتى صدور الطبعة الثانية منه لم أسمع سوى صرخات التكفيرين تزداد. كل ذو فكر يهاجم، كل صاحب قلم يسجن أو يُكفرّ. ولا يزال المثقفون العرب يحملون أقدارهم برؤوس أقلامهم، فالرقيب مترصد ليكبل إبداعهم، إضافة إلى الإرهاب الفكري الذي يمارس سطوته ضد إبداعهم، ومنهم من أجبر على النفي، ومنهم من وصل به الحال إلى الانتحار أو الجنون أو السجن.
هناك أسئلة كثيرة تشغل العالم اليوم، أسئلة لقضايا علمية وإختراعات تساعد على تطور مجتمع المعرفة، ولكن ما هي الأسئلة التي تشغل العالم العربي؟ للأسف، أصبحت أسئلتنا محصورة في حلال أم حرام؟ فالمعرفة في العالم العربي سجينة للأفكار الخاطئة، وأحيانا للاتهام، فنحن أبدعنا في تقسيم المعرفة بـ«أنت معي أم ضدي؟»، أصبح المبدع كالجندي المجهول في وسط أمة لا تعرف كيف تروّج له ولا تثق بإبداعه، ومتفرغون لإصدار الفتاوي لقتاله، وبالتالي أصبح الإبداع الأول الذي قدمناه للعالم هو التطرف!
قصص كثيرة لا تكفيها مجلدات إذا أردنا حصرها لنسجل قهر المثقف العربي، وكأن هدفنا تفريغ المجتمعات العربية من مثقفيها
المؤلف: سلوى اللوباني
الناشر: مدارك
سنة الاصدار: 2013
عدد الصفحات: 284
[email protected]
أضف تعليق