يكتب عودة بشارات في "هآرتس" انه كان يشتبه دائما بالوطنية المتزايدة لقادة "يسرائيل بيتنا". ففي النهار يهاجمون كل عربي، وفي الليل يديرون اعمالا تشمل المكاتب الوزارية كلها. حسب الشبهات، يبدو ان قادة الحزب اقسموا بتلوين كل ذرة سلطوية بألوان الفساد.

ويضيف: "لقد تم حتى الآن اعتقال اكثر من 30 وطنيا، واليد لا تزال ممدودة. اذا كانت لدى نائبة وزير الداخلية حمولة كثيرة الافراد، كما لدى العرب، يمكن التكهن بأن الاسم كيرشنباوم كان اكثر الاسماء شيوعا في اروقة السلطة. وبعد ذلك يعظ قادة إسرائيل بيتنا العرب لأنهم غير موالين للدولة. ما الذي يمكن قوله لهؤلاء الصفاق؟ انه مع ولائهم المشبع بالفساد، ظاهريا، يمكن لمحمود احمدي نجاد الاستغراق في النوم.

ان كراهية العرب من قبل قادة إسرائيل بيتنا هي حاجة انتخابية. العنصرية التي يراها ليبرمان جزء من استراتيجية باردة، تعتبر بالغة الخطورة. ولكن، في المقابل، هذه عنصرية تفتقد الى جذور في حاضر المهاجرين الروس الذين وصلوا الى هنا ابرياء من تعابير الكراهية ضد العرب او الغرباء. المجتمع الروسي بغالبيته الساحقة هو مجتمع متعلم ومحافظ، والكثير من افراده يحافظون على علاقات جيرة حسنة مع الجمهور العربي.

هناك طابع مشترك للجمهورين – طابع الترفيه الاجتماعي، مع العائلة الواسعة والكثير من الاصدقاء، واستقبال الضيوف، وكذلك مشاعر التمييز والاقصاء. لقد لفت صديق يهودي انتباهي الى حقيقة مثيرة: خلال الأزمات لا يقصي المهاجرون الروس انفسهم عن المدن والقرى العربية، كما تفعل قطاعات اخرى من الجمهور اليهودي. وحسب سلوكهم، فانني اقدر بأنهم يشعرون كأنهم في البيت عندما يتواجدون في المجتمع العربي، اكثر من شعورهم بذلك خلال تواجدهم في اماكن اخرى.

وفي المقابل يمكن سماع كلمات طيبة فقط من اصحاب المصالح العربية بشأن استقامة الزبائن الروس. وهناك من يتحدثون عن اخلاصهم للمكان الذي يتلقون فيه خدمة ومعاملة جيدة.

كما ان المهاجرين الروس هم سكان دولة سابقة، وفرت العلاج للمجتمع العربي في اسرائيل، عندما احتضنت بترحاب مئات الشبان والشابات العرب في الجامعات الروسية. وحدث ذلك عندما كانت حكومة اسرائيل تراكم العراقيل امام الشبان الذين كانوا يطمحون الى الالتحاق بالجامعات هنا.

لقد حقق مئات الاكاديميين هؤلاء انقلابا حقيقيا في المجتمع العربي، حيث وصل الى هنا على مدار سنوات مئات الاطباء والمهندسين والصيادلة الذين أغنوا هذا المجتمع. ان العامل المشترك للمهاجرين الروس والعرب، في المستشفيات واماكن كثيرة اخرى، كبير جدا، مقارنة بالمجموعات السكانية الأخرى. وتعتبر روسيا بالنسبة للكثير من الاكاديميين العرب وابناء عائلاتهم مصدر الهام روحي وثقافي واجتماعي. وبالنسبة للكثيرين منهم فان التقاء المهاجرين الروس يشبه التقاء ابن القرية في المدينة الكبيرة والبعيدة.

ربما يساهم كشف وجه "إسرائيل بيتنا" الذي يعبر عن العنصرية الكريهة التي يتم استغلالها للفساد، في تحرير المهاجرين الروس من هذه العلقات التي لا تهمها الا المصالح الشخصية. آن الأوان لشق طريق جديد، تناسب الميراث الروسي المجيد، الذي تميز دائما بتعامله الدافئ مع الشرق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]