ربما قرأ الجميع عن التنانين ووحوش الكهوف التي تضئ أعينها في الظلام، لكن لم يري أي منا تلك الأساطير، ولذا نتعامل معها كمادة لا تثير الاهتمام الا على صفحات الكتب. إلا أن بعض الأساطير تتحقق، كأسطورة السيارة التي لا يمنعها عائق من الوصول الى حيث ينتهي شغفك بالاستكشاف.
فعلى مدار 60 عامًا ظلت تويوتا لاند كروزر تتحدى الطبيعة وعوائقها، وتحمل المغامرات الى حدود جديدة لم يسبقها إليها الكثير من السيارات، حتى أصبح اسم لاند كروزر يعتبر مقياس لمدى كفاءة السيارات خارج الطرقات الممهدة، وأصبحت السيارة محور الحياة لدى ملايين من محبي المغامرة.
أكثر وضوحًا
ربما تكون لاند كروزر برادو سيارة موجهة في الأصل للمغامرة خارج الطرقات، إلا أنها لم تتخل عن الشخصية التصميمية الجذابة التي يمكنها أن تجذب الأنظار اليها داخل المدينة، وتهيب أعداءها في الصحراء.
البداية من المصابيح الأمامية والتي أصبحت تحتل معظم الواجهة، بداية من الجزء العلوي الذي يحتوي على الأضواء الرئيسية وإشارات الانعطاف، وحتى الجزء السفلي الذي يمتد بمحاذاة شبكة التهوية الكرومية كبيرة الحجم ويحتوي على أضواء الـ LED النهارية، وأعلى المصابيح يأتي غطاء المحرك المسطح، والذي يمتد أمام المساحة الزجاجية الأمامية الكبيرة، وخط السقف المستقيم الذي يمتد للخلف مستعرضًا المقصورة الرحبة لبرادو.
على الجانبين أبرز ما يمكن أن تراه عيناك هو المرايا الكبيرة التي تنقل كل ما يحدث على جانبي سيارتك إليك، والعجلات المعدنية قياس 17 و 18 بوصة، وكذلك الطول الكلي للسيارة الذي زاد بمقدار 20 مم عن الجيل السابق، مع البقاء على دائرة دوران السيارة برغم حجمها الكبير عند قطر 5.8 متر.
أما في الخلف، فوضعية المصابيح المرتفعة ذات التفاصيل الواضحة، وباب التحميل الخلفي الكبير ذو حافة التحميل المنخفضة، الى جانب زاوية المرور على العوائق التي تصل الى 32 درجة، وزوايا الصعود والانحدار الأمامية والخلفية التي تصل الى 25 و22 درجة، كلها تبين أن التصميم على الرغم من تعديله بالكامل إلا أنه لازال يحرص على ضمان أفضل أداء في المواقف الصعبة.
المقصورة والأمان
على عكس الكثير من السيارات التي تحاول إخفاء شخصيتها القوية داخل المقصورة، فلاند كروزر تتحدث القوة والصلابة بطلاقة في تصميم مقصورتها، بداية من عجلة القيادة كبيرة الحجم ذات التصميم العملي والتي تضم الأدوات الأساسية التي تحتاجها خلال القيادة، ومرورًا بتصميم لوحة القيادة العملي والبسيط الذي يسهل الوصول لكافة الوظائف، وحتى تصميم لوحة العدادات والأبواب المصممين بعناية لمساعدتك على قراءة كافة المعطيات والثبات في مقعدك تحت كافة الظروف.
وتحتوي لاند كروزر الجديدة على لوحة تحكم في وظائف نظام الدفع الرباعي، والتي تساعدك على اختيار اوضاع القيادة على الطرقات وخارجها، إضافة الى شاشة قياس 7 بوصات تحتوي على النظام المعلوماتي للسيارة، وكذلك نظام الملاحة. بداية من الصف الثاني للمقاعد حرصت تويوتا على تسهيل عملية دخول المقصورة والخروج منها، حيث قامت بزيادة زاوية طي المقاعد في الصف الثاني من 33.8 درجة لتصبح 46 درجة.
ولا يقتصر الأمر على راحة الركاب فقط، فبرادو تقدم قائمة طويلة من تجهيزات الأمان متضمنة أنظمة الامان الإيجابي التي تعمل على منع حدوث أي حادثة من الأساس، كنظام منع انغلاق المكابح، ونظام التحكم الإلكتروني في قوة الكبح وتوزيعها، ونظام المساعدة في الكبح، ونظام التحكم في السحب، ونظام الثبات الإلكتروني (VSC).
وبعيدًا عن تلك الانظمة المعتادة، فتويوتا لاند كروزر برادو تعتمد على عدة أنظمة مساعدة للكبح تساعدها في مهامها خارج الطرقات الممهدة، منها نظام المساعدة لتشغيل السيارة على المنحدرات، ونظام متابعة سطح الطريق لتعديل وضعية التعليق والقوة المرسلة للعجلات حسب حالة الطريق، ونظام التحكم التفاعلي في السحب الذي يعدل من القوة المرسلة للعجلات بحسب احتياج السيارة وطبيعة سطح الطريق (A-TRC). كذلك تحتوي السيارة على نظام مثبت السرعة التفاعلي، وسونار لمتابعة ما حول وخلف السيارة، ونظام تحذير لضغط العجلات، ونظام التحكم في ثبات المقطورة، ونظام مراقبة النقاط العمياء، ونظام مراقبة المشاة العابرين خلف السيارة.
وفي حالات الاصطفاف، فالسيارة تعمل على مراقبة ما حولها ومن ثم تحذير السائق في حال وقود أي عوائق، حتى وإن كانت العوائق غير مرئية للسائق او متحركة فالسيارة تعمل على تحذير بقية السائقين بالإشارات الضوئية الجانبية.
المحرك والأداء
للوحوش قلوب قادرة على منحها القوة، وكذلك بث الرعب في نفوس منافسيها، وهو بالضبط ما تمتلكه لاند كروزر برادو، حيث تعمل السيارة بخيارين من المحركات، إما V6 سعة 4 لترات، أو رباعي الأسطوانات سعة 2.7 لتر.
المحرك الرباعي الاسطوانات يعمل على توفير معدل متوازن من القوة والعزم مع استهلاك اقتصادي للوقود، حيث يضمن لك الـ 160 حصان القيام بكافة المهام بسهولة، ويتصل هذا المحرك بخيارين من ناقل الحركة، غما يدوي من 5 سرعات أو أوتوماتيكي من 4 سرعات. إلا أن القوة الحقيقية تكمن في المحرك الأكبر الـ V6 سعة 4 لترات والذي تصل قوته الى 271 حصان مع عزم 385 نيوتن.متر ويتصل بناقل حركة يدوي من 6 سرعات أو أوتوماتيكي من 5 سرعات، ويمكن لهذا المحرك دفع لاند كروزر برادو الى سرعة 100 كم/س خلال 10.9 ثانية، مع سرعة قصوى تصل حتى 180 كم/س.
على الطرقات الممهدة تستغل تويوتا خبرتها الكبيرة في قطاع سيارات الركوب لتقدم تجربة متميزة لقيادة برادو، فالمقصورة تقدم مستوى مرتفع من الراحة والهدوء دون التضحية بقدرات السيارات على الطرقات الغير ممهدة، حيث تقدم السيارة نظام التعليق الديناميكي KDSS والذي يحسن من راحة الركوب ويعدل من وضعيته حسب الحاجة وكذلك نظام AVS للتعليق التفاعلي الذي يسمح للسائق باختيار وضعية نظام التعليق حسب متطلباته. ستجد كذلك تصميم بدن السيارة الذي يمتص الاهتزازات والضوضاء ويمنعها من الوصول للمقصورة.
أما خارج الطرقات الممهدة فبرادو تعمل على إيقاف عمل كل من أعمدة التوازن الأمامية والخلفية، لتمنح المزيد من الحرية للعجلات لتتصل مع سطح الطريق الغير ممهد، الى جانب نظام AVS الذي يعمل على تعديل ارتفاع نظام التعليق ويعدل من قساوته لمناسبة الوضع الراهن للسيارة.
كذلك يأتي نظام الدفع الكلي للعجلات في لاند كروزر برادو ليثبت فاعليته، بفضل الترس التفاضلي محدود الانزلاق في المنتصف، والذي يمكنه توزيع العزم آليا بين المحورين الأمامي والخلفي بنسبة 50:50، أو حتى بنسبة 30:70 حسب معدل تماسك أي من محاور العجلات، مع إمكانية غلق الترس التفاضلي الخلفي بالكامل لتحسين الأداء في المواقف الصعبة. ولا ينتهي الأمر عند ذلك، فبرادو مزودة كذلك بنظام التحكم في السحب التفاعلي (A-TRC) الذي يتحكم في المكابح والمحرك ليوزع العزم على العجلات الأربعة بشكل مناسب حسب حاجة السيارة.
ومن نظام التعليق الى ناقل الحركة، والذي يتيح للسائق خيار من خمسة خيارات للسطح الذي تقاد عليه السيارة، وهم الطين، والرمال، والصخور الصغيرة، والصخور والأتربة، والصخور الكبيرة، والثلوج. حيث يعمل النظام على تعديل حساسية المحرك وطريقة توصيل القوة للعجلات وكذلك نظام التعليق والثبات ليناسب السطح الذي تقوم عليه. كذلك تحتوي السيارة على نظام التحكم في الزحف والذي يمكنك من ضبط سرعة محددة لا تتخطاها السيارة أثناء القيادة على سطح معين، لتقوم السيارة بضبط قوة المحرك والمكابح للبقاء تحت هذه السرعة، حتى وإن كانت تسير على منحدر، وهو ما يسمح للسائق بمزيد من التحكم في سرعة السيارة، أو حتى تركها تحاول التخلص من الغرز من تلقاء نفسها دون أن يضغط على بدال السرعة ويتسبب في غرز العجلات بشكل أكبر.
[email protected]
أضف تعليق