أيام معدودة، تفصلنا عن مناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السّنة الجديدة. هذه المناسبة العطرة والعزيزة، التي لا شك انّها تبعث بأجوائها الاحتفاليّة، وأنوارها ، قسطًا من الرّاحة تُنسينا متاعب وهموم الحياة، وتزرع الأمل والآمال رغم ما يشهده العالم من مشاهد مؤسفة وصراعات دامية، وفي مقدّمتها داعش، حيث أخذت هذه المشكلة تُقلق المجتمع الدولي، حيث اعتبرها خط احمر بالقلم العريض، وتجاوزت كل التوقعات، وكيفيّة التفاعل وتعامل العالم لوضع حد لانتشارها من أجل إنقاذ الحريّة والديمقراطيّة التي اتخذت مسلك القتل والخطف، وانتهاك كرامة الانسان وخاصّة النساء والاطفال الهيمنة والسيطرة استراجيّتها، إذ لا تتوقف ماكنة القتل والاعتداءات، وزرع الخوف والرّعب.
هذا من جهة، وما يجري ويدور في مجتمعنا من تطرف وتعصُّب، حيث حلّت لغة التجريح والصراعات بين ابناء الشّعب الواحد، التي تربطهم ثقافة، تربية تاريخ ومستقبل مشترك من جهة أٌخرى، ناهيك عمّا يجري ويدور بين افراد الاسرة الواحدة، وتحديدًا بين الاخوة، اذ كادت تختفي اللقاءات بينهم، واللجوء الى سياسة الانتقام، والمظاهر الزائفة، وزرع بذور الشقاق، وكأنه لا يوجد مصطلح التسامح والتآخي والإلفة وبدلاً من ان نتقارب وننظر الى انفسنا بتروّي وتعمق ونحكّم الضمير، خاصّة في هذه الاوضاع العصيبة وهذه المناسبة، اذ نحتفل بالعيد مظهرًا بعيدًا عن الجوهر ومعانيه الرّائعة.
الايّام والشهور مرّت بسرعة، والذكريات والصفحات والاعوام تتوالى، وها نحن نطوي عامًا ونستقبل آخر لتبدأ احلامنا مجدّدًا مع بداية العام الجديد ايمانًا بالمقولة:
في ديسمبر تنتهي الأحلام، لابد ان تبقى منها في الذّاكرة والقلب، وفي يناير تبدأ الاحلام، فلتكن احلامنا يحدوها الامل، والتفاؤل نابعة من الرغبة الاكيدة بأنه لا مستحيل هناك، واضعين نصب عينينا الوصول وتحقيق المعجزات.
نسأله تعالى، ان نطوي هذا الشهر بوقف المعاناة، واراقة الدماء، ونستقبل بترقب ولهفة السّنة الجديدة، على امل ان تبشر لنا ببزوغ فجر افضل يعيد البسمة، وضحكة الاطفال، ويدب في نفوسهم الثقة والامن.
اعاده الله على كافّة المحتفلين والعباد، والانسانية جمعاء بتحقيق العدل والعدالة.
[email protected]
أضف تعليق