ترى راحيل نئمان في مقالة نشرتها في "هآرتس" انه تم شطب كلمة اليسار من المنتج الجديد الذي اعلن عنه يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني، خلال الاعلان عن توحيد حزبيهما، وبدلا منه اعلنت ليفني عن ميلاد حزب وسط صهيوني قومي ووطني. وقد ابتلع هرتسوغ هذه الكبسولة دون ان يرمش له جفن، اذ ربما لا يصدق هو ايضا، انه يترأس حزبا يساريا.

وتضيف: ربما كان من المناسب شطب كلمة اليسار، لأنه لم يتم ذكر "المبادرة السياسية" الا مرة واحدة في خطاب هرتسوغ المتحمس، ولم تنطق ليفني بكلمة الفلسطينيين. لقد ذكر كلاهما انهما سيعملان من اجل اتفاق اقليمي، لكنهما لم يذكرا الصراع او المناطق الفلسطينية او الاحتلال. وكان المشهد كله يبدو خياليا، وطرح السؤال: لماذا دخل هذان تحت مظلة الزواج؟ هل لكي يخففان من الهدف الذي يفترض ان يترأس جدول اعمال الحكومة القادمة؟ ام انه من الواضح لهما ان جوهر الوسط لن يسمح بإجراء نقاش جدي حول المسائل الجوهرية، ولذلك لا فائدة من التطرق اليها في المؤتمر الافتتاحي؟

ويطرح السؤال عما اذا كان بمقدور المعسكر الصهيوني الجديد، الذي يتلون بأطياف الليكود القديم والمعراخ القديم، التفكير خارج شعارات السلام والأمن التي يطرحها اليمين. هل سيعلن هرتسوغ في اول خطاب له كرئيس للحكومة، عن خطوات لإعادة الثقة، كإطلاق سراح أسرى فلسطينيين امضوا عشرات السنوات في السجن، او تسهيل التنقل بين غزة والضفة، وزيادة تصاريح لم شمل العائلات، وفي اعقاب ذلك استئناف المحادثات؟ هل سيقول انه ينوي التقاء محمود عباس فورا ودعوته الى مقر رئيس الحكومة في القدس؟ هل سيتجرأ على مواصلة ما بدأه ايهود اولمرت قبل ست سنوات؟ لقد تراجع هذا الأمل بعد الظهور المشترك لهرتسوغ وليفني.

ان مبادئ اليسار، التي شطبتها ليفني، لكنها لا تزال تشكل الأمل الوحيد بالنسبة لقسم من الاسرائيليين، ستتعرض الى الاقصاء امام الصهيونية الاثنية التي يطرحها لبيد، والجنسية التي يطرحها كحلون، والقومية التي يطرحها ليبرمان. وسينهار هدف التسوية مع الفلسطينيين تحت مظلة جهات تجمعها شهوة واحدة هي اسقاط نتنياهو. ولا حاجة لأن تكون نبيا، كي تتكهن بأن هذا الوسط السياسي سينهار بعد عام او عامين، ويخلي الساحة لليبرمان.

هل نشهد سرابا يمهد فيه هرتسوغ طريق ليبرمان لرئاسة الحكومة؟ هل ستكون حكومة برئاسة هرتسوغ مجرد فاتحة لحكومة بقيادة بينت وليبرمان؟ اذا تشكلت حكومة برئاسة العمل فستكون مجرد حدث قصير، وأمل خائب؟ يمكن النقاش حول ما اذا كانت ستشكل مأساة او مهزلة، ولكنه يبدو ان ليفني لن تصبح، مرة اخرى، رئيسة للحكومة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]