تحت هذا العنوان يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان زياد ابو عين كان شريكا لإسرائيل، لكنه لم يحب إسرائيل ولم يحب الصهيونية، ومثل كثير من اعضاء القيادة الفلسطينية امضى عقوبة في السجن الاسرائيلي (بتهمة قتل إسرائيليين دون ان يعترف أبدا بالتهمة، ولا حتى بعد اطلاق سراحه في صفقة جبريل). انه ليس صديقا لنا لكنه شريكنا، فهو من الفلسطينيين القوميين الذين فهموا ان الشعب الفلسطيني يملك مصلحة حقيقية في العيش بسلام مع إسرائيل والاستمتاع بفوائد اقتصادنا المتطور والمبادرات الاسرائيلية والتعاون في مجالات عدة كالبنى التحتية والموارد الطبيعية وغيرها.

لقد كان ابو عين عضوا في طاقم التوجيه الفلسطيني لمبادرة جنيف، وكان مستعدا للدفاع عن مضمونها امام الفلسطينيين الذين اعتبروا التعاون مع إسرائيل بمثابة خيانة. وآمن بأن التظاهرات ضد المستوطنات ستبقي على موضوع الاستيطان مطروحا على جدول الاعمال، تماما كما عارض التظاهرات العنيفة. ان وفاته خلال تظاهرة الاسبوع الماضي، تشكل نوعا من "الاثبات" للمتطرفين في "فتح" وبالتأكيد في "حماس"، بأن الجهود المبذولة للتوصل الى سلام مع إسرائيل تفتقد الى الأمل.

لم يمت ابو عين لأنه هدد حياة جندي اسرائيلي. وحسب ما يستدل من نتائج تشريح جثته فقد اصيب بنوبة قلبية جراء العنف الذي مورس ضده. على كل حال، وبدون التطرق الى التهديدات الفلسطينية بوقف التعاون الأمني، (الذي اعتبره عباس مقدسا قبل فترة وجيزة)، او التوجه الى مؤسسات الامم المتحدة لضم الدولة الفلسطينية الخيالية اليها، يجب على اسرائيل ابداء الأسف والاعتذار.

بدلا من إعطاء التفسيرات المعروفة والمتوقعة بشأن ظروف وفاته، وبدلا من التنصل من الذنب، يجب أن نفهم الحالة الخاصة والتعامل معها بشكل خاص. صحيح أن أبو عين ترأس الجهد الفلسطيني ضد المستوطنات، وشارك بالفعل في العديد من المظاهرات، لكنه ما كان يجب أن يموت. وقبل ان تتحول وفاته الى نوع من الاحداث البارزة في الصراع المتواصل بيننا- تماما كما تحول اغتيال رائد الكرمي في يناير 2002 الى الحدث البارز في الانتفاضة الثانية، وهو حدث ادى الى ارتفاع دراماتيكي في العنف الفلسطيني وضم اليه عناصر ابتعدت عنه في السابق – سيكون من الصحيح التحرك بسرعة لإخماد الحريق الذي اندلع بعد وفاة ابو عين.

انه حدث كلاسيكي يفضل فيه ان تكون حكيما على ان تكون محقا. يمنع علينا الاكتفاء بالتنصل من التهمة والقاء المسؤولية على غيرنا. علينا أن نفهم ان الحديث عن احد الاشخاص الذين آمنوا بإمكانية التوصل الى سلام مع إسرائيل وفهموا ما هي احتياجاتنا الحيوية، وليس فقط ما هي احتياجات الفلسطينيين. موته ينطوي على معاني كبيرة بالنسبة للفلسطينيين الذين يريدون السلام مع إسرائيل والذين يمكنهم اعتبار ما حدث دليلا على عدم نجاعة جهودهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]