* حالة من "الاكستازا" سادت الفتيان والشبان الذين كانوا على الارض وهي ما انعكست سلبيا على الفتى الذي لم يميز خطورة ما يقدم عليه

* ما شاهدناه كان عبارة عن ظاهرة وليس حدثا عابرا، وسبقها العديد من حالات الصعود على اعمدة ولكنها المرة الاولى التي تكون نهايتها مأساوية كما شاهدنا.

* على ما يبدو فإن الفتى لا يتمتع بقدرات عالية في المدرسة في حين يتمتع بقدرات جسمانية اراد التباهي بها امام اترابه الفتيان

*  قرابة 60% من السكان في النقب تحت الـ 18 عاما ويفتقرون لكل ضمان لحياة متطورة اسوة ببقية السكان

*  ما حدث للفتى ابو قويدر ليس قضاء وقدرا، في نفس الوقت لا يمكننا لومه وتذنيبه

* على الشرطة التحقيق مع الشبان فلولا تشجيعهم لما وقعت المأساة


عبّر البروفيسور عليان القريناوي، رئيس كلية" احفا" والمختص في الصحة النفسية متعددة الثقافات، والخدمة الاجتماعية مع السكان الاصلانيين، عن حزنه الشديد وامتعاضه من حادثة الفتى عبد ابو قويدر من النقب، وقال لموقع بكرا:" انتابتني قشعريرة لدى مشاهدة شريط الفيديو الذي نشرتموه في موقع بكرا، وشعرت بغضب ايضاً لما آلت اليه الحادثة".

وتابع يقول انه منظر صعب جداً، ان ترى فتى في 12 من العمر يتحدى زملاءه ويتسلق ويصعد عمود الكهرباء وسألت نفسي العديد من الاسئلة: اين الاهل؟ اين المدرسة؟ اين المؤسسات؟ اين واين؟؟؟؟

المجموعة اثرت سلبيا على الفتى ابو قويدر

وحول تحليله لما قد فكر به هذا الفتى، عبد ابو قويدر، لحظة صعوده عمود الكهرباء، قال:" مما شاهدته فإن حالة من "الاكستازا" سادت الفتيان والشبان الذين كانوا على الارض وهي ما انعكست سلبيا على الفتى الذي لم يميز خطورة ما يقدم عليه، ولم يميز بين الخطأ والصواب وسط التشجيع المتواصل...وكأنها مبارزة وعليه انجازها وتحدي اصحابه بالحصول على علامة الوصول الى القمة والنجاح بالمهمة.

صفات الفتى ابو قويدر

وتابع البروفيسور عليان القريناوي يقول:" على ما يبدو فإن الفتى لا يتمتع بقدرات عالية في المدرسة في حين يتمتع بقدرات جسمانية اراد التباهي بها امام اترابه الفتيان، وهو ما حفزه على قبول تحديهم، تحدي البحث عن الخطورة، من خلال العاب خطيرة، فتسلق عمود الكهرباء، وذلك بهدف البحث عن التحديات واظهار قدراه الجسمانية.

في تلك اللحظات التي تسلق  بها ابو قويدر العمود ووسط التشجيع ممن كانوا شهود عيان على الحادثة، وهو ما نسميه بالتشجيع السلبي، لم يعد الفتى يميز بين الخطأ والصواب، واراد ان يحطم الرقم القياسي في هذه" اللعبة" والوصول الى اعلى العمود.

وهذا مؤشر الى ان ما شاهدناه كان عبارة عن ظاهرة وليس حدثا عابرا، وسبقها العديد من حالات الصعود على اعمدة ولكنها المرة الاولى التي تكون نهايتها مأساوية كما شاهدنا.

حادثة رادعة!؟

وردا على سؤال موقع بكرا فيما اذا كانت هذه الواقعة ستردع لا محالة فتيان وشبان اخرين، اجاب القريناوي:" للأسف هي حادثة رادعة لا مجال للشك، ولكن للردع ثمن وقد دفعه الفتى، حيث كما علمت فإن وضع الفتى الصحي خطير للغاية".

اين الاهل والمدرسة؟

من المسؤول؟ سألنا البروفيسور القريناوي، واجاب: هناك عدة جهات مسؤولة عن التقصير، اولا الاهل الذين لا يتابعون ابناءهم ولا يراقبونهم، وثانيا المدرسة التي لا تقوم بواجبها في هذا المضمار من تحذير التلاميذ حول المخاطر المحدقة بهم، ومن ثم المؤسسات، فكيف يُعقل ان نطوي عام 2014 والنقب بهذه الحال، لا اطر للطلاب بعد الدوام المدرسي، ولا العاب(حيث يجد الطلاب اعمدة الكهرباء هدفا للعب واللهو) ولا ملاعب لا فعاليات لا منهجية، ناهيك الى اننا نتحدث عن قرية ابو قويدر التي تعيش في ظروف صعبة في ظل عدم الاعتراف بها...والفقر المدقع...انه واقع صعب في النقب حيث قرابة 60% من السكان تحت الـ 18 عاما ويفتقرون لكل ضمان لحياة متطورة اسوة ببقية السكان وهم بحاجة ماسة لرفع مستوى الحياة وتوفير اماكن عمل.

لا يمكننا تذنيب ولوم الفتى

واكد  البروفيسور القريناوي في نهاية حديثه على ان ما حدث للفتى ابو قويدر ليس قضاء وقدرا، في نفس الوقت لا يمكننا لومه وتذنيبه، وان هذه الحادثة المأساوية يجب ان تنير لنا الاضواء الحمر والسود وغيرها من الالوان حول مستقبل العرب البدو في النقب وفي القرى غير المعترف بها بشكل خاص.

على الشرطة التحقيق مع المحرضين

وردا على سؤال موقع بكرا هل يرى بعداً جنائياً لهذه الحادثة، اجاب القريناوي، قائلاً:" اذا ما اتضح ان بالغين كانوا ضمن المجموعة التي شجعت الفتى على الصعود على عمود الكهرباء ولم تمنعه، فإن بعدا جنائياً واضحاً في الحادثة، وعلى الشرطة التحقيق به، مؤكدا انه لولا تشجيعهم لما وقعت المأساة.

وانهى يقول اتمنى من الاهل والمدرسة استخلاص العبر كي لا تتكرر هذه الحادثة التراجيدية، ونتمنى الشفاء للفتى عبد ابو قويدر.

اقرأ ايضاً:

 موقع بُكرا يتابع قضية عبد ابو قويدر: شركة الكهرباء والشرطة تعقبّان

فيديو تقشعر له الأبدان: اصابة الفتى ابو قويدر بصعقة كهربائية... لحظة بلحظة

بطيرم تعقب على حادثة ابو قويدر: يجب توفير حصص خاصة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]