أكد د. علي الاعور المختص في حل النزاعات الإقليمية والدولية لموقع بكرا ان الرئيس ترمب يضغط بقوة من أجل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مقابل ثمن سياسي يدفعه الشارع الاسرائيلي و المعارضة و السلطة القضائية في إسرائيل مقابل عفو سياسي كامل عن نتنياهو و بقاء نتنياهو في السلطة.
وقال ان الاتفاق الذي يتحدث عنه ترمب في غزة مرهون بالعفو عن نتنياهو وان الشعب الفلسطيني في غزة يدفع فاتورة العفو بالدم من أجل بقاء نتنياهو في السلطة.
ويرى الأعور أن الحرب بين إسرائيل وإيران، التي استمرت 12 يوماً، قد انتهت رسميًا، إلا أن تداعياتها لا تزال حاضرة في قلب تل أبيب وطهران، وتنعكس بشكل مباشر على الأوضاع في غزة وجنوب لبنان.
وأوضح أن الصواريخ والطائرات الإسرائيلية، وكذلك الإيرانية، باتت جزءاً من معادلة معقدة مرتبطة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وفي السياق ذاته، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاقاً وشيكاً بين غزة وإسرائيل بات قريباً، لكن د. الاعور استبعد هذا الاحتمال.
النصر المطلق
وأكد أن الواقع ما زال في المربع الأول، نظراً لإصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تحقيق ما وصفه بالنصر المطلق.
وأشار إلى أن نتنياهو يواصل سياسة الإبادة الجماعية ضد المدنيين في غزة، مستنداً إلى ما كشفته صحيفة هآرتس من أن جنوداً وضباطاً في القطاع تلقّوا أوامر مباشرة من المستوى السياسي بقتل الفلسطينيين ومن يذهبون لتسلّم المساعدات.
وقال الأعور وفي مقابل استمرار العدوان، تواصل حركة حماس تمسكها بمطلب وقف الحرب كلياً، مع استمرار التباعد في المواقف.
عملية نوعية
وبين أن حماس سجلت خلال الأسبوع الماضي نقطتين مهمتين عبر عملية نوعية اعترف بها محللون وجنرالات إسرائيليون، إذ قام مقاتل فلسطيني بزرع عبوة ناسفة في دبابة إسرائيلية بعد أن صعد على ظهرها، في عملية وُصفت بالنوعية الكبيرة التي تهدد وجود الجيش الإسرائيلي داخل غزة.
ورداً على سؤال حول تصريحات ترامب بخصوص فرص التوصل لاتفاق وشيك ، قال د. الأعور إن الواقع لا يشير إلى اتفاق وشيك، رغم استمرار المفاوضات في الدوحة بقيادة الوسيط بشارة بحبح وفيتكوف.
وأشار إلى أن إسرائيل تعرضت لهزة قوية بعد العملية النوعية لكتائب القسام، وهو ما انعكس في تنامي الضغط الشعبي داخل إسرائيل للمطالبة بالانسحاب من القطاع.
حراك سياسي ودبلوماسي
وتوقع الأعور تصاعد الحراك السياسي والدبلوماسي خلال الأيام المقبلة، لكنه رأى أن نتنياهو لا يسعى لاتفاق شامل، بل إلى صفقة جزئية، بينما تطالب حماس بوقف كامل للعدوان وضمانات لإنهائه.
وأشار الى أن الشارع الإسرائيلي قد يكون العامل الحاسم في الضغط على نتنياهو، موضحا أن أي تطور أمني جديد في غزة قد يُخرج نتنياهو من المشهد السياسي.
وأضاف أن الميدان يشهد عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي، والشارع يطالب بانسحاب الجيش وصفقة تبادل أسرى تضمن عودة الجنود الإسرائيليين فوراً إلى تل أبيب.
[email protected]
أضف تعليق