لا تكفينا القوانين العنصريّة ضدّنا ،المُشرعنة والتي في قيد التّشريع :دولة اسرائيل يهوديّة وديموكتاتوريّة !!،من قِبَل برلمان وحكومات اسرائيل المتتالية،ولا يخشَون من تسميتنا :مواطنون من الدّرجة الثّانية ! علانية وليس في الدّهاليز فقط ، ونحن :ما مْنِغْدَر للبقرة نِنّاطِع العِجلة /بعضنا البعض!كرّ وْفَرّ! بطّيخ يْكسّر بعضو !
فَيكثر الغمز واللمز ،التّكفير والتّشهير ،التّطرّف والتّصرّف، التّسويف والتّخويف ،ألإقصاء وما يتبعه من استعلاء ،يا شايف الزّول يا خايب الرّجا ،تيتي تيتي مثل ما رُحتي جيتي،أنا بوهن بآكُلْهُن وأنا إمهن بَحميهن ،دُقّو ما بْيِنْدَقْ بِلّو ما بْيِنْبَل ،نَخْوات ،فَزْعات ،غوغائيّات ،بهلوانيّات ،تَغْميسْ بَرّيّة الصّحن ،نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، نتمقطع على بعضنا البعض ،هدّوني ! شوفوني ،السّلاح بيد ال...بيجرح ،بعيد عنكو !قاضي الاولاد شَنق حالو ، ،يخلطون الحابل بالنّابل، منهم من يحمل السّلّم بالعَرض ،تكثر الفتاوى وتتهاوى ،يتسابقون على خضراء الدّمن وتدفيع الثّمن ،فَمٌ يُسَبّح وَيَدٌ تُذّبّح ، خُوذْ عنّي جيتَكْ مواعظ وحِكَم جوفاء، رغم أنّ الطّيّبين في مجتمعنا هم كُثُر ، والحمد لله ،بعضهم ملّ ويئس، فانزوى في عقر داره ،ما باليد حيلة !البعض الآخر يقف في المرصاد :محذّراً مُنبّهاً ،صارماً ،جازماً، حازماً ،يُعرّض نفسه للخطر ،يسمع الكلام القاسي والنّابي ،من الأهل ،الجيران والطّرف الآخر ! لكنّه لا يأبَهَ للتجريح والتّقبيح ، لا يزرع حَبّاً لسنة واحدة فقط ! بل يغرس أشجاراً وارفة الظّلال على المدى البعيد ،لسان حاله يقول صباح مساء :وَقُلِ اعملوا فسيرى اللهُ عملَكُم ورسولُهُ والمؤمنون !
يحضرني ما كتبه البروفسور النّصراوي الشّهم :مروان دويري القائل :
الإنتماء الى دين اْو طائفة ليس نقيصة ،الانسان يتمتّع بدوائر انتماء متعدّدة منها :الانتماء الطّائفي ،،القومي ،الحمائلي ،السّياسي ،الإقليمي، المهني ، الجنسوي، الجيلي ،وغيرها من الدّوائر...وعلينا أن نُميّز بين الانتماء لطائفة والطّائفيّة....يُمكن للانتماء لطائفة أن يُسَخّر للمصلحة الوطنيّة ،كما في لجنة المبادرة الدّرزيّة ،فهي تنتمي لطائفة ،إلاّ أنّها حتماً وطنيّة ،ويمكن للانتماء الطّائفي أن يُسخّر لأهداف فئويّة أو لمُعاداة القوى الوطنيّة .....
وما دُمنا في هذا الوابل من التّحريض الأرعن ليل نهار ،خاصّة في وسائل الإعلام المحلّيّة الرّسميّة ،أبواق الدّعاية الإسرائيليّة الرسميّة ،العبريّة والعربيّة :صبّ الزّيت على النّار، تضخيم ،تهويل ،تأليب فئة على فئة ،وطائفة على أخرى ،ناهيك عن الشّماتة ،ولدينا كوادرُ لا يُستهان بها ،مع مزيد الأسف من أنصر أخاك ظالماً اْم مظلوما ، بالمعنى السّلبي ، وليس الإيجابي الذي قصده النّبيّ العدنان ! الذين ينجرفون مع التّيّار الفاشي ، يقولون للمُغرض المُتصيّد في المياه العَكِرة : أمرك يا سيدي أمرك ...تُؤْمُر ع َ الرّاس وْ ع َ العين ،بدل البسمة خوذ اثنين ...
يقول الفنّان غوّار الطّوشة ساخراً :اليمن صارت يمنين ،لبنان ثلاثة ، والحبل ع َ الجرّار ،وهكذا عرب ديارنا في بلاد السّمن والعسل :اّصبحنا في بَحْبوحة من الرّخاء ،الاسترخاء والانزواء !! العرب ،الدّروز ،البدو ،المسيحيّون الآراميّون ... وْشُو بدّي أعِدّ ت َ أعِدّ يا هالرّبع ! لدينا من يبحثون عن الهويّة الدّرزيّة في وزارة المصارف والصّفاقة ! ومن يبحثون عن الهوية الآراميّة في وزارة الجاهليّة ،لدينا بيتة دروزيت ! تراث درزي ،عربيّة للدروز ،رياضيّات للدروز ،والإخوة المسيحيّون موعودون بِهيك ْ بضاعة عنصريّة ،كذلك الإخوة البدو ينتظرون دورهم ! بالدّور يا حبايبي بالدّور ! ما حدا أحسن من حدا !
تحضرني دائماً،في مثل هذا الموقف العصيب ،قصيدة الأخ الشاعر المعطاء :حسين مهنّا /البقيعة: طلب بسيط، ديوان : وطني ينزف حُبّاً 1978 ،الأسوار ،عكّا ،حيث يقول أبو راشد بصدق :
كُنْ ما شئتَ/شيعيّاً.. سُنّيّاً.. درزياً / كن نصرانيّاً/شرقيّاً أو غربيّاً/كن من أتباع يهوذا /أو من أنصار القائد بوذا /أُعبُدْ ما شئتَ/من هذي الأديان / لكن معذرة / لا تَنْسَ/ واذْكُرْ أنّكَ إنسان .... وَلنرفع أيدينا البيضاء / في وجه الطّغيان // أنّى كان /وَلِنَحْمِ الإنسان / من ظُلم أخيه الإنسان .
لأجل كل ما تقدّم ،أنا لا أبحث عن هويّتي ،وُلِدْتُ معها ،قبل قيام الدّولة ،هويّة أبي وأمّي واْجدادي ،من المحيط العاثر الى الخليج الخائر حاليّاً، ورغم البلايا ،ألْمِحَن ، الشّجن ، العَفَن ،الوَسَن ،الفِتَن ،هويّتي هي هويّة عدنان وقحطان ،المناذرة وغسّان، قريش أميّة ،عبّاس وفاطمة ،سلامة موسى وجورجي زيدان، آل جنبلاط وآل أرسلان ،كمال وسلطان ،جمال وميشال ، كفر كنّا وأبو سنان ،وادي سلاّمة وكفر عنان ،بني سويف وبني عبسان، مُفكّرَتي مُذَكّرَتي !ما قاله الرّسول العربي :سلمان منا يا أهل البيت! وأضاف :من سَرّهُ أن ينظر الى تواضع عيسى بن مريم، فَلْينظر الى وجه أبي ذرّ الغفّاري ، هويتي مع شكيب أرسلان ،داعية العروبة والإسلام وهو القائل في ثري مقام النّبي شعيب وحطّين وطبريّة معاً ،حين زارها حاجّاً عام 1902 ،أي قبل مئة واثنتي عشر سنة بالتّمام والكمال :
وَكم نبيّ في ذي البلد قفا موسى، وكم مرّها هنا الخَضْرُ
وإنْ يحيى عاش على شواطئه بين يديه الأنامُ تُطهّر
علّم هنا عيسى شريعته وقوم موسى توراتهم فسّروا
وفي حروب الصّليب قد رُفِعَتْ أعلام دين الذي نَمَتْ مُضَرُ...
**هويّتي ما كتبه الخليفة الفاطمي: الحاكم بأمر الله ،رغم ما كُتِب وقيل عنه ،راجع كتاب :الحاكم بأمر الله/الخليفة المُفْتَرى عليه للدكتور المصري :عبد المنعم ماجد ، أستاذ التّاريخ الإسلامي /جامعة عين شمس /مكتبة الأنجلو المصريّة ،القاهرة ،1982 ،أنظر كذلك ما كتبه الدكتور عارف تامر: رسالة الخليفة الحاكم الى ناظر ماليّته ص 13 :الغُربة مُذلّة الأعناق، والفاقة مُرّة المذاق ،والمادّة من الله الرزّاق ،فأجْزِهم على عوائدهم في الإنفاق ،ما عندكم ينفذ ،وما عند الله باق...،وقال الحاكم شعراً :
أصبحتُ لا أرجو ولا أتّقي إلاّ إلهي وله الفضل
جدّي نبيٌّ وإمامي أبي وديني الإخلاص والعدل
**بطاقتي الشّخصيّة ورثتها روحيّاً من الأمير السّيّد عبدالله التّنوخي ،القائل قبل ستة قرون :اجعل العِلم دليلك ،والورع مشيرك ،والحِلم وزيرك! ثمّ أوصى بجزء من أملاكه لجاره المسيحي! بطاقتي من مطران العرب جريجوريوس الحجّار ،حين أصرّ عام 1939 على اجراء الصلّح بين الإحوة المسلمين والمسلمين في ساحة كنيسة شفاعمرو ،دفتري ما قاله شاعر لبناني : بَدّي بَدر بيضَوّي بَدِرْ زَيّ/ وْثوب المجد حيّكْتو بِدَرْزي/بْمِسلم ومسيحي ودُرزيّ/ كلنا بْ هالوطن احباب...
**انتمائي الى ما غنّاه فريد الأطرش لجمال عبد النّاصر :عبد النّاصر يا جمال يا مقدام عروبتنا /فيكم حقّقنا الآمال وْنِلنا غاية وحدتنا ...إشارة مروري الخضراء ،حين تعذّر على فريد الأطرش حضور أوّل عرض لِأحد أفلامه ،وعكة صحّيّة، فانتدب ممثّلاً عنه سيادة الرئيس عبدالنّاصر !
**جواز سفري ،طرّزه وحاكه الشّيخ أحمد تقيّ الدّين :
أدينُ بشرع الحقّ أين وجدتُهُ بِإنجيل عيسى أم بقرآن أحمدا
وجاء ابنه بعده الشّيخ حليم تقي الدّين ،مضيفاً مدماكاً آخر لهذا الصّرح الإنساني :
كونوا أجاويدَ في قول وعمل إنّ الدّيانة في الأخلاق والشِّيَم.
**مَن وضع اللمسات الأخيرة لهويّتي حاليّاً، شعراء المقاومة: راشد حسين ،محمود درويش ،سالم جبران وسميح القاسم، الذين أمسَوا، باتوا وأضحَوا لدى الرّفيق الأعلى !
لن نقول للقَرعة احترنا من وين نبوسِك ْ!لدينا الآلاف من الماشطين/ات الذين يزرعون الشّعْر للقرعان ،وهم قلائل ،كي يعيدوا لهم هيبتهم ،شهامتهم ،مروءتهم واعتبارهم، شاء مَن شاء ،وأبى من أبى ! لذا أنا أنتمي لهؤلاء جميعاً ولا أبحث عن هويّة ، وهذا لا يتناقض مع كاريكاتير الفنّان ناجي العلي ، حنظلة القائل :اْنا عربي يا ....بعيد عن الجميع !
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
كباقي مقالاتك..هذه ايضا غنية بالمعلومات. وكما نعرفك من خلال الكتابة.. انسان شريف مبدئي ووطني.